السوريون يستغربون لهجة العداء ضد بلادهم

بهية مارديني GMT 14:00:00 2005 الخميس 3 مارس
[SIZE=5]المعارضة السورية صعدت لهجتها

:nocomment:

وتطالب بمؤتمر وطني
السوريون يستغربون لهجة العداء ضد بلادهم

بهية مارديني من دمشق: قال صحافي سوري ان الشرخ الذي احدثته المعارضة اللبنانية في علاقتها مع الشعب السوري " اثر استغلالها للشباب المندفعين بعد اغتيال رفيق الحريري يمكن اصلاحه إذا توفرت مصداقية عالية وتوجه اليهم بحقائق وادلة حول ابعاد مايحدث في لبنان الذي يصب في مصلحة الدول الكبرى التي تحاول اعادة تقاسم مناطق النفوذ في البلدان". واضاف الصحافي الذي يعمل في وسيلة اعلامية سورية رسمية " ان المظاهرات في لبنان لايمكن البناء عليها سياسيا لان من يشاركون فيها متعمقون بالانتماءات الطائفية المذهبية لانها مرجعيتهم وربما كانت الاعلام الكثيرة والشعارات الغريبة التي تطلق في التظاهرات اصدق تعبير عن اختلاف الاهداف التي ينادي بها كل فريق من المتظاهرين، كما ان مايدفع فريق من اللبنانيين الى رفع سقف معارضتهم لسورية هو تمسك الطرف المقابل المؤيد لها (الشيعة مثلا) وفريق كبير من السنة التزامهم بضبط النفس بانتظار ان يزول الاحتقان". وقال طالباً عدم ذكر اسمه "ان ذاكرة اللبنانيين كما كل الشعوب العربية ضعيفة جدا ولو كان لدى المسيحيين مثلا اسوا ذاكرة في العالم لما تحالفوا مع وليد جنبلاط الذي سخر منه وزير الداخلية اللبناني سليمان فرنجية ونصحه باعادة اجراس الكنائس التي نهبها ابان حرب الجبل قبل ان ينادي بالدفاع عن المسيحيين".

واستغرب طبيب اسنان (47 عاما) يملك عيادة خاصة في دمشق، كل ماجرى في الفترة الاخيرة على الساحة اللبنانية وقال "لا لا اهتم بالسياسة ... لكن اصبحت مشغولاً بالوضع في لبنان وتداعياته على سورية ولا اضع قنوات التلفاز الا على المحطات الاخبارية".

ابنة مسؤول سوري كبير قالت لـ"ايلاف": "لن اذهب لاعمل التاتو ابدا في لبنان و لااريد ان انفخ شفاهي في بيروت، وساتصل بليلى ( تقصد الفنانة المصرية ليلى علوي ) لارجوها الا تشتري مجوهراتها من بيروت وكذلك ساطلب من صديقاتي جميعهن ذلك ".محامية سورية اعتبرت ان الجرح الذي احدثته المعارضة اللبنانية في العلاقة مع السوريين سيظل ينزف كلما تذكروا عمالهم في لبنان. وتساءلت قائلة ولكن ماذا عن صلات القرابة بين الشعبين التي لن تنقطع وشائجها وعائلات كثيرة تصاهرت وتقاربت وتلاحمت عبر السنين. واضافت "ان الشعب اللبناني كان يظهر فوقية في تعامله مع السوريين رغم القرابة والجيرة والعلاقات الخاصة بين الشعبين ولم يتوقع احد ان بعضهم يحمل كل هذا الكره، وظل الشعب السوري يعتبر لبنان منهله باتجاه هذا التمدن ونافذته التي تطل على العالم والموضة وكل ماهو جديد، وكانت سورية دائما قبلة لبنان كما كانت لبنان قبلة سورية وعند الازمات كان اللبنانيون يشترون كل شيء من سورية حتى الزيتون واللحوم والدجاج".

وتابعت المحامية السورية "اللبنانيون الذين لاياكلون الا الخبز الرقيق الناصع البياض، اللبنانيون الشعب المرفه الذي لم تستطع تدميره الحروب، اللبنانيون الشعب الذي يعشق السيجار والبدلة والتايير والمجوهرات والدولار والذي يفضلون الازياء المستوردة، كانوا دائما يشترون من سوق الحميدية ما يحتاجونه من عباءات ومفارش ويعاملون معاملة خاصة، اللبنانيون الذين احببنا لهجتهم مثلما احببنا اللهجة المصرية عندما راينا فتياتهم يزين الفضائيات باناقتهن اللافتة وعندما تابعنا مسلسلاتهم حتى ردد السوريون طويلا" الو حياتي " التي كان يقولها الفنان اللبناني عبد المجيد مجذوب للفنانة اللبنانية هند ابي اللمع، اللبنانيون وديع، صباح، فيروز،لااستطيع الا ان اسالهم لماذا كل ما يحدث ولماذا خلطتم الاوراق بين الموقف الحكومي والموقف الشعبي" على حد اعتقادها.
المعارضة السورية
وفي موضوع ذي صلة اعتبر مراقبون ان المعارضة في سورية صعدّت من حدة لهجتها اثر تداعيات اغتيال رفيق الحريري وان البيان الاخير للتجمع الوطني الديمقراطي في سورية،والذي يضم خمسة احزاب معارضة، خير دليل على هذا التصعيد.
فالتجمع الذي طالما ظهر في بياناته واجتماعاته بالمظهر الهادئ البالغ الرصانة اصدر بيانا لم يتناوله اغلب الصحافيين الذين وصل اليهم اعتقاداً منهم انه كان حاداً ولاعتبار البعض ان التجمع ربما لايكون الذي اصدره.
[SIZE=4]فقد بدا البيان بالحديث عن ان النظام السوري يعمد " وباستمرار كلما واجهت سياساته الجدار المسدود إلى إعادة توضيبها وتلميعها، في محاولة لتمويه إخفاق هذه السياسات، وإعادة تسويقها من جديد، مغلفة بغطاء من الوطنية والقومية والنضال، واضعاً نفسه موضع المدافع عن الأمة وقضاياها، وفي موقع الاستهداف الدائم من أعدائها. وهو لا يعمل حقيقة إلا على توفير أسباب بقائه واستمراره بكافة الوسائل، مستخدماً لغة منافقة ومضللة، لم تعد تثير اهتمام أحد. لأنها تقوم على تجاهل إرادة السوريين ومطامحهم من جانب، وعلى الاستخفاف بالرأي العام العالمي والقرارات الدولية من جانب آخر و يصدق ذلك على سياساته الداخلية والخارجيةً،التي أفقدت البلاد كل عناصر قوتها".
واشار البيان الى ان "رغم انتقاله من فشل إلى فشل في مجمل سياساته الداخلية، وتوجهاته الإقليمية والدولية، فهو لا يريد أن يصدق أنه ينتمي إلى زمن مضى، وأن عليه أن يغير أو يتغير. كما لا يريد أن يرى حقيقة الوضع الجيوسياسي الجديد في المنطقة وعلى الصعيد العالمي بعد 11 أيلول والاحتلال الأمريكي للعراق. ومن هنا، لا يكاد يخرج من مأزق حتى يقع في شرك، يجر على البلاد وعلى الوضع العربي عموماً مخاطر حقيقية، في ظروف عربية ودولية غير مؤاتية، كان آخرها المأزق اللبناني وتداعياته".

واضاف البيان "لقد كان واضحاً لكل ذي بصر وبصيرة، مند الصيف الماضي، أن قرارات تعد في الأمم المتحدة بشأن لبنان. ومع ذلك اندفع بمجازفة، بعيدة عن السياسة، في قضية التمديد للرئيس اللبناني، فارضاً رغبته عبر انتهاك دستور البلاد وتجاهل إرادة قطاعات واسعة من اللبنانيين، والمصلحة الوطنية العليا لكل من سورية ولبنان. مما أدى سريعاً لاستصدار القرار الدولي 1559 وإعادة خلط الأوراق، وتدويل القضية اللبنانية من جديد".

:nocomment:
واعتبر البيان ان "ما جرى بعد ذلك يدفع إلى التساؤل : ما الذي فعله النظام السوري في لبنان خلال ثلاثين عاماً من وجوده في موقع القرار ؟! وأي دور وطني وقومي لعبه في توطيد السلم الأهلي في البلاد" وتابع "لقد استؤنفت أعمال الاغتيال للقادة اللبنانيين، وعاد الاحتقان يلف الحياة العامة، وبرزالاستقطاب الحاد في السياسة اللبنانية بمواجهة سياساته وتوجهاته، ونزل اللبنانيون على مختلف انتماءاتهم إلى الشوارع يطالبون بخروج سورية. ظهر أزلامه متمترسين خلف ألقاب النيابة والوزارة التي أنعم بها عليهم، يرفلون بالمال الذي اقتنصوه من عرق السوريين واللبنانيين. وجاء اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ليكون القطرة التي فاض بها الكيل. فتعبأ الوضع الدولي ضد سورية، وانفجر الوضع اللبناني شعبياً ونخبوياً ضد الوجود السوري، مما خلق توتراً في لبنان والمنطقة، كشف عورة النظامين في بيروت ودمشق، وفضح حقيقة نهجهما ونتائج سياساتهما، وأدى إلى إثارة قلق جدي على الوضع العام في البلدين، وعلى مستقبل العلاقة بين الشعبين والدولتين".

واعتبر البيان "إن عروبة لبنان، وحماية المقاومة، والعلاقة الأخوية التاريخية بين الشعبين والدولتين، ليست رهينة بوجود السلطة السورية وأجهزتها الأمنية في لبنان. إنها حقيقة لبنان أرضاً وشعباً، والخيار الموحد لكل مكوناته، فلبنان الواحد هو خيار الجميع ".
ولفت البيان الى اننا" إذ ندعم جهود أشقائنا في لبنان من أجل التحرر من هيمنة الدولة الأمنية التي فرضت عليهم، نعتبر أن معركة الحرية واحدة في البلدين، للخلاص من دولة الاستبداد وأجهزتها القمعية، بإعادة الشعب إلى موقع الفعل وبناء التجربة الديمقراطية " واهاب البيان باللبنانيين " أن لا يحملوا سورية الوطن والشعب ( وخاصة العمال السوريين في لبنان ) مسؤولية الأخطاء والخطايا التي ارتكبها النظام وأجهزته، ونحذر من مخاطر توجهات كهذه ونشجبها".

المحامي حسن عبد العظيم الناطق الرسمي باسم التجمع اجاب على تساؤلات "ايلاف" حول سر تصعيد اللهجة في هذه الفترة وقال "لقد تملكنا احباط من الانسداد الديمقراطي الحاصل في سورية وعندما تجدين ان المعتقلين مثل حبيب عيسى مازالوا موجودين في السجون ينتابك اليأس" واكد عبد العظيم" نطالب بمؤتمر وطني لا احد يرد وكل مطالب المعارضة يضرب بها عرض الحائط "، موضحا "ان احداث لبنان الاخيرة والضغوط على سورية اثبتت ما نقوله في ان تحصين الجبهة الداخلية بالاصلاح والديمقراطية هو الذي يعزز قوة النظام وقوة البلد وان الخطر يحيط بنا من كل جانب ليس خطر على النظام فقط بل هو خطر على الشعب السوري برمته".

وتساءل عبد العظيم الى متى تبقى الامور على ماهي عليه ؟، معتبرا انه رغم تصعيد التجمع لحدة لهجته ظل الحديث موضوعيا فنحن "لانقبل الاستقواء بالخارج ونحن معارضة وطنية نرفض العدوان والاحتلال ولا تغيير في مواقفنا الثابتة والمبدأية". واضاف عبد العظيم "ان الاوضاع الاخيرة في لبنان وتداعيات جريمة اغتيال الحريري لم ترتد على النظام فقط بل على الشعب السوري والعمال السوريين في لبنان وانسداد الافق الديمقراطي على مستوى سورية والممارسات في لبنان انعكست انعكاسات خطيرة والاوضاع مكانك راوح ولا خطوة للامام بشكل صحيح".

مصدر في التجمع بررلـ"ايلاف" هذه الحدة واللهجة القوية بالقول اننا نتكلم منذ زمن ولا احد يسمعنا وكل هذه اللهجة التي تقولين عنها قاسية كانت اقسى لان الظرف خطير ولااحد يساوعب ونجد ان علينا مسؤولية كبيرة تجاه الشعب السوري وهو ما اكده البيان"إننا ومن موقع المسؤولية تجاه شعبنا في البلدين وتجاه مستقبل أمتنا ندعو الشعب السوري لتشديد النضال من أجل:
-تطبيق اتفاق الطائف دون إبطاء، وتحميل النظام السوري مسؤولية التأخر في ذلك.
-عودة قواتنا المسلحة إلى البلاد في أقرب وقت ممكن، وبشكل منظم ومشرف يليق بدورها وتضحياتها، لتكون حيث يجب أن تكون للقيام بمهماتها في حماية الوطن والشعب.
- رفع يد الأجهزة الأمنية واستطالاتها السرية والعلنية عن التدخل في الحياة السياسية والاجتماعية اللبنانية.
- إفساح المجال أمام اللبنانيين لإعادة تأسيس تجربتهم الديمقراطية، وبناء دولتهم بحرية واستقلال، وفق ظروفهم ومصالحهم. ولهم في هذا المجال خبرة واسعة، تشكل تجربة رائدة في المحيط العربي.
- إرساء العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل والتكافؤ والمصلحة المشتركة.
- إن العلاقة المميزة بين لبنان وسورية حقيقة واقعة لابد من دعمها ورعايتها بالتوافق والاختيار الحر والمعاملة بالمثل والتأسيس القانوني عبر المؤسسات الشرعية.
- ادانة الجمود الذي تفرضه السلطة على الحياة السياسية السورية داخلياً وخارجياً، والعمل على كسر هذا الجمود باتجاه الانفتاح والتغيير.
- التحذير من مخاطر سياسات النظام التي لا تعمل إلا على تأمين أسباب استمراره واستفراده بالسلطة، وتوفير وسائل استبداده بحياة الناس، دون أي اعتبار لحاجة البلاد ورغبة الشعب في التغيير.
- الالتفاف حول شعار التغيير الوطني الديمقراطي في حياة البلاد والعمل من أجله".