لك
بمثل أمثال الاستاذ بهجت حالة ستنطفئ حالة الطوارئ بين اقباط مصر ومسلمي مصر ، لأن الجبهة الفبطية الاسلامية في مصر هي الأكثر سخونة وتطرفاً بين امثالها من الدول العربية
لا بد من وجود قوانين اصلاحية ملزمة تنصف المظلوم ـ وهو في الحالة المصرية هم الاقباط ـ تعطي لهم حقوقهم السياسية مع حبة مسك فوقها
لك كل التحية يا كبير

ليسمح لي الاخ بهجت وضع مقال للكاتب اللبناني جورج ناصيف في موضوعه هذا
أن يختار بابا الفاتيكان الأردن محطة أولى في جولته الدينية – السياسية في الشرق الاوسط، أمر مشبع بالدلالات.
فالاردن، في ظل الملك عبدالله، كما في ظل والده الملك حسين، يتقدم جميع الدول العربية (باستثناء لبنان، وبدرجات متفاوتة سوريا وتونس) من حيث المعاملة البالغة السماحة (السماحة غير التسامح قطعاً) مع مواطنيه المسيحيين الذين على ضآلتهم العددية (2 في المئة من السكان) يشغلون مواقع متقدمة في التمثيل الوزاري والنيابي، وفي حقول الديبلوماسية والاقتصاد والمال والاجتماع والتربية، هي موضع حسد المسيحيين العرب وإكبارهم.
والاردن موطن للحوار الاسلامي – المسيحي من خلال مراكز الدراسات الرصينة التي تعنى بشؤون الحوار والتراث المسيحي العربي، في رعاية الامير حسن بن طلال، كما من خلال الاختلاط السكاني الكثيف والعيش الواحد الذي يتجلى في التقاليد والعادات التي يشترك فيها المسيحيون الاردنيون مع سائر ابناء المملكة الهاشمية.
الاسلام الذي يعرفه الاردنيون المسيحيون في الاعلام والخطب الدينية هو اسلام الوداعة والتوسط والاعتدال والنأي عن الغلو، الامر الذي يعمّق انتماءهم العربي (وهم اساسا عشائر عربية خالصة) وانتماءهم الوطني الاردني، وعلاقة المودة التي يكنّون للاسلام ورسوله.
لذلك، أحسن البابا في تشديده على قيم المصالحة والسلام والسماحة والكرم التي يتعين على المسيحيين ان يتحلوا بها.
وعندما دعا مسيحيي الشرق الى "المواظبة على الايمان" والمطالبة بـ"الحقوق المشروعة"، لم يستخدم لغة متوترة او صدامية، بل قرن هذه الدعوة بالتشديد على تفضيل "لغة الحوار والتفاهم" عوض لغة التصادم.
وفيما كان مسيحيو الاردن يحتفلون بحرية وتناغم مع سلطاتهم السياسية، كانت قنبلة تنفجر في سيارة على مقربة من كاتدرائية الزيتون في القاهرة (ثانية كبرى كاتدرائيات الاقباط الارثوذكس الذين يشكلون الاكثرية الساحقة من المسيحيين في مصر) فيما لم تنفجر قنبلة ثانية في سيارة مجاورة.
اقباط مصر (اصل مصر وحضارتها) في غمّ واكتئاب واحتقان. منهم، على وفرتهم العددية، ورغم رسوخ مواقفهم المعادية لاسرائيل، يواجهون اسلاما ينحو الى التشدد العقائدي والسلوكي، لدى العامة كما لدى الخاصة من فقهاء المسلمين، فيضطرون الى الانزواء او الهجرة او الانقطاع عن النسيج الاجتماعي العام.
اما في الاردن، فالحال غير الحال.
نظامان سياسيان واجتماعيان يختلفان في سلوكهما حيال المسيحيين، فيرتاح المسيحيون الى اسلام الموادعة والحوار في الاردن، ويجتاحهم التوتر، مستتراً او معلناً، في مصر.
فمتى العبور من الذمية السياسية او التهميش الاجتماعي او توسّل لغة العنف، الى المواطنة المتساوية؟
متى الاردن حالة عربية عامة؟
II
سننتظر انتهاء زيارة البابا للمنطقة لنقرأ مضمون خطاباته.
لكننا لا نبدي ارتياحا الى اقتصار اي خطاب على "وطن" للفلسطينيين، دونما اشارة الى حقهم في دولة مستقلة، سيدة، على كامل اراضي الضفة والقطاع. حق يجب ان يعلن في وجه ساسة اسرائيل، مقرونا بالدعوة الى وقف تهويد القدس وهدم جدار العار العنصري.
كل كلام دون المطالبة بالدولة معيب، وادنى من الحقوق البديهية التي أقرّ بها العالم من اقصاه الى اقصاه.
جورج ناصيف