كنت اجلس امام الكمبيوتر في أحد مقاهي الأنترنت منهمك في تسجيد مزه وفجأه ارتج المكان بالصياح فتذكرت علي الفور ان الوقت سرقني وأن المزه أخذت وقت أكثر مما ينبغي , واستنتجت من الضجه الكبيره , أن هذه ضجة هدف وليس فرصه ضائعه , فنظرت علي شاشة الكمبوتر أمامي فوجدت الساعه 5,09 دقائق فتركت الجهاز ونزلت مهرولا إلي مقهي بنفس المجمع وأنا أمني نفسي بأن تكون مصر متقدمه 1-صفر ولكن وجدت النتيجه تعادل , وبالكاد وجدت لنفسي منفرجا بين شخصين استأذنتهم في الجلوس , فرحبوا بي , وطلبت حجر معسل سلوم و واحد شاي وقبل أن يظبط عامل المقهي الحجر كانت البرازيل تحرز الهدف الثاني , ثم تبعه الهدف الثالث , وأصبح أكثر المتفائلين يمني نفسه بأن تتوقف غلة الأهداف البرازيليه عند هذا الحد وبدأت اللعنات تنهال علي رؤوس لاعبي مصر ونال أكبر قدر من اللعنات , أحمد حسن (الأهلي) صانع الألعاب في منتصف الملعب وعادة كان يلعب كأرتكاز (وسط مدافع) ولكن هذا الدور قاما به كل من حسني عبدربه (أهلي دبي) ومحمد شوقي (ميدلسبره) واتسم أداء أحمد حسن بالبطء في التحضير والتمرير مما كان يؤدي الي افتقاد الهجمات المصريه الخطوره وأحيانا كان يؤدي الي قطع الكره وتشكيل خطورة علي المرمي المصري واحد الأشياء التي أنقمها علي حسن شحاته مدرب المنتحب المصري هو تمسكه بهذا العرص المدعو أحمد حسن واللي واقف بخسارة علي المنتخب , لكن حسن شحاته له مزاج غريب في اصراره علي بعض اللاعبين الفاشلين كأحمد حسن , وعماد تحركات المعروف بـ عماد متعب لكن من حسن حظنا انه مصاب لأن المشرحه مش ناقصه قتلى , والأهداف البرازيليه الثلاثه دخلت من اخطاء دفاعيه الأول خطأ دفاعي ساذج مشترك ما بين هاني سعيد (الزمالك) الليبرو و وائل جمعه (الأهلي ) قلب الدفاع حيث لم يتدخلا بالقوه المطلوبه واعتمد كل منهم علي الآخر فأستطاع البرازيلي كاكا أن يمر بينهم ليصبح في مواجهة عصام الحضري ويضعها علي يمينه محرزا الهدف الأول للبرازيل ولا يسأل عنه الحضري , والهدف الثاني هدف غاية في السذاجه فبعد أن تسبب أحمد حسن ببطئه ورعونته في فاول لصالح البرازيل ترجع لاعبي مصر الي داخل منطقة الجزاء في حين كان يجب عليهم أن يقفوا علي خط الـ 18 لأن الفاول كان في نصف الملعب الأيسر للمنتخب المصري ولكن تراجع الدفاع الي منتصف منطقة الجزاء وضعف الرقابه منح لويس فابيانو الفرصه للأرتقاء عاليا وتحويل الكره في الزاوية اليمني لعصام الحضري محرزا الهدف الثاني والهدف مسؤلية مشتركه ما بين وائل جمعه قلب الدفاع وعصام الحضري حيث ان فابيانو كان يقف علي مسافة 14 يارده من المرمي وهي مسافه كافيه وتسمح برد فعل من حارس المرمي لصد الكره وخاصة انه تصويبه بالرأس ولكن الحضري فقد الكثير من لياقته البدنيه والذهنيه خلال العام الماضي , والهدف الثالث جاء من ضربة ركنيه حولها فابيانو دي سانتوس في المرمي وسط حراسة المدافعين المصريين هاني سعيد وحسني عبدربه ووما سهل مهمة اللاعب البرازيلي هو قصر قامة هاني سعيد وحسني عبدربه وهو عيب يطال معظم لاعبي منتحب مصر إلا من رحم ربي , فـ سيد معوض (الأهلي ) الظهير الأيسر و أحمد فتحي (الأهلي) الظهير الأيمن و حسني عبدربه لاعب الوسط المدافع وهاني سعيد الليبرو واحمد حسن لاعب الارتكاز اطوالهم لا تتجاوز 175 سم مما يضعهم في موقف صعب اثناء الدفاع ويسهل مهمة لاعبي البرازيل طوال القامه , وقبل نهاية الشوط الأول لاحت فرصه خطيره للمنتخب المصري أثر كرة عرضيه لعبها بأتقان سيد معوض الي المندفع بقوه من الخلف حسني عبدربه الذي ارتقي الكره وأطلق قذيفه برأسه علت العارضه بسنتيمترات قليله ولو صادف هذه الكره التوفيق لكانت خرجت مصر من الشوط الأول متأخره بهدف , وأشعلت هذه الكره الحماس في الجالسين بجواري في المقهي واصبح التساؤل هل المنتحب المصري قادر علي العوده أم ستزيد غلة الفريق البرازيلي من الأهداف في الشوط الثاني وهل سيتكررر سيناريو مبارة اسبانيا ونيوزلنده التي انتهت بهزيمه ثقيله لـ نيوزلنده 5-صفر ومع انتهاء الشوط الأول , بدأت التحليلات من جمهور الجالسين في المقهي وطبعا انا شكلت استديو رياضي مع الجالسين حولي اثنيت فيه علي زيدان وابو تريكه وسبيت الدين لكل من محمد شوقي وهاني سعيد ووائل جمعه وعصام الحضري وطبعا نال القسط الأكبر من اللعنات احمد حسن و توقعت ان تكون التبديلات في الشوط الثاني كالتالي يخرج احمد حسن وينزل احمد عيد عبدالملك (حرس الحدود ) المهاجم ويخرج محمد شوقي وينزل محمد حمص (الأسماعيلي) كصانع لعب , ومع بداية الشوط الثاني كنت انتهيت تماما من حجر المعسل وتفرغت للمباره , وبدأ الشوط الثاني بضغط من المنتخب المصري وتنفس جميع الحاضرين الصعداء بعد خروج احمد حسن ونزول احمد عيد عبدالملك وظل الفريق المصري يلعب 5-3-2 التي تصبح 3-5-2 في حالة الهجوم وعاد محمد ابو تريكه الي وسط الملعب ليقوم بدور صانع اللعب بدلا من احمد حسن وتقدم احمد عيد الي الامام ليلعب كمهاجم صريح بجوار زيدان (بروسيا دورتموند) وفعلا اثمر هذا التغيير عن هدفين متتالين ولا أروع في الدقيقتين 54 لـ محمد شوقي بعد ان مر محمد ابوتريكه من الناحيه اليسري ولعب الكره الي سيد معوض هات وخد وتوغل بها في الجهه اليسري علي حدود منطقة الجزاء ليلعبها الي سيد معوض الذي أعادها لحدود منطقة الجزاء بعد ان توقع الجميع انه سيلعبها عرضيه ليسددها بقوه القادم من الخلف محمد شوقي صاروخيه علي يمين حارس المرمي البرازيلي مسجلا الهدف الثاني لمصر ليشتعل المقهي فرحا وكذلك جمهور جنوب افريقيا الذي كان يحضر المباراة وتحول بالكامل الي مؤازرة المنتخب المصري ولم تهدأ عاصفة الغبار التي أثارها الهدف الثاني حتي وجدنا زيدان يمرر كره بينيه في منتصف الملعب بعد ان قطعها برجوله احمد سعيد الشهير بـ أوكا (حرس الحدود) وانطلق بها ابو تريكه وراوغ لاعب برازيلي واعادها الي زيدان الذي قطع طوليا في الملعب من اليمين الي اليسار ليكون في مكان وموعد رائع مع تمريرة ابوتريكه ويسددها قويه زاحفه في الزاوية الضيقه لحارس البرازيل معلنا عن الهدف الثالث وسط ذهول وفرحة غير عاديه واستمر الشوط الثاني بضغط مصري وتوهان برازيلي ودهشه واعجاب كبيره اطلق لها العنان معلق art التونسي مصطفي الشوال , ولاحت للفريق المصري فرصه خطيره في الدقيقه 80 في الشوط الثاني بعد ان مر أحمد فتحي من الناحيه اليسري , ووسع لنفسه علي حدود المنطقه وأطلق صاروح في الزاويه العكسيه علا العارضه بقليل وسط ذهول الجميع وعلي رأسهم دونجا مدرب البرازيل الذي تنفس الصعداء بعد ضياع هذه الفرصه من الفريق المصري , وفي الدقيقه 88 ارتكب سيد معوض خطأ خارج منطقة الجزاء وفي الجهه اليسري , وكالعاده كنا مع ضربه حره نفشل في التعامل معها ووصلت الكره الي لاعب برازيلي في منطقة الجزاء فسددها قويه علي يمين المرمي المصري وارتمي عليها أحمد المحمدي (إنبي) واخرجها من المرمي وتابعها هاني سعيد الي ضربه ركنيه خارج الملعب واحتج لاعبي البرازيل مطالبين بركلة جزاء بدعوي استخدام اللاعب المصري ليده في ابعاد الكره , ولكن الحكم لم يشاهدها وكذلك المساعد واحتسب الحكم ضربه ركنيه لصالح البرازيل , واستدعي الحكم العلاج الطبي لأحمد المحمدي الذي أدعي أن رأسه اصطدمت بالعارضه في محاوله منه لأضاعة الوقت واثناء علاج هذا الشرموط كان الحكم الرابع قد شاهد إعادة اللعبه في المنيتور أمامه ابلغ الحكم بالواقعه فعاد الحكم في قراره واحتسب ركلة جزاء لصالح البرازيل واعطي المحمدي بطاقه حمراء وطرده من المباره ليكمل الفريق المصري المباراه بـ 10 لاعبين فقط , وسط اعتراضات لاعبي النتخب المصري , وسدد كاكا ضربة الجزاء علي يسار الحضري لتتقدم البرازيل بالهدف الرابع وتصبح النتيجه 4-3 وحاول الفريق المصري ادارك التعادل وكاد ان ينجح بعد ان نجح احمد عيد عبدالملك في المرور من مدافعي البرازيل وهيأ الكره لنفسه واطلق صارخ في منتصف المرمي ارتد من الحارس لكن لم يجد المتابعه من ابوتريكه الذي لم يتوقع الكره لتنتهي المباراه بهزيمة مصر 4-3 من البرازيل وسط فرحة كل من شاهد المباراه وحسرتهم علي ضياع التعادل , هذا وقدم رئيس الأتحاد المصري سمير زاهر شكوي ضد حكم المباراه الأنجليزي لأحتسابه ضربة جزاء لصالح البرازيل بعد ان كان قد احتسب ركلة ركنيه وعاد في قراره بعد ان اشار عليه الحكم الرابع باحتساب ضربة جزاء وذلك بعد ان شاهدها في المينتور وهي واقعه غريبه في كرة القدم وخاصة وان قرارت الحكم يأخذها مباشرة في الملعب وبمساعدة حاملي الراية (الحكام المساعدين) ولم يسبق لأحد ان احتكم الي المنيتور في اتخاذ القرارات داخل الملعب فالحكم الرابع لم يشاهد الكره ايضا ولكن اشار علي الحكم باحتساب ضربة جزاء بعد ان شاهدها في الأعاده في المنيتور وهذا يمثل خرق لقانون اللعبه , ولو كان يجوز الأحتكام للأعاده فشريط المباره يظهر ان لاعب البرازيل فابيو أعاق وائل جمعه مدافع مصر واسقطه ارضا قبل ان تصل الكره الي زميله الذي سددها في المرمي واعترضها المحمدي بيده وبالتالي فحسب شريط المباره فالكره فاول لصالح مصر قبل ان تكون ضربة جزاء , ووعد جوزيف بلاتر رئيس الأتحاد الدولي ببحث المسأله .

كان معكم فارس من أحد مقاهي الكويت