عزيزي إبراهيم .
هناك واقعة لا أنساها رغم أنها تبدوا عابرة .
عندما كنت نشطا في موقع الأثير ، كانت قضية العراق في ذروتها ، و كنت و ما زلت متعاطفا مع شيعة العراق ، مما سبب لي صدامات متعددة ، و النتيجة أنه كان هناك تلاسن بيني و بين زميل بسبب كراهيته الكبيرة للشيعة و تأيده لعصابات الزرقاوي ، و الغريب أنه في نفس اليوم وجدت إميل من صديق يشغل موقعا هاما في المؤسسة الدينية الشيعية ، واعقبه محادثة على المسنسجر ، وهذا أمر نادرا ما يحدث معي فلست من هواة المسنجر ، و في كلاهما عتب علي الشيخ الجليل عتابا كبيرا بسبب ذلك التلاسن ، ولم يخفف لومه أني فعلت ذلك من أجل الشيعة لا لشخصي ، و قال لي أنه يفضل لو كان هو الذي نال السباب !،بينما هو أكبر مني سنا و أعلى مكانة في قومه ، وقال لي أن الناس ينظرون إليك و يتابعونك ، و يجب أن يروك دائما على مستوى مبادئك و أفكارك ، حتى لو كنت تستخدم اسما تعريفيا ليس اسمك ، و قال بحكمة أتمنى أن أمتلكها يوما أنه يفضل أن ينتصر ذلك الزميل الشتام ، ولا أنتصر بأن أجاري منهجه الرخيص ، و يعلم الله كم أكبرت هذا الرجل ، بل كم أقدر رجال الدين الشيعة عموما ، هذا الرجل تحدثت معه قبل نقدي حزب الله بسبب حوادث 2006 ،و قلت له وجهة نظري و رغبتي في نقد أعمال حزب الله رغم تقديري السابق لحسن نصرالله ، فهل يؤلمه ذلك ، فما كان منه سوى ان شرح وجهة نظره ،و لكنه لم يحاول مطلقا إثنائي عن نقد حسن الله ولا إيران ، هذا الرجل الفاضل علمني درسا لن أنساه ، ألا أتورط في زمالة السفهاء ، فرضاهم هزل و غضبهم فجر وحلوهم مر ، ( التعبير لي بالطبع !) ، وفي قوائم التجاهل متسع للجميع .