(05-26-2009, 04:05 PM)AhmedTarek كتب:  

اقتباس:اقوال مأثورة للعماد ميشال عون يوم كان سيادياً وحراً

يمتلك سياسيو لبنان، بلا اسثناء، قدرة عجيبة على التلون وتغيير المواقف تماماً...
فعون الأن حليف سوريا وحزب الله، وجعجع يعترض على مزاعم عون، أن السعودية تريد أسلمة لبنان، ويعلن أن لافرق بين "إسلام ومسيحية،" وجنبلاط يجب أن تتابع مواقفه اليومية مثل النشرة الجوية لتعرف أين يقف..
الغريب أن مريدو كل سياسي منهم ينتقل معه من معسكر إلى المعسكر المقابل بلا خشى"ومحدش بيحط في عينه حصوة ملح"..
يبقى أن نحسب لعون كونه صاحب أول تيار "غير طائفي" في لبنان..
ومن 14 أذار إلى 8 أذار وبالعكس ويا قلبي لا تحزن..

الأخ الكريم ، أحمد
ان قدرة السياسي على التلون هي دليل صحي في عالم السياسة . فالفكرة التي طالما قدسناها يوم كنا مراهقين سياسيا،و التي تتحدث عن الثبات على المبادىء ما هي الا فكرة دينية . حيث ان تغير الدين مسألة نادرة و غريبة و غير مقبولة اجتماعيا . و لقد تم اسقاط فكرة الثوابت الدينية على الثوابت السياسية عند الاحزاب القومية ،و الشيوعية ، بعد ان ورثت الدور السياسي في بلدانها و استلمت السلطة و ابعدت السلفيين الدينيين عنها (اي عن السلطة) . اما السياسي البراغماتي ، فهو السياسي الهيراقليطي الذي يؤمن ان المواقف السياسي تتبدل بتبدل الشروط السياسية من حول السياسي و بتغير المصالح التي ينتمي اليها او يمثلها . أولم يسبق لهيراقليطس ان قال باللاثبات و انك لا تستطع ان تسبح في مياه النهر نفسه مرتين !
لهذا فان فكرة الثبات على سياسة واحدة او التمترس في حزب معين مهما تعرض ذلك الحزب للنكسات او الهزائم ، لا يدل الا على ان اصحابه يحملون فكريا دينيا غيبيا ، فبدلا من ان يغيروا حزبهم ، او يعدلوا بنوده او افكاره ، او اهدافه ، نجدهم يزدادون تشبثا به بينما هو كالسفينة المشرفة على الغرق ،و كأنه قطعة مقدسة ارسلها الاله المقدس لفئة من المقدسين .