يا ابن العرب،

هناك تناقض فظيع في اطروحتك. أنت تحاول الظهور بمظهر المشكك العلمي في بعض النقاط التي طرحها صاحب الشريط، و تتهمه بعدم انتهاج الاسلوب العلمي السليم عندما جزم بحدوث بعض الاشياء، و بعض ذلك تنهي كلامك بالقول، "اللـه فعل ذلك."

هكذا و بدون أي تبرير او تعريف او تحليل او دليل او علم او بطيخ احمر، ترمينا فجأة و بدون احم ولا دستور بخرافة لا سند لها و لا أصل و لا أساس إلا أقاصيص الاقدمين.

يعني انت مثل اللي اجا يكحلها عماها. و النبي ده اسمه كلام؟ :)

يا عزيزي لك أن تفترض ما شئت من الافتراضات، لكن إعلم أنه هنالك من الناس من يتمسكون بالأسلوب العلمي الموضوعي مهما كانت الظروف، و إن جهلوا شيئا فهم سيستمرون بالبحث حتى يزدادوا علما، بدل أن يرموا بالفرضيات الخيالية شمالا و يمينا لكي يفسروا الاشياء جزافا و السلام.

تناقضك الفظيع الاخر يا ابن العرب أنك لا تطبق قوانينك و أخلاقياتك العلمية على نفسك بينما أنت تطبقها على الاخرين. يعني أنت تسأل صاحب الموضوع، "طيب من أين جاء كذا؟" فإن اجابك، ستقول، "و من أين جاء ذاك؟" و طبعا لن تكتفي بأي اجابة لأنك حضرت الموضوع مع سبق الاصرار و الترصد بأن ما تسميه "اللـه" موجود.

طيب يا عزيزي، لماذا لا تطبق كلامك على نفسك؟ من أين جاء هذا "اللـه"؟ طبعا لا جواب لديك بل ستفيدنا بفرضية اخرى لا دليل عليها و لا اصل و لا سند سوى خرافات الاولين، و هي ان "اللـه لا أصل له".

رجاءا يا عزيزي لا تتظاهر بمظهر المشكك العلمي التحليلي بينما لا يوجد لديك سوى فرضيات مبنية على فرضيات مهيكلة على فرضيات منقولة من اقاصيص مأخوذة من خرافات.

أنا عن نفسي افضّل الطريقة العلمية. اذا جهلنا شيئا، فأنا لدي من الصبر ما يكفي ليتوصل العلماء لهذا الشيء، و لن أسعى لاراحة نفسي بفرضيات جزافية اقبلها و السلام.

بعدين بيني و بينك، أيهما اسهل تصديقه، كلام صاحب الشريط هنا، أم أن إلها أحبل عذراء، فولدت سوبرمان مشى على الماء و طار في الهواء و قام من الموت؟؟ هلا طبقت اسلوبك العلمي التحليلي المشكك و الصلب على هذه القصة يا ابن العرب؟ لو فعلت ذلك لوجدتها من خرافات الاقدمين التافهة. و إن صدقتها، فأنت خسرت مصداقيتك العلمية، و ليس لك بعدها أن تسألنا، "من أين جاء الماء؟"

نعم يا عزيزي أقولها لك بمحبة، اذا كان من الممكن أن تقف الشمس في الهواء و أن يتكلم الحمار بالعبرية مع صاحبه و أن ينزل الخبز من السماء و يكثر السمك ألوفا مؤلفة من سمكتين، فمن الممكن أيضا أن يجيء الماء من لاشيء.