الصديق العزيز سبيشل

اقتباس:صديقي غدير للاسف مقارنتك السابقة فاسدة نوعا ما , اذ اننا نطالب بحرية الراي للجميع و ليس لطرف دون اخر

نستنتج من هذا امرين:

الأول: وهو انك "تدعي" ان المجتمع متحيز للاسلاميين مع ان الحكومات ليست اسلامية، ونحن لا نرى اسلاميين يحكمون بإستثناء غزة، وحكومة آل سعود لا يمكن ان تحتسب على الاسلام (ليس لأختلافي العقائدي معها والا لكانت حكومة حماس كذلك ايضاً)، اساساً ليست هناك حكومات اسلامية فكيف يكون التحيز للمسلمين؟ ثم ان هناك كتاب ينتقدون الاسلام، اي ان المقولة بأن المجتمع منحاز للأسلاميين ليس صحيحاً، ومن الاساس لا توجد حكومات اسلامية فكيف يكون النظام منحاز للأسلاميين؟

الثاني: انك تدعو الى تعطيل الديمقراطية بشكل كامل اذا تعطل جزء منها، ومن المنطقي انكم (دعاة الديمقراطية والحرية) تتقدمون ببادرة حسن نية لنصدقكم وتسمحون لنا بممارسة طقوسنا بكل حرية، والا فإن الفكرة بكاملها مرفوضة وحتى المنظرين لها ليسوا على قناعة تامة بما يقولون

اقتباس:حتى داخل الدين الاسلامي ترى السنة والشيعة يتبادلون اتهامات التشيع و التسنن والتي تصل احيانا الى المواجهات
الدموية كما يحدث بالهند وباكستان

مثال جيد، انت تستشهد بالاختناق الفكري داخل المجتمع الاسلامي وتعطي دليلاً الصراعات الشيعية السنية، وهنا يجب ان نذكر بنقطة مهمة، وهي ان من يثير النعرات الطائفية بين المسلمين هو الغرب، نحن لا نقول انه لم تكن هناك فرقة بين السنة والشيعة ولكن لم تصل يوماً الى انهار الدماء كالتي سالت في العراق، وبخصوص العراق والفرقة فشركة بلاك ووتر الامريكية اعترفت بأنها هي من راهن على الفتنة واشعلها، يعني باختصار ان دعاة التحرر والذين يوهمون العالم بأن الديمقراطية ستصل لهم على ظهر حاملة الدبابات الامريكية هم اول من يعادي هذه الحرية والديمقراطية، هل تعلم لماذا؟ لأنهم يعلمون ان قضيتهم خاسرة في المجتمع الاسلامي وانهم منظرين لأفكار ممسوخة وحتى هم انفسهم لا يؤمنون بها، وطبعاً لم يصلوا لهذه النتيجة الا بعد تجربة الحريات المزعومة. اما الغريب في الامر يا صديقي فهو ان لدينا عقلاء مثلك ينادون بتصدير الحرية والديمقراطية، هذا ونحن نتكلم عن العقلاء، اما جهلاء الامة فحدث ولا حرج في تصديق العم سام وخرافات الحرية والديمقراطية المزعومة

اقتباس:نعم قد تقتنع فتاة بالحجاب لانه الخطاب الوحيد المطروح امامها

لماذا تحاول ان تحتكر الحقيقة؟ هل تريد ان تخبرنا انه لم يحصل في العالم بأكمله ان كانت هناك فتاة اقتنعت بإرادتها وبعد البحث العقلاني ومراجعة عدة خيارات، وبعد دراسة ووقفة مع الذات الم يحدث ولا مرة واحدة ان انتهت النتيجة لصالح الحجاب؟ نمط احتكار الحقيقة وتصوير الآخر على انه دائماً غير عقلاني هو الاصولية العلمانية التي تتشكل يوماً بعد يوم، ذلك التطرف الذي يدعو الى اقصاء الآخر

اقتباس:ماذا تتوقع من دين يحجر على افراده بما يسمى
بحد الردة

اكاد اجزم يا صديقي اني لو سألتك عن الطقس في مدغشقر سوف تجيبني بنفس الجواب، صدقني حفظناكم وحفظنا هذه الافكار الجهنمية التي تتردد في كل كلمة والاخرى، لا تجد معترض على الاسلام الا ويرددها في كل ثانية، اما حد الردة او حقوق المرأة او التعارض مع العلم، بالله عليك يا صديقي لا تخبرني انك لا تعلم ان شيء مثل حد الردة هو ما يشكل الـ Normative Statements اي انها اشياء تملك ان تختلف معها ولكن ليس فيها صح وخطأ، يعني ممكن ان تحكم فيها الضمير الانساني ولكن لا يمكن ان تضع المسطرة لتعرف اذا كان حد الردة شيء قانوني ام لا

وبالحديث عن القانون انا لا اعلم لماذا يضيعون وقتهم في الرد علينا بدلاً من محاولة جعل النظام القضائي في الديمقراطيات الحديثة فعالاً، الاحكام الوضعية اثبتت فشلها في هذا المضمار اذ اننا يا صديقي يمكن ان نورث احفادنا ليخبروا احفادهم ان يراجعوا قضية ذاك الذي سرق عياناً وفي وضح النهار مليون دولار، نعم ليست مبالغة فهناك من يستطيع ان يتلاعب في تأخير القضية امام المحكمة حتى لو كانت جداً واضحة، لو انهم ينتشلون وضعهم ويصرفون وقتهم في تحسين الانظمة التي اثبتت فشلها لكان افضل فعلاً من محاولة اظهار مدى افضلية تشريعاتهم من خلال مهاجمة تشريعات الغير

شكراً لك عزيزي سبيشل