صديقي الدكتور لؤي:

وإنْ كنت لا أوافق الدكتورة في أفكارها ولكن لنضع في الاعتبار أمر هام. هي مقيمة بمصر ولا تقدر أن تتكلم بالحرية وتقول إن العادة السرية لا ضرر فيها وإلا قالوا عليها مرة فلتانة وكل هذا الكلام الغبي. لابد أن تذكر أن للعادة السرية نواحي سلبية وأنها تؤدي إلى حالة الاستبحس النفساوي وكل هذه الحالات التي ذكرها طب ابن عفلقة وفطاحل الطب العربي. هي مظلومة ويكفي جرأتها وجرأتها بحد ذاتها يا دكتور لؤي لدرجة أنها تتكلم بهذه الحرية في الجنس هو بحد ذاته أمر يجعلها تستحق فيه على A plus.

ليت عندنا المزيد من النساء الجريئات واللواتي يخرجن للإعلام ويتحدثن عن الجنس. الأمر لا يزال في بداياته وكترّ خير الست هبة قطب. على فكرة دار الساقي نشرت لها كتب حصلت عليه عن طريق النت وعنوانه جريء وإنْ كنت أتمنى لو أنها كانت أجرأ من ذلك ولكن لا تنس أننا لا زلنا... عرب. ما باليد حيلة. سيرشقونها بشتى التهم لو كانت جريئة أكثر من ذلك أو قالت حقائق طبية تطيح بمخاوفهم وما يرعبهم. هذه شعوب تربت على الكبت والعقد النفسية وصعب أنك تقنع إنسان اعتاد الكبت وجلد الذات أنه ليس بحاجة إلى ذلك. حتى في أميركا لما كنت في كلية اللاهوت ويخرج لنا من الغرفة المجاورة زميل للدردشة وترى وجهه مكفهراً وهو كظيم وتسأله: مالك يا ضنايا؟ حصل إيه؟ زعلان ليه؟ يقول لك العبارة الآتية:
I am struggling.

عندها تفهم المراد من هذا الجهاد والنضال الداخلي أنه مارس العادة السرية في ذلك اليوم وضميره يعذبه أشرّ العذاب. لا تقدر أن تقول له إن لا مشكلة وإن هذا طبيعي والمهم هو عدم الإدمان إلخ. تحاول تنزل لمستواه وتكلمه بلغته عشان يفهم. أعرف ناس في كنائس إن لم يتحدث القسيس عن النجاسة وأن عليهم فوراً التوقف عن الزنا ونكاح بعضهم البعض يقولوا عليه قسيس ليبرالي أو لا يقول الحق ويخشى الناس والله أحق أن يخشاه. وهذا في أميركا فما بالك بمجتمعاتنا المتخلفة عن الركب العالمي للوعيّ.


الله يرحم أيام العادة السرية! كانت أيام حلوة لولا تربيتي الدينية المقرفة من الأساس