اقتباس:أتطلع لنقاش بهاء وغريغ؛ فهذه النقطة (وأعني المنطق في تكريس إيديولوجيا معينة على حساب البقية بحجة الحفاظ على الهدوء والأمن القومي بصرف النظر عن صحة الإيديولوجيا أو موقفها من عدمها) كنت على وشك أن أسأل بهاء عنها.

أنا لا ادعو الى تكريس الاسلام على حساب المسيحية , ولا العكس .. انا بتمنى من عوضين وسلنتوحة ونفرتيتى ان تتحد قواهم ويخلصنا من الاثنين بسلامة وأطمئنان . لكن ده لن يحدث على فجأءة , او انى اطلع على ميكروفون وأحاضر وأناظر " وهكذا يا اخوة لتكون ليبرالى , عليك ان تتقبل الاخر ... الى اخره " .

المجتمع المصرى كان صمم امانه هو تنوعه , فى اسكندرية والقاهرة حتى فى الارياف كمان كان كله عايش جنب بعضه , كنت تلاقى من كل طائفة او دين . أسماعيل ادهم ينشر يقول انا ملحد , يردوا عليه انا مسلم ! لكن بعد الثورة وسوء حالة مصر الاقتصادية واللى خلت طوائف كثيرة تهرب من مصر بما فيها اليهود , وسوء حالة المسيحين المصريين - عائلة سويروس نفسها طالها من التأميم قدر لا باس بيه - وغباء الدولة فى تقديم نماذج قومية تتمثل فى مشاريع توحد صف البلد ورائها وتخلى المواطن يثق فيها ويموت من أجلها ... كل ده ادى الى أحباط وياس عنيف جدا تمثلت ذروته فى احداث التتدين الشديد السلفى , وكانه تدين صحراء مصر لم تعرفه من قبل .


كل هذه الاخطاء المستمرة والمتكررة ادت الى وضع قائم لابد من التعامل معه بحذر , أقباط مصر اللى فى داخل ناس ممتازة جدا وتعرف تلعبها صح . تلاقى فرعهم فى الحكومة يونان لبيب بيتكلم عن دولة قومية يعلو فيها صوت المواطن ويخفت صوت الطائفة . حتى الجدع ده لوقا بباوى برضه نفس الكلام يطالب الحكومة بقانون للبناء الموحد , ويأتى هنا البابا شنودة فى قمة السياسة والديلجت فى التعامل مع المسلمين والرجل حقق انجازات منها على سبيل المثال سحب عيد قوميين لمصر هى اعياد مسيحين . ومعاداته المعلنة ضد كل من زكريا بطرس وأى حد يسعى الى التهييج العاطفى . لكن فى نفس الوقت عندما يسئ احد اليه اويهاجم عقيدته مش بيسكت , وبيردوا بطريقة او بأخرى .

مواصفات الشعب المصرى الان هى صورة اقرب للشبه من " تيموثى " كائنات جيلاتينية قادرة على التشكل حسب الطلب وتحت درجات الحرارة المناسبة والصقل المناسب . وده كله راجع الى ان اصلا المواطن المصرى فقد هويته وثقافته وتعليمه , اصبح مشوش من ناحية قوميته واصل اهله . يقرأ فى كتب المدرسة تمجيد للفراعنة وعظمة الفراعنة , ويرجع يقرأ القراءن يكفرهم . يرى كيف ان رئيس زى باراك اوباما اسود يصل الى الحكم فى ديمقراطية , ويسمع الشيخ حسان بيشتم فى الديمقراطية . بيأمره رسوله بالتضييق فى الطرقات على المسيحين , بينما يجد زميله المسيحى فى المدرسة انسان طيب وميستحقش كل ده . وغيرها من التضارب بين التعليم اللى فى الكتب والخبرة من الحياة .

أشعال حرب دينية بين كتب تراثية لا تعنى رجل الشارع بشئ , غير انه يروح زى العبيط يقف فى صلاة الجمعة ويردد مع الامام اللى بيقولوه وبعد كده ترجع ريما لعادتها القديمة .والثانى اللى بيروح يوم الاحد عشان خاطر امه متزعلش ولا رايح يضبط موزة هناك ...

يبقى لابد ان يلتقى مسيحين مصر مع علمانيها وعقلاء المسلمين اللى هما كتير جدا جدا جدا ونسعى الى ان نجنب رجل الشارع صراعات دينية لا تقل ضرورة عن حروب المعايز , ونتلم كلنا على دولة واحدة تجمعنا جميعاً , ولما نبقى نوصل لدولة علمانية عمادها القانون وتسمح بانتقال السلطة من شخص الى شخص , ويكون صوت المواطن فيها هو الاعلى .... نبقى نتكلم على حرية التبشير . أو على الاقل نصل الى مستوى معتدل من رفع كفاءة الجامعات والقضاء على الامية صدقونى التعصب نفسه هيروح , لان مصدره كما قال الأستاذ العزيز الزميل " طود " : يا بنى المسلم مش طايق نفسه , عايزينه كمان يطيق حد معاه