(05-23-2009, 01:41 AM)أندروبوف كتب:  عزيزي الحر , سؤال من فضلك :

هل الحرب تنفجر في ذروة الصراع بالضرورة ؟؟ أم يتم استخدام(الحرب) لقلب الموازين في الصراع و تعديلها من خلال خلق واقع جديد و معطيات جديدة عند حاجة كل طرف من أطراف الصراع ؟؟

عزيزي اندروبوف.

لا, ليس لزاما ان تنفجر الحرب في ذروة المواجهة, فقد حدث ذلك ابان الحرب الكورية, حين قاد الاميركيون هجومهم الناجح ضد الشماليين و الصينيين, ولكن التغلغل اكثر لضرب مواقع في داخل الحدود الصينية, تم رفضه من القيادة السياسية الاميركية, خشية من تحول الحرب الى حرب نووية, و تم عزل القائد الاميركي العام لرفضه الامتثال لاوامر ساسة اميركا, وحدث نفس الشيء ابان ازمة الصواريخ الكوبية, بين اميركا و الاتحاد السوفيتي.

فقرار الحرب, قرار مصيري يخضع لتوازنات عديدة, محلية واقليمية و دولية.

واحب ان اشير الى ما ذهب اليه ايمانويل تود , من ان ((الديمقراطيات لا تحارب بعضها)), فالحرب الحديثة اما ان تكون بين دول ذات نظام حكم دكتاتوري, او بين دولة ديمقراطية و اخرى دكتاتورية.

والحرب في العصر الحديث, لم تعد محصورة "بالحرب التقليدية" التي يجير فيها طرفي الصراع, كافة موارد الدولة لمصلحة الحرب, بل اصبحب مسرحا, لعمليات محدودة لتغيير الواقع الى الافضل للمنتصر , كما حدث في الحرب البوسنية , والالبانية و الجورجية. فهزيمة امة ما و تدمير بناها التحتية او قتل اكبر عدد ممكن من جيشها و شعبها, او استعمارها, لم تعد من اهداف و اولويات الحرب, في الحرب " ما بعد الصناعية".

لذلك فمسالة كونها (تنفجر في ذروة الصراع) كما تفضلت به , لم تعد مطبقة بدقة, كما كان عليه الامر في زمن الحروب التقليدية, خاصة مع انتشار تطبيق ما صار يعرف "بالحروب الاستباقية" التي طبقتها اسرائيل بجدارة, سواء في حرب 1967 او ضرب مفاعل تموز او ضرب منشاة الكبر في سوريا, وكذلك فعلت و تفعل اميركا سواء مع ليبيا او السودان او في الحرب على ما اسمته (بالارهاب).


تحياتي