المشكلة ليست في عبثية القصة و تراخي عقول مصدقيها. المشكلة هل لو حدثت تلك القصة فعلاً ألم نكن لنسمع عنها و ألم تكن الصحافة لتكتب عنها وقتها؟ هذا هو السؤال!

سواء حدثت تلك الحدوتة أم لا، فموقفي من إبراهيم ثابت و هو أنه يتلوّن كل فترة بلون جديد، هذا ما يضايقني في إبراهيم بوجه عام وهو عدم التمسّك بأراءه التي كاد يموت من أجلها، على سبيل المثال إبراهيم مثلاً يسبّ المسيحية ويلعنها و في نفس اليوم يحدثنا عن قصته الميلودرامية التي كادت تتسبب في مقتله، فقد دافع عن المسيحية و ترك الإسلام الذي كاد أهله أن يقتلوه! أشياء كتلك تجعلك تفقد المصداقية في من يروي تلك القصة أصلاً، ثم بعد فترة يحدثك عن عظمة الأخوة السعوديين و قبح المصريين الذين تربى معهم، و في نفس اليوم تجد له مشاركة عن تخلّف الوهابية التي حولت مصر لجحيم!

أمثلة التناقض في إبراهيم لا تحتاج لتذكير، ولكن تحتاج للتعلّم فقط! ماذا قد يحدث للإنسان عندما يبيع مبادئه و نفسه و عقله و فكره و أفظع شيء....انتماءه لبلده! عكس أعضاء كثر هنا..لن أذكر أسمائهم فهم يعرفون أنفسهم! ورغم عيشتهم المترفة في دول الخليج أو أوروبا أو أمريكا، إلا أن بلادهم و عشقهم لها هو المحرك الأساسي لوجودهم في نادي الفكر أصلا!

عموماً شخص كإبراهيم لا يمكن الوثوق في رواياته للأسف!، الزميل بهجت يرى أن إبراهيم "ليّن" و لكن الوصف الصحيح هو "متلوّن" فاللين هو ما قد نراه يحدث من الحكيم الرائي مثلاً عندما "يكبّر دماغه" عن المشاكل و يعود بنفس طيبة ليتحاور مع من كان يشاكسه، أما التلوّن هو أن أبيع قناعاتي كل يوم من أجل مكاسب وهمية أصلاً، فما بالكم لو كان هناك مكاسب حقيقية على أرض الواقع....ألن يتلوّن من أجلها؟


المشاركة كلها شخصنة × شخصنة و لكن الزميل إبراهيم هو من لم يرفض التحدث عن تجربته و التي جزء منها شخصيته !

و أخيراً أقول هنا على الملأ....هل تستطيع يا إبراهيم أن تعطينا أسمك الحقيقي أثناء وجودك في مصر و تستطيع تزويدنا بالأسماء الحقيقية لبلدك و محافظتك و أهلك؟ طبعاً الإجابة هي : لا أستطيع خوفاً على حياتي. وعلى مستقبلي وووووو....ولكن الحقيقة هي أن القصة كلها هجصة كبيرة و أنت نفسك لم تعد تصدقها و لم أقتنع بها أبداً منذ قرأتها أصلاً!

شيء وحيد سيعيد لك إحترامك لنفسك و إحترام الجميع لك و هو الإعتراف بأن تلك الرواية هي محض إفتراء في فترة ما كنت تكره الإسلام فيها و ها قد عدت لرشدك و الحمد لله ستترك تلك الأفعال المشينة ومش هتعملها تاني و هتسمع الكلام وتبقى مؤدب وتشرب اللبن كل يوم وتبطل تلعن دين أم مصر اللي عيشتك في خيرها لحد ما ادتك الكلية ببلاش و اللي طبعا مش هتقدر تدخل حد من عيالك فيها إلا لو كنت عامل خميرة كويسة واللي مش أكتر من 25% من الأسر بتقدر توفرها في أمريكا و بعدين طيرت على برة وبقيت تلعن مصر ليل و نهار!

حاجة تقرف أن يخسر الإنسان نفسه...فعلا شيء غاية في التقزز.