مرحباً للجميع :
صديقي EBLA :
شكراً لك على الموضوع القيم والذي أعتقد أنه يلقي الضوء على بعض المفاهيم التي تمر مرور الكرام في حياتنا دون أن ندقق فيها :

اقتباس:فنانونا المستلزميتيون Cool (أصحاب الفن الملتزم قال) "يبحبشون" عن أماكن الدغدغة، ولا يتورعون -لو تطلب الأمر- عن دغدغة خاصرتيك كي تضحك، ولربما ضربك أحدهم بالبيانو كي يجعلك تشعر -مثله- بالألم. وعملهم لا يختلف كثيراً من حيث المبدأ عن فكرة (الجمهور عايز كده) ولكن بترتيب معاكس حيث يخططون سلفاً لنوع الانفعال الذي يريدون منك أن تشعر به؛ والأنكى من ذلك أنك تشعر به فعلاً. فهذا هو مجموع المتلقين عندنا والذين يسمّون عادة "الجمهور". طلاب الجامعات هم سوق هائلة لهذا النوع من الفن مسبق الصنع، شباب أنهى مرحلة وانتقل لأخرى وهو يظن أنه امتلك كل نواصي الفكر والحضارة الجديدة. يحيط بهؤلاء الشباب ثلة أخرى من المتلقين يرون في إعجاب الشباب بعمل ما فكرة مرجعية للتقليد المعاكس.

لطالما استوقفتني هذه الجملة ... وتأكيداً لكلامك ... الشباب الجامعي هو المشكل الأساسي المستقبلي للشريحة المثقفة في المجتمع ... هذه الشريحة التي من المفروض أنها اطلعت على أفكار وفلسفات وقيم حضارتها والحضارات الأخرى وتشبعت بها وتعتبر نفسها محرك المجتمع الحقيقي ... ويصدف أن تتلاقى قيم الالتزام مع الثورية مع فورة دماء الشباب في البعض من هذه الشريحة (واحصد نتيجة) ...
تجتمع هذه العوامل كلها لتصنع جمهور قد يعتقد أنه ملتزم لمجرد أنه سمع فن ملتزم أو قد يكون هذا الفن غير ملتزم أصلاً وساهم هذا الجمهور في تكريسه تحت مسمى الفن الملتزم ....

اقتباس:طيب، لماذا الالتزام عندنا هو دوماً سياسي برائحة شبه وطنية؟

لأن التابو الاجتماعي في مجتمعاتنا مثلاً أخطر وأعمق من كل محرم آخر بما فيها السياسة ... إن الالتزام السياسي الوطني هو الأسهل ...!!
الغريب أن الجميع يعتقد أن السياسة هي المحرم الأساسي ... ولكن الحقيقة التي يجهلها الكثيرين أننا إذا كسرنا المحرم الاجتماعي انفرط عقد المحرمات الأخرى بالضرورة ... المجتمع المتحرر اجتماعياً ماذا ينتج ....؟!

اقتباس:عند سيرة الفن الملتزم والفنانين الملتزمين تخطر بالبال فوراً أسماء معدودة، وتغيب عنه أسماء أخرى لفنانين ملتزمين على درجة رفيعة من الرقي لا يلتفت أحد لأعمالهم الملتزمة لأنهم لا يستوعبون أنها ملتزمة.

يا حبذا لو ذكرت لنا بعض الفنانيين الملتزمين بقضايا أخرى غير السياسة وأمثلة على هذا الالتزام في فنهم

شكراً لك .. وتحياتي