اقتباس:وعملهم لا يختلف كثيراً من حيث المبدأ عن فكرة (الجمهور عايز كده) ولكن بترتيب معاكس حيث يخططون سلفاً لنوع الانفعال الذي يريدون منك أن تشعر به

هل هناك في المجتمع أي عمل لا يتم التخطيط له؟ بل ان التخطيط أهم ركن في أي عمل من الاقتصاد و السياسة و الاعلام الى الدراسة و قضاء اجازة.
و حتى عند التخطيط لمحاضرة أو ندوة يكون الجمهور و نوعيته من النقاط الأساسية التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار فالكلام الى مبتدئين غيره الى اختصتصيين و من طفال الى كبار و هكذا.
و في الاعلام و التسويق يتم التخطيط لايصال المشاهد أو القارئ أو الجمهور عموما الى الانفعال أو الموقف المبتغى.

لماذا الالتزام عندنا هو دوماً سياسي برائحة شبه وطنية؟
أما عن اقتصار المحتوى على مضمون سياسي فان المضمون ينوقف الى حد بعيد على المتلقي فمن الممكن أن يرى غيري في أغنية سيد درويش "الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية" أغنية سياسية و ثورية على أغاني القصور و الاقطاع بينما يرى غيري أن لا علاقة لها بالسياسة تصور حياة يومية لامرأة فلاحة.
قد يرى غيري في قارئة الفنجان أغنية عاطفية فقط بينما أراها سياسية .. كذلك الأمر مع "انت عمري" و صباح الأمة الذي ابتدأ بناصر و مسيرة تحرر من التبعية السياسية عبر التنمية الذاتية و هكذا ... حسب أوهام كهوفنا على راي الحاج هيوم رضي الله عنه.

ثانيا:
في عالم ثالث يعاني الأمرين .. أليس الأجدى بالفن -و هو رسالة- أن يحمل هموم الانسان و يقف معه في خندقه من أجل حياة كريمة بدلا من الموقف الذي يسيره السوق و الربح و الذي يؤدي الى تغريب الانسان و أفينته (من أفيون) و تمزيق هويته التي تعاني صنوف التحدي أصلا أو بالارتداد به نحو بهيميته بعينة فستان أو شقفة فخذة؟