بعد أن كانت ساحة الفكر الحر ساحتي المفضلة، صارت الآن الساحة التي أتجنب النظر إليها لأني رأيت كم صار حالنا قبيحا و نحن ننهش في لحم بعض كعرب و فعلنا ما لا تفعله الدواب. فقدنا إنسانيتنا فصار شكلنا بشع. صار الجميع يعامل السوري و كأنه يعامل حزب البعث السوري أو عائلة الأسد الحاكمة. صار وجهنا قبيحا فصرنا أحفاد العبودية الممسوخة قردا و خنازيرا لا مواطني الكون الأحرار الذين يعاملون الإنسان على كونه إنسان و يذكر عراقة كل شعب بحق قدرها؛ و من سورية بدأ التاريخ و بدأت الأصالة و بدأت الحضارة.

انقدوا الحكام كيف شئتم و لكن الشعوب لها حرمتها كما أن البيوت لها حرمتها لأن الشعب هو موطن أهل البيت. انقدوا بشار الأسد و انقدوا حسني مبارك و انقدوا كل حاكم امتطى كرسي الحكم دابة له و لكن إياكم و الاعتداء على آدمية شعب أشعر بذاتي فيه و هو الشعب السوري رغم أني لست بسوري الجنسية. ليس ذنب الشعب اللبناني أن هناك محتلين من حكام سوريا لأن المواطن السوري العادي هو مثلي و مثلك. ألا تفقهون؟! المواطن السوري العادي مغلوب على أمره و يعاني الأمرين على يد حكومته و يجب منك كلبناني أو مصري أو خليجي أن تسنده لا أن تكيل له الطعنات الكلامية و مشاعر البغضة.
تحية لكل سوري يقرأ ما أكتب الآن و أقول له لست وحدك بل أنا منك و بك و في صفك و ما يفرحك يفرحني و ما يحزنك يحزنني و معا نقف ضد أعداء الإنسان لمجرد كونه إنسان. في البيوت السورية وجدت ضيافة جميلة و مشاعر دفء لم أجد لها مثيل في بيوت مصرية كثيرة. وجدت طيبة قلب لا أقدر أن أصفها. وجدت صدق جميل. وجدت شعب مثقف أكثر مننا كمصريين فبهرني ذلك أيما إبهار وأخجلني من نفسي و كان هذا محفزا لي أن أصبو للأفضل. كثيرة هي مناقب الشعب السوري و يعرفها اللبناني و المصري و كل ابن و ابنة للوطن العربي. دعونا نقف معا بيد واحدة لا أن نجعل وجوهنا لا تطاق النظر إليها في المرآة.

:h: