يا أخ إبراهيم .
كان لدي وقت اليوم لأتأمل أننا نبدد رخيصا حتى الوقت الذي نبدده !، لن أمل من تكرار أنه لا يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي دون توفر حد أدنى من المسلمات الأساسية بين المتحاورين ، و أن يكون لهم نفس المرجعية المعرفية ، لا يمكن أن نتجادل حول المسلمات طول الوقت فلن نتحرك مللي واحد ، إننا خلال الفترة الأخيرة نغرق في رمال متحركة ، و تسيطر علينا أسخف تقاليد الحوار على الشبكة ، محاولة اصطياد زلة من هنا و كلمة من هناك بهدف إحراز انتصارات وهمية مضحكة ، يعلم الله أني مذهول من غرابة الأفكار التي تطرح بلا خجل كما لو كانت من نفس معدن الأفكار التي يناقشها عقلاء ، إني لا أريد أن أحرج أحدا ،و لكن لن يكون لدي وقت أناقش ما توقفت عن نقاشه و عمري 11 أو 12 سنة ، من أغرب الأفكار التي سمعتها نوع من الأفكار الرائجة بين أنصاف المتعلمين ، بألا نكلمهم لاوندي و أن النبي عربي ، و أن لغتنا لن يفهمها رجل الشارع كما لو كنا رجال إعلام قروي ، إننا لا نناقش أمراض الفقراء بلغة شعبية بسيطة و نناقش أمراض الأغنياء بالمصطلحات العلمية !، إننا نناقش كل الأمراض بنفس المصطلحات الطبية و نقوم بنفس التحليلات و نصف نفس الدواء للمرضى ، سواء لذلك الإنسان الراقي الذي يعرف مرضه ، أو للجاهل الذي لا يفك الخط ، إن أمراض التخلف كأمراض التقدم لا يمكن فهمها سوى بالدراسة و بالمعرفة العلمية ، لا يوجد عاقل يعتقد أن مشاكل الفقراء لا يفهمها سوى الجاهل بلغته البسيطة و أفكاره العشوائية ، و لكن كل المشاكل لا يمكن فهمها و حلها بمعزل عن العلم الواسع و المعرفة و استشارة المراجع و الأبحاث .
مجرد خواطر سريعة تدافعت على الكي بورد ، لأني أصبحت لا أصدق أننا نفس النادي الذي كناه منذ أشهر قليلة ،و لأني أخشى أن تكون العبارة التي تتحدث أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق ، ليست مجرد عبارة يلوكها المثقفون ،و أنها تعمل بيننا بالفعل .