ألزميل المحترم مجدي نصر ..
يا ليتك فقط تعدل طريقة الافتباس لاحقا حتى لا يكون هناك التباس أو تداخل أمام القارىء بين مشاركاتنا.
نعود للموضوع
اقتباس:هذا خلاف استراتيجي وتنبني عليه نتائج كثيرة فعلاً، وإن كنت احب ان أسالك سؤالاً واحدا، هو ما الذي يلزم مصر إذا بالحرب في سبيل فلسطين إذا لم يكن هناك ما يسمى بالعروبة والرابطة القومية، ألا يكون التزامها تجاه فلسيطن في هذه الحالة مثله مثل التزامها تجاه مكيرونيزيا مثلاً
لا ارى أن هناك التزام على مصر سوى ما يتعلق بمصلحتها و لا يتعارض مع مصالح الاخرين ، غير ذلك المصريون غير ملزمين بشيء إلا إذا هم الزموا انفسهم فيه فلم و لن يلزمهم طرف خارجي ، ربما تلزمهم قياداتهم كما فعل ناصر ..
لكن هناك شيء في القضية الفلسطينية يجعل فيها ما يشبه الالتزام ، و هو البعد الديني للقضية ، فغالبية التعاطف الذي أراه من دول المنطقة ليس قوميا كما تحاول ان تصور بل ديني إسلامي ، و هو ليس تعاطفا حقيقيا نبيلا بل هو اشبه بتعصب مشجعي كرة القدم ، للاسف اللعنة الابراهيمية الثلاثية التي أصابت فلسطين جلبت عليها الويلات .... فهي عند اليهود أرض الميعاد و اللبن و العسل و عند المسيحيين هي مهد المسيح و عند المسلمين هي مسرى محمد و بوابة السماء !!! و الدليل أن اكثر المتعاطفين مع القضية الفلسطينية في المنطقة تجدهم من أتباع التيارات الإسلامية ، و نرى إيران و نرى حزب الله .... و المتعاطفون مع حماس بشكل عام يتعاطفون معها لأنها حركة إسلامية بالدرجة الاولى ... من الجهة الاخرى نرى تعاطف اليهود و المسيحيين الصهاينة مع إسرائيل !!
اقتباس:حديثي ليس عن الحروب التي تمت فعلاً بل عن ما كان يرتجى، وما كان مأمول، وذلك فقط في إطار فترة ورؤية ما قبل
67
أهداف الحرب يحددها القادة السياسيون و كما نرى لم يتحرك اي قائد من منطلق إزالة و إسرائيل. غير هيك فلم نرى أو نسمع سوى بيع للحكي ...
اقتباس:من اعجب الامور هو هذه الحروب التي قامت بها الدول العربية في ظل الاستعمارين الإنجليزي والفرنسي، فها كنا مستقلين في قرارنا إلى هذا الحد، فماذا يبقي من الاستعمار إذن؟؟، هذه حرب تمثيلية لا اكثر ولا أقل؟؟ولا عزاء لدماء الشهداء، يكفي ان تعرف يا اخي ان إجمالي القوات العربية في هذه الحرب كان عشرين ألفا (20000)، في حين وصلت القوات الصهيوينة إلى الستين ألف (60000)، وهذا طبعا ص بخلاف الاسلحة الفاسدة الشهيرة، وهى من اعجب الوقائع في التاريخ، ولا أتصور انها نتيجة لمجرد فساد السلطة
واضح انها مسرحية و من عدد الجنود نستطيع ان نستنتج انهم لم ياخذوا الحرب بجدية ... و هذا الكلام قاله الرئيس العراقي السابق عبدالسلام عارف ( شارك في حرب 48 ) في مقابلة على الجزيرة ، و انصح بقراءة كتاب The War for Palestine فهو من افضل ما قرأت عن حرب 1948 من حيث التوثيق.
أعتقد انه كان هناك نزاع على السيطرة على القدس ما بين ملك شرق الاردن ( عبدالله الاول ) من جهة و الملك المصري ( الملك فاروق ) من جهة أخرى .... السوريون حسب الوثائق التي تركها قائد المقاومة الفلسطينية في القدس ( الشهيد فيصل الحسيني ) قد خانوه و لم يعطوه السلاح حين ذهب على دمشق .... الجيش اللبناني لم يدخل الحرب بشكل حقيقي و كان عبارة عن ديكور .. ربما الجيش الوحيد الذي كانت نية قيادته سليمة هو الجيش العراقي و هناك من عائلتي من يشهد انهم حاربوا ببسالة في مدينة جنين ، لكن رغم ذلك ايضا انسحب من حيفا بطريقة عجيبة ( ماكو اوامر ) و اخذ معه سكانها بحجة انهم سيعودون بعد ايام ن انتهى بهم الامر في العراق ( كل فلسطينيي العراق من حيفا و ما حولها ) ، و طبعا مؤخرا بعد سقوط العراق الاخير اصبحوا ضحايا الحرب الطائفية و صاروا يذبحون على هويتهم !!!
http://www.paliraq.com/
اقتباس:ها انت قلت بنفسك، لقد فرضت على مصر، عندما أرادت الاستقلال اقتصادياً، وتحقيق تنمية، والتحرر من التبعية، وبناء السد العالي الذي رفضوا تمويله، وولم يكن في بال احد الحرب في ذلك الوقت، ولم تكن مصر مستعدة لها.
حرب 1956 كانت قرارا سياديا مصريا خالصا و تدخلت فيها القوى العظمى الجديدة ( روسيا و أميركا ) لتنهي عهد القوى العظمى ما قبل الحرب العالمية الثانية ( فرنسا و بريطانيا ) ، انتصار مصر في هذه الحرب كان سياسيا بالدرجة الاولى .... و سبب الحرب ليس له علاقة بفلسطين بشكل مباشر ... حتى و إن ارتكبت إسرائيل ابشع المجازر في تلك الحرب بحق اهالي غزة في تلك الحرب.
اقتباس:كالسابق، وقد أشرت في مداخلتلي السابقة أن 67 هى التي فرضت علينا الدخول في معارك جزئية هنا وهناك، وقد حققت هدفها بشغل مصر بأرضها وإعادة القضية للمربع الاول، وتحييدها عن الصراع فيما بعد، الامر الذي اكتمل بوفاة عبد الناصر او قتله بحسب البعض، ليأتي خليفته ليلقى بالثورة وأصحابها والشعب والعروبة وفلسطين خلف ظهره موليا وجهه صوب الصهاينة والامريكان، وهى الحرب -67 - التي لم تتم إلا بالدعم الإمبريالي والتواطؤ السوفييتي وأخيراً الفساد المستشري في نخاع البيروقراطية العسكرية الفاشية.
هذا يثبت ان التوجه السياسي المصري كان يمليه افراد عسكريون و لم يكن توجه مؤسسة مختارة من الشعب .... فكلاهما ( السادات و عبد الناصر ) من الضباط الاحرار .... لكن توجههما و نظرتهما لبلدهما مختلفة تماما ، فالاول له مغامرات قومية لغوية عربية و يفكر بمنطلق شبيه برؤيتك و الثاني قومي مصري فرعوني و يفكر بمصلحة بلده و يضعها فوق كل اعتبار ، السؤال ماذا يريد الشارع المصري ؟؟ اي توجه فيهما ؟؟ ربما يجب عمل استفتاء ... شخصيا اعتقد ان المصريين سئموا الحروب و يريدون اشياء اهم من إزالة إسرائيل مثل تطوير التنمية و التعليم و تأمين لقمة العيش و رفع المستوى المعيشي.
اقتباس:نعم وهذا طبيعي ألم تتغير الاستراتيجية ويممنا وجهنا صوب الامريكان لنصبح حبايب، لقد أكدت في حديثي اني إنما أتحدث عن فترة ورؤية عبد الناصر
برايي أن توجه السادات لأميركا سليم ، فهي اقوى من السوفيات كما انها فعلا تملك اغلب أوراق اللعبة و التفوق العسكري الاسرائيلي في هذه الحروب و خصوصا سلاح الجو يعود للعتاد الاميركي..... و نتيجة تكتيكه السياسي انه حرر سيناء و اعادها للمصريين ، تخيل لو ترك الامر على ما عليه ... كان حال سيناء مثل حال الجولان إن لم يكن اسوا ... كما ان السادات ليس ملزما بوعود قطعها عبد الناصر ، مشكلة السادات الاخلاقية برأيي انه أعطى للسوريين خطة كاذبة في حرب 1973 حسب اعتراف الشاذلي. طبعا لا اعلم عنه الكثير في الشأن الداخلي المصري ، هذا امر أترك للمصريين التعليق عليه.
اقتباس:عندما تطول المعركة، ويتفكك الحلم، يتفرق الأيتام، ولا تنتظر منهم سلوكا سوياً، هذه أنظمة حكم ترغب بالاستمرار في النهاية، وإن كانت سوريا لم تتخذ موقفاً ثابتا فهذا ليس بجديد، ويكفي ان احد وزرائها لا أذكر من سخر من مصر وجيشها بعد 67 بقوله "جيشنا عقائدي" مبررا خوفهم على جيشهم، الذي يجب الحفاظ عليه مقابل الجيش المصري الذي تحطم
أليست مفارقة بالنسبة لك .... ؟؟ ان يقتل من الفلسطينيين من يدعي انه حامل لواء العروبة في فترة بسيطة اكثر مما قتل منا الاسرائيليون في عشرات السنين ؟؟ ألا تعلم انه عندما كان الشهيدان القائدان ابو جهاد و ابو عمار في طرابلس في لبنان ، كانا يتعرضان للقصف المتزامن من المدفعية السورية و الطيران الإسرائيلي ؟؟؟
من هم اعداؤنا كفلسطينيين ؟؟ ما اراه من الواقع و التاريخ ... مش بس إسرائيل ، بل و اعتقد انه حتى لو تحررت فلسطين فغن الحروب في المنطقة ستستمر ...
اقتباس:أحب ان أؤكد لك ان نظرتي للمسالة نظرة تاريخية بحتة وليس فيها أي رومانسية او ميتافيزيقة من أي نوع، إن سند الوحد الحقيقي ليس الماضي، وإن كان له دورة، بل سندها هو المستقبل، بمعنى ان المصلحة المشتركة لها الدور الحاسم،وتاتي اللغة المشتركة والثقافة والجغرافيا والمصالح وغيرها كحوامل ومقيدات تساهد في الموصول للوحدة وتحددها اولا
أما بالنسبة لحفنة الخونة والمصلحجية ومستلبي الوعي فهولاء كانوا موجودين دائما، وسيظلوا موجودين، ما دامت الطبقات العملية موجود بيننا، فدعك منهم، وإن لهم ساعة، ادعو الله ان تكون قريبة، إدعي معايا
أنا نظرتي تاريخية ايضا ..... بل و ضاربة في جذور التاريخ ، تاريخ كان فيه شعب هذه الارض يحكم نفسه بنفسه دون تدخل من القوى الخارجية.
اللغة المشتركة لا تخلق وحدة ناجحة ، و من التاريخ فشلت الوحدة المصرية السورية ... و الدين فشل في توحيد بنغلادش و باكستان ، و الجغرافيا فشلت في توحيد التاميل و السنهاليين في سريلانكا. في حين انك ترى من التاريخ و الواقع نجاح سويسرا رغم وجود 4 لغات فيها .
للحديث بقية ... تحياتي لك على اسلوبك الراقي