[align=justify]السلام عليكم، بعد التحية
من البداية يجب أن اوضح انني لم اهتم بقرأة كل وكامل التعليقات الموضوعة على الموضوع، لأن المسألة مطروحة أساساً بشكل خاطئ من البداية، ومن الأخ الفلسطيني أولاً، وهو ما قاد بالضرورة لما أراه من التشاتم القومي المعتاد، والذي ليس بجديد، ومن ظهور بعض الأخوة الصهاينة في الموضوع!!!!!!!!!!!!!!!
الأخ الفلسطيني يسأل هل حاربت مصر في سبيل فلسطين، والسؤال هو ما هو تصورك للحرب في سبيل فلسطين أولاً؟؟؟؟؟؟؟
أولاً :الحرب يا عزيزي ليست في سبيل فلسطين وحدها، فصراعنا مع إسرائيل ليس صراع حدود بل هو صراع وجود، أما الفهم الأول وسيادته في هذه المرحلة فسببه الضعف والهوان العربي وانخفاض سقف الطموح العربي في كل المجالات.
ثانياً : إن أي عمل ضد إسرائيل هو عمل في سبيل فلسطين، وفي هذا المجال يمكنك القول ان مصر جمال عبد الناصر كانت تحارب في سبيل فلسطين طوال الوقت.
ثالثاً : إن سؤالك يا عزيزي لا يمكن أن يصدر سوى عن شخص مستلب كلياً بالوعي السائد في هذه المرحلة، والذي ينظر لكل دولة عربية كوحدة قائمة بذاتها، ولا يعي أبداً المنظور القومي الذي يجب ان ينظر به للموضوع.
رابعاً : بناءاً على النقاط السابقة، أحب أن أوضح كيف ان فهمك للحرب في سبيل فلسطين خاطئ كلياً، للآتي :
1 - الحرب مع إسرائيل في هذه المرحلة - مرحلة ناصر - لم تكن ممكنة بسبب حالة الضعف العربي والتبعية للغرب، وبالتالي ما كان يشغل بال الجميع هو البناء والتوحد واولاً طرد المستعمرين من أراضيهم هم اولاً والتحرر من التبعية المتبقية بعد رحيله.
2 - كان الفهم السائد هو ان إسرائيل ليست مجرد محتل لفلسطين - كما هو الفهم السائد الآن والذي يبدو واضحاً للآسف من سؤالك - بل هى مجرد حجر لشق الأراضي العربية ومنع وحدتها وقاعدة استعمارية متقدمة ضد العالم كله وليس العرب وحدهم، لهذا كان ينظر لها كاكبر قاعدة عسكرية في العالم كله، وليس كدولة اخرى، بل هى إحدى ولايات ترومان ودالاس.
3 - لهذا لم يكن يخطر ببال أحد أساساً الحرب في سبيل فلسطين كفلسطين، نعم كان الفلسطينين كعرب في البال دائماً، ولكن ليس فلسطيم فالمعركة معركة العرب جميعاً في ذهن التحرريين والشعب العربي وحدهم بالطبع، ولم يكن هناك أبدا ذلك الفهم الإقليمي للحرب، الذي تنطلق منه.
4 - لهذا كان تفكير الجميع متجه لتصفية إسرائيل باعتبارها حجر عثرة على طريق الوحدة العربية (وهو ما يعني تحرير فلسطين والعكس غير صحيح بشكل كامل، بل يجب القول تحرير كامل فلسطين ليعطى ذات المعني) ولم يكن يخطر ببال احد الحرب في سبيل فلسطين، ففلسطين ستتحرر كأرض عربية بتصفية إسرائيل، لهذا كانت الاستراتيجية هى تحطيم إسرائيل فلم يكن هناك أى معنى لأي معارك جزئية لتحرير جزء من هنا أو هناك، وهو ما فرض علينا بحرب 67 أساساً.
5 - لهذا وضعت الحرب على كهدف مؤجل للحظة الاستعداد لها، باعتبار أن الحرب عندها ستكون حرباً شاملة وقاضية على إسرائيل.
6 - وقد كانت استراتيجية عبد الناصر ضد إسرائيل هي "السنطة وشعرة ذيل الحصان"، المستمدة من إحدى طرق العلاج الشعبي في مصر، حيث عندما كان يصاب الفلاح المصري بسنطة في يده كان يقوم بربطها بشعرة من ذيل حصان ويتركها هكذا ممنوعة من الغذاء حتى تذبل وتسقط ميتة وحدها، فقد كان عبد الناصر واعياً لأت إسرائيل لن تستطيع البقاء وسط محيط يقاطعها مقاطعة كلية، ويمنع الماء والنور - منه على الأقل - لأن المعونات مهما كانت ومهما استمرت ليس أبداً كافية لبقاء دولة.
7 - أما الحرب فتأتي في النهاية كعمل لحسم الامر والتصفية النهائية، وكنتيجة له يكون تحرر فلسطين، وليس العكس.
8 - لهذا ما يجب أن يفهمه الجميع فلسطنيين وغير فلسطينيين هو أن الحرب ليست في سبيل فلسطين بل في سبيل تصفية إسرائيل، باعتبارها حجر عثرة على طريق الوحدة العربية.
أخيراً احب ان اوضح أن المصريين ليسوا مسئولين عن مواقف ما بعد عبد الناصر إلا بقدر مسئوليتهم تجاه أنفسهم في السكوت عن حكامهم الذين أذلوا مصر يتركها نهباً للأمريكان وغيرهم.
والسلام للجميع