أخي العزيز Hameeduddin:

القضية تنموية في اعتقادي. نحن شعوب نامية في إمكانياتنا ومواردنا وأيضا في طريقة تعاطينا الحواري ونظرتنا لما لدى الآخر من إرث عقائدي. زد على هذا التوتر الديني لدى الكثيرين بصرف النظر عن معتقداتهم. حالة التشنج الديني ستأخذ أكثر من طابع والمسألة في جوهرها ليس ديني بقدر ما هو معتمل في نفوس هؤلاء الناس وشعورهم بالمقهورية والقمع ورغبتهم في التنفيس. لا تجد إنسان مستقر نفسياً يدخل في معمعات على شاكلة ما يقوله هذا الفريق في مذهبه أو ذاك الفريق. الجدل الديني هو أنجع وسيلة لتمزيق الشعوب وتمزيق ضمائرها وعوضاً عن أن يكون الدين في صالحها وإذ به ينقض سلاحاً مشهراً في وجوههم. المسألة تحتاج لنضج؛ ذاك النضج الذي لمسته في رجل يهودي مصري زرته في مدينة روتشستر بـ نيويورك ووجدت على الحائط عنده آية الكرسي وعندما رأى دهشتي قال بأريحية كاملة "كله كلام ربنا". إنه يبحث عن صوت الله أنى كان وأنى تكلم ولا يهمه مصدر هذا الصوت لأن الله لديه ينطق في كل شيء ولا يوجد شيء مما في الوجود لا ينطق بوجود وصوت الله. هذا يحدث عندما ينضج الناس في ضمائرهم. أما عندما تراهم يلجأون للردح الديني والمعايرة الربانية على طريقة "ديني أفضل من دينك" فاعلم أنهم قوم موتورن ولا تسمع لما يقولون في الدين لأن كلمات الحكمة والوعظ تسمع في هدوء إذ تخرج من القلب وتخترق إلى مجامع القلب.

أفضل كتاب قرأته يحسم مسألة الصراعات بين الطوائف والمذاهب هو هذا الكتاب:

http://www.4shared.com/file/109491588/b8..._.html?s=1


ودم بكل خير.