http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=520605&issueno=11136
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=520610&issueno=11136
هل قتل حزب الله الحريري؟
GMT 23:30:00 2009 الأحد 24 مايو
الشرق الاوسط اللندنية
--------------------------------------------------------------------------------
هل قتل حزب الله الحريري؟
عبد الرحمن الراشد
25-05-2009
قبل أسبوعين وصف السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، السابع من مايو (آيار) بالذكرى المجيدة في تاريخ لبنان. فما هي الذكرى، وما الذي حدث في السابع الذي استحق حتى يحتفل به؟ كان اليوم الذي هجمت فيه ميلشيات حزب الله على بيروت الغربية، أحياء السنة، فأحرقت ودمرت وقتلت من أهالي الحي. هذا هو اليوم الذي يصفه بالمجيد، يوم همجي من أسوأ الأيام التي عرفها لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية. ما فعله حزب الله لم يكن ضد قوى خارجية، ولا حتى ضد قوى لبنانية مسلحة، إنما غزو همجي ضد مواطنين لبنانيين عزل، يختلفون معهم طائفيا وسياسيا، ويعبرون عن رأيهم مثله في البرلمان ووسائط الحياة السياسية الأخرى.
لهذا لم تكن رواية مجلة «الدير شبيغل» مفاجئة ولا صادمة في تقريرها، بأن فرقة خاصة في تنظيم حزب الله، هي التي نفذت كامل عملية اغتيال رفيق الحريري. حتى لو لم تكن الرواية صحيحة، فإنها لا تغير من حقيقة أن لحزب الله سمعة ملطخة، وآخر أفعاله في مصر حديثا بتنظيم عمليات إرهابية، وقبلها هجوم ميلشياته على مناطق السنة في بيروت. أقول حتى لو لم يكن صحيحا أنه قتل الحريري، فإنه صار فريقا سيء السمعة في لبنان والعالم العربي.
ولو أن الاتهام بالتورط في اغتيال الحريري، وجه ضد حزب الله قبل عامين، ربما كان عدد المصدقين قليلا جدا، أما اليوم فإن الكثيرين لم يستغربوا، بل تعززت ظنون البعض الذين يعتقدون أن الحزب بات من النفوذ والقوة والتبعية الخارجية ما يجعل سهلا الإشارة إليه بإصبع الاتهام. بالنسبة لحزب الله ربما لا تهمه سمعته، لأنه لا يعتبر نفسه في مسابقة جمال، بل يعتمد أولا وأخيرا على قوته العسكرية، التي تفوق قوة جيش بلاده، وبالتالي لا يبالي برأي الناس قبل أن يرتكب أي عمل، لا يهمه إن عرفوا أنه من قتل الحريري، وبقية السياسيين من خصومه في فريق 14 آذار، ولا يهمه إذا غضب الشارع المصري لو ضبطت خليته الإرهابية في مصر، ولا يهمه كيف يفكر حتى مواطنوه اللبنانيون في الضاحية نفسها، لأنه يعتبر نفسه حزبا مسلحا فوق كل الاعتبارات الأخرى، وبالتالي ليذهب كل هؤلاء إلى الجحيم.
وهذا الانطباع يبدو صحيحا، بكل أسف، بدليل احتفاله بذكرى السابع من مايو «المجيد»، الذي اكتسح فيه بيروت الغربية، التي حتى أهل الضحايا خجلوا من تذكرها، خشية أن يفتحوا الجراح الماضية.
هذا التفكير الاستعلائي يؤكد أن سلوك حزب الله تغير عن الماضي، الذي كان يهتم بقراءة رأي الناس فيه، وتحول إلى فريق يريد تذكير الناس بقوته، التي استمر يسميها «سلاح المقاومة». إنه يعتقد من خلال الاحتفاظ بسلاحه أنه قادر على ارتكاب كل هذه الفظائع في لبنان والعالم العربي، بعيدا عن العقاب والمحاسبة. نعم إنه صار يخيف أيضا الناس من أن ينتقدوه، لا فقط مواجهته، والوضع اليوم صعب وخطير، حيث اتضح بشكل لا جدال معه أن حزب الله، الذي بنى قوته الضاربة لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، يستخدمها للهيمنة على البلاد. وثبت أن كل ما قيل من تنظير سابق، إن الحزب سيتحول إلى مدني، ويشارك كأي فريق سياسي آخر، ظهر أنه كذبة كبيرة. أخيرا نسأل هل يعتقد حزب الله أنه يستطيع ممارسة كل هذه المخالفات والفظائع إلى ما لا نهاية؟