فيريل(f) ، أنت محقة في أن الأنوثة تضررت بصعوبات الحياة المعاصرة ، لكن المرأة من جهة أخرى حصلت على الكثير من حقوقها كإنسان كامل ونالت في أماكن كثيرة حرية اختياراتها الأساسية في التعلم والعمل واختيار الشريك .. تخيلي لو أننا عشنا في عهد " الحريم " لتمنينا ساعتئذ أن نقايض ببعض أنوثتنا حرية التنفس في الهواء الطلق والاستمتاع بأشعة الشمس ..

لكن هذا لا يعني أن المرأة عليها أن تتجرد من أنوثتها وتقوم بما لا تقدر عليه ، هناك قيم لن تتغير - برأيي - مهما تطور الزمن

بالأمس أخطأت في صياغة أفكاري وقلت إن النساء بحاجة إلى معاملة خاصة ، وكنت أقصد طبعا اللطف في القول واللباقة في الخطاب وتقدير إمكانات النساء المحدودة في جوانب بعينها ,, لكني سأقول هذه المرة " إن المعاملة الطبيعية للنساء هي اللطف في الظاهر والرفق بمشاعرهن وتقدير ضعفهن في مسائل معينة " وهذا أيضا لا يعني التساهل في محاسبتهن في الأمور الحقيقية الواجبة عليها ، هناك مقاييس تحدد لكل فرد ما يجب عليه وما يحق له وهذا لا تفريق فيه بين الرجال و النساء ..
التفريق هوأصلا في وضع مقاييس عامة أو خاصة بحسب الظرف والموضوع , فعلى سبيل المثال كلنا يعلم أن من المستحيل تطبيق القوانين ذاتها على كلا الجنسين في قضايا مثل الحرب والجندية والعمل والمرض وواجبات الأمومة والأبوة ، الخ .

وما قلته يا بسام دقيق جدا (f) .. لايمكن للحياة أن تستقييم إذا اعتبرنا أن هناك طرفا لوحده قد أخل بالميزان ..
المرأة والرجل يكمل أحدهما الآخر ويحتاجه بالدرجة نفسها ، فالرجل يشبه حصانا بحاجة إلى أن يستفيء بظل شجرة رطب ورحب، والمرأة تشبه شجرة مثمرة بحاجة إلى سحاب عظيم يظلها ، ويمطرها حبا وعطفا ..:)