يا أخ بهجت؛ عمي الحبيب:

أنا لست المسيح بل أنا كتلة عيوب في سلة واسمها "إبراهيم".

أنا جربت الانجراح يا أخي الحبيب ولا أريد أن أتسبب في جرح إنسان أبداً. وإذا انفجرت بالغضب وأنا طبيعتي الرديئة تجنح بذاتها للغضب فأنا الخسران وأنا الندمان. ماذا يفيدني؟ ما يحزنني يا صديقي هو أنني مددت يدي للبعض بالصداقة وإذ بي أجدها من جانبهم لا تتجاوز للأسف كونها "صداقة انترنتية" ومن يعطيك القبلة اليوم بالغد يكون في يده الخنجر ويتهمك بالطائفية وكلام كبير يقولونه في المدارس لا أعرف من أين يأتون به.

من جهة التبليغ عن الشتائم فأنا أعرف أنه بوسعي غلق هذا الموضوع بكلمة واحدة وليس هذا غرور مني ولكن أريد لكل إنسان يا أستاذي الحبيب أن يقول كل ما في جعبته. نحن أبناء القمع ودائماً يقولون لنا عبارات من قبيل "عيب" و"لا تقل هذا" و"هذا لا يليق" و"مايصحش"....حياتنا هي جملة وسلسلة طويلة رهيبة من التابوهات والمحرمات والممنوعات. خلي الناس تقول اللي نفسها فيه. الحرية حلوة.

وأنا فعلا أعمل بنصيحتك وأحاول عدم الدخول في مهاترات لا تفيد. عندما أرى الكلام انحدر ويؤلمني انحداره أسكت وأرفع الأمر لصاحب الأمر.

وشكراً على البيت الجميل للمتنبي. ما أروع حكمتك الأدبية وعمقك في خبرات الحياة الممزوج بالحكمة والأدب الرفيع. بصدق أستاذنا أنت.