RE: حزب الله متورط باغتيال الحريري كما تدعي دير شبيغل Der Spiegel
هيئتك بتحب التسلية بالحكوشة الامنية يا حكيم
خود تسلى
كتّاب السفير
نبيل هيثم
تاريخ العدد 28/05/2009 العدد 11303
من يموّل اتهام «حزب الله».. ولماذا السكوت عن الدخول الإسرائيلي؟
«الرواية المفبركة» تفضح «أصحابها».. ومصداقيّة المحكمة على المحك
لنعد شهراً الى الوراء بدءاً من 23 ايار, أي تاريخ نشر رواية «ديرشبيغل» المستنسخة عن رواية نزار نيوف المنشورة قبل خمسة اشهر حول توجه المحكمة الخاصة بلبنان لاتهام «حزب الله» باغتيال الرئيس رفيق الحريري, وصولا الى موعد اطلاق الضباط الاربعة في 29 نيسان الماضي, فثمة وقائع فرضت المستجدات الاخيرة العودة اليها, لأهميتها:
اولها: في 29 نيسان 2009, وفور اعلان القضاء الدولي براءة الضباط الاربعة الذي أخرجهم من دائرة الشبهة والاتهام بالتورط في اغتيال الرئيس رفيق الحريري واطلقهم فورا الى الحرية، اصبح «مضللو التحقيق ومفبركو شهود الزور» تحت المجهر, وركز حديث المستويات الداخلية كافة على هؤلاء وعلى امكانية استدعائهم قريبا الى التحقيق ومحاكمتهم.
ثانيها: بعد ايام قليلة من اطلاق الضباط, وفي ذروة استنفار «فريق التوقيف» دفاعا عن القضاء في وجه منتقدي بعض القضاة, وردت الى شخصية لبنانية تحتل موقعاً مهماً يطل على السياسة والأمن «معلومة» وصفت آنذاك بالجدية, ومفادها «ان عملا ما يجري التحضير له من قبل جهة غير مدنية, وماهية هذا العمل ما تزال مجهولة حتى الآن»؟
ثالثها: في تلك الفترة, تردّد في بعض الاوساط الداخلية ان فكرة تم تداولها بعد ايام قليلة من اطلاق الضباط, في محيط الفريق المذكور, لإعادة الاعتبار لاعترافات مجموعة الـ13, وتثبيتها كمسؤولة عن اغتيال الرئيس الحريري, ولكن مع تقديمها للرأي العام مجموعة منفذة, ولكن الدافع والمحرض والممول.. سوري؟!
رابعها: في تلك الفترة أيضاً, شخصية امنية بارزة من دولة اوروبية تربطها علاقة تاريخية وثيقة بلبنان, أبلغت بعض اصدقائها اللبنانيين بأنها تملك معلومات مهمة حول تحضير المسرح اللبناني لتطورات تقود الأمور المتصلة بالمحكمة الدولية بعيداً عن الهدف السوري, والتوجه بالاتهام المباشر الى «حزب الله».
خامسها: قبل نحو اسبوعين, بُثـَّت مقابلة تلفزيونية مع الكاتب الصحافي الاميركي واين مادسون, يكشف فيها، بالاستناد الى سيمور هيرش, تورّط نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
سادسها: قبل نشر رواية ديرشبيغل بأيام قليلة, تداولت اوساط سياسية معلومات جمـّعها من وصف بـ«مصدر مهم», وتحدّثت عن «لائحة اسماء متهمين». باتت جاهزة في حوزة مدعي عام المحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار. وتحدثت المعلومات ايضا عن ضغوط «هائلة» تمارس من قبل «جهات معيّنة» لعدم اعلانها، خصوصاً ان اصحاب الاسماء ينتمون جميعهم الى لون مذهبي واحد, ويتوزعون على عدد من الدول العربية والخليجية. تقابلها بعض الجهات في المحكمة الخاصة بلبنان تحث على إعلان اللائحة دون النظر الى اية اعتبارات.
سابعها: تصاعد هجمة أميركية بزيارات انتخابية الى لبنان وعلى مستويات مختلفة, تصدرتها زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن واعلان الدعم الصريح والمباشر لـ«14 آذار» والتحذير من فوز حزب الله وحلفائه في الانتخابات النيابية.
ثامنها: تهاوي الشبكات الاسرائيلية وبروز دور فرع المعلومات في القاء القبض على افرادها.
بعد كل تلك الوقائع, كرّرت «ديرشبيغل» الالمانية نشر «الرواية النيـّوفيّة», حول اتهام «حزب الله», ما يقود فوراً الى طرح التالي: في أي سياق يأتي استنساخها؟ وأي واقعة تكمـِّل من بين الوقائع السابقة الذكر.. بل هل تكمّلـها كلها؟!.. من موّل نشرها وأمر باستحضارها من موقع الكتروني روّجها في 24 كانون الأول 2008, الى مجلـّة كانت موصوفة بأنها موزونة؟... هل القصد منها التعمية على ما كشف عن تورّط ديك تشيني باغتيال الحريري؟... هل هي محاولة من قبل بعض «صناع شهود الزور», لحرف الأمور في اتجاه يبعدهم عن المحاكمة والقفص؟.. أي دور لعبته بعض الجهات غير المدنية في بناء «رواية نيوف» قبل خمسة أشهر او رواية ديرشبيغل قبل اسبوع؟... هل ستنأى هذه الجهات بنفسها عما نسب اليها؟ ولماذا تلتزم الصمت المريب, خصوصا بعدما دخل العدو الاسرائيلي مباشرة على خط الاستثمار على هذه الرواية ضد «حزب الله» وزرع بذور الفتنة في الأرجاء اللبنانية والهدف الأساسي الاطاحة برأس المقاومة؟
الواضح في موازاة هذه التساؤلات, ان هذه الرواية كيفما دارت وتقلبت, تدور في الفلك الانتخابي, وتشتمُّ منها جهود استثمارية داخلية وخارجية لتحقيق مكاسب انتخابية والحدّ من تقدم المعارضة في 7 حزيران, لكن السؤال الأهم هنا يتصل بالمحكمة الخاصة بلبنان: هل تخدم الرواية الوصول إلى الحقيقة فعلاً وكشف قتلة الرئيس الحريري؟ ماذا يعني الانتقال من اتهام سوريا بالوقوف خلف الجريمة, إلى اتهام «حزب الله» ومن سيتهم لاحقاً؟ ألا تستهدف الرواية المحكمة؟ ولماذا لا ترد الجهات المعنية فيها وبشكل صريح على كل ما نشر، وبالتالي تبعد المحكمة عن الشبهات, خصوصاً ان رواية «ديرشبيغل» تشير في جانب منها على انها وقعت عليها من مصادر قريبة في المحكمة وتحققت منها عبر دراسة وثائق داخلية».
في اعتقاد مصادر معنية في المعارضة, ان الهدف واضح لدى صانعي الشهود والروايات, وهو ليس البحث عن الحقيقة, بل الاستثمار السياسي, والأهم هنا ان هؤلاء باتوا معروفين وبالأسماء فرداً فرداً, ومن هؤلاء من يتبوأ مراكز مهمة, وقد أشار السيد حسن نصرالله الى هؤلاء في خطاب عيد التحرير, مع رسالة بالغة الصراحة والشدة لعلهم يتقون ومفادها: «ان اتهام «حزب الله» باغتيال الرئيس الحريري هو اتهام إسرائيلي وسنتعاطى معه على هذا الأساس».
لكن الأهم في رأي المصادر المذكورة هو ان الكرة ما تزال في ملعب المحكمة الخاصة بلبنان, التي باتت معنية بتبرئة نفسها وإخراج نفسها من هذه الدائرة, فأمر طبيعي ان تقول المحكمة إنها غير ملزمة بالتعليق على اخبار صحافية او تلفيقات وما الى ذلك, ولكن مع الدخول الاسرائيلي المباشر على خط الاتهام, والتبني الاسرائيلي لاتهام حزب الله, واعتبار وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان ما روجته ديرشبيغل هو قرار صادر عن المحكمة، فإن المسألة لم تعد مسألة اخبار صحافية او ما شابه, بالعكس المحكمة باتت مطالبة بأن تبرئ ساحتها, وسكوتها عن الكلام الإسرائيلي والروايات الملفقة, سيضع مصداقيتها على المحك, فالسكوت ليس في مصلحة المحكمة ولا في مصلحة الحقيقة.
|