Array
علماني.. تعرف المثل الشعبي اللي يقول في مصر "الدبة اللي قتلت صاحبها"؟

دبة رأت ذبابة على وجه صاحبها فخشت على صاحبها فهوت على رأسه حيث الذبابة قائمة وقتلت الاثنين معاً.

هل لأننا نرفض دعم الخط الأيديولوجي لحماس نجعل من أهل غزة أسرى وسجناء لهم ونحكم على الاثنين معاً؟

و"العالم المتحضر" أين كان يا أخ علماني من أحداث غزة وبل من أحداث الهولوكوست نفسها؟ الهولوكوست ليس ببعيد بل هو قريب وصدر عن دول نسبت لنفسها التحضر وهي قمة في الهمجية والبربرية وعادت لجذورها الأولى تحبو على أطرافها كالذئاب وقامت بتهميش الفرد من جديد وصار للدهماء من الناس الكلمة الأولى وتم التطهير العرقي بمباركة كل "حشود" الشعب المتحضر.

وإنْ تواجدت حماس أو الشيطان نفسه في غزة فهذا لا يمنع -برأيي- من افتقاد غزة وإعلان الدعم الكامل والمؤازرة الكاملة لها.

أعتقد البابا ربما يريد حفظ ماء الوجه بعد أن ضاع منه شيء بعد تضامنه مع هذا القسيس والذي أنكر الهولوكوست وهو ليس مستعد للمقامرة أو المغامرة بعلاقاته مع حاخامات إسرائيل على حساب حفنة مسكينة مهمشة من البشر يقيمون في غزة. يا له من جبن من الحبر الأعظم يا علماني. كلهم يعملون لحساب كراسيهم المرصعة بالذهب.. حفنة حقيرة من الجبناء.

صح؟
[/quote]

لا مش صح !!!:)، و"حماس" ليست "ذبابة" (وليتها كانت كذلك)، ولكنها "طاعون" أصاب بلادي ويجب "إيقافه" عند حده قبل أن يقضي على الأخضر واليابس.

الفاتيكان لم يكن يوماً جباناً في مواقفه تجاه الدولة العبرية، فهو لم "يطبع" علاقاته مع "اسرائيل" إلا بعد "أوسلو" ولا لوم عليه في هذا؛ فهو ليس ملكياً أكثر من الملك. (حتى اليوم الفاتيكان لا يعترف بسلطة اسرائيل على القدس مثلاً، ولم يفعل في علاقاته مع اسرائيل أكثر مما فعلته بعض الدول العربية ومنظمة التحرير نفسها). من ناحية أخرى، طالب "البابا" في "الناصرة" أول أمس بحل على أساس "الدولتين"، وهذا ما ترفضه اليوم "حكومة نتنياهو"، وما حاول "نتنياهو" أن يثني "البابا" عن المطالبة به.

الهولوكوست له ظروفه التاريخية ولم تشترك فيه "جميع دول العالم المتحضر"، وليس من المعقول أن ألصقه بالغرب عموماً. فالفاشية، حتى لو كانت من أصول فرنسية، إلا أنها كانت موقف "اليمين المتطرف" في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، واليمين المتطرف لم يكن يوماً أغلبية في الدول الأوروبية، أللهم إلا في "إيطاليا" و"ألمانيا" في فترة إحباط محدودة، دفع الألمان والطليان ثمنها غالياً. عموماً، الهولوكوست ليس موضوعنا هنا.

التضامن مع "غزة" يجب ألا يكون على حساب "سلامة الموقف السياسي"؛ "فحماس" و"اسرائيل" على السواء شريكتان بما حدث لشعبنا المختطف المجروح في "غزة". بل ان "حماس" تحمل وزراً أكبر، فهي كانت قد خبرت منذ أيام "حكومة أبو العبد" أنها لم تستطع أن تقدم للشعب الفلسطيني سوى "الجوع والعزلة"، ومع هذا فإن جشعها السياسي صوّر لها أن اختطاف سكان القطاع وطعن القضية الوطنية الفلسطينية في ظهرها ، والتحرش بالدولة العبرية المجرمة والتترس وراء دموع الثكالى وأنين الجرحى وعذابات المهجرين سوف يتيح لها تحقيق نصر سياسي وتثبيت وجود في الساحة. لذلك "فالبابا" وغير "البابا" ليسوا على حق بتاتاً لو أتاحوا "لحماس" تحقيق أي نجاح سياسي على حساب موقفهم "الانساني" من معاناة الأبرياء والمساكين في "غزة".

"جحا أولى بلحم ثوره" يا "ابراهيم". وعوضاً من مطالبة "البابا" بزيارة "غزة"، فلنطالب "حماس" برد "الشرعية" إلى "أصحابها" وغداً سوف يرتفع الحصار عن "غزة".