في المستشفى ‘ نظرت إليها بإشفاق وهي ترتدي في هذا الفصل الشديد الحرارة أمتارا من القماش الأسود وقفازان من العيار الثقيل والقناع الرهيب على وجهها مشقوق ببخل واضح في مكان العينين حتى لم يكن بإمكاني أن أعرف إن كانت تنظر إلي أم إلى طفلها الذي تعلق بذيل العباءة الواسعة، ولما حاولت النهوض تعثرت بها وكادت تصيب الطفل المسكين بكدمة في رأسه ..
أحببت مشاكستها فسألتها :
- طيب ليش لابسة هيك والدنيا حر موت ؟
- والله هذا شرط زوجي علي ..

_ وزوجك متدين جدا ، يشتغل بالدين ، مطوع مثلا . .

أجابت بصوتها العميق من خلف النقاب ..
- هو غيور جدا ، ولا يحب حد ينظر إلى حريمه . .

_ كم عمرك ؟
- 20

- شو درست ؟
- معي ثانوية بس . .

وأخرجت الموبايل واستعجلت زوجها . .
وابتعدت عنها .. ( عندي حساسية من أزواج المنقبات )

بعد دقائق أقبل شاب وسيم يبدو في أواخر العشرينات ، يربط شعره الطويل خلف رأسه وسلسة ذهبية التمعت حول العنق .. شورت من الجينز الباهت وتي شيرت مزين بحروف لاتينية ..
حمل طفله ومضى مخلفا وراءه شبحا أسود .. ثقيل الخطوات ..


.....................
اليوم .. يمامه