{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 4 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز ..
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #20
RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز ..
إن أهم مصادر الصراعات الحية و الكامنة في هذا العالم هي بسبب تصنيف الناس على أساس الدين.
...........................

قضية هوية مصر و المصريين .
هناك قضية هامة مرتبطة بالإحتقان الطائفي في مصر يمكن ان أشخصها كونها إشكالية الهوية ، لو استعرضنا المداخلات سنجد أن جورج ناصيف في المداخلة التي تفضل بها جعفر علي يتحدث عن هوية عربية أصيلة تضم المسيحي و المسلم في الأردن ، وهذا يعني وجود هوية قومية متسامية حاضنة لكل الأديان ، بينما مستر إم و إسلام يدينون بهوية إسلامية تتعالى على غيرها و تسود ، في حين يرفض Jugurtha الهويات الدينية و القومية ، و لكني أميل لرأي مختلف ، نعم هو أقرب لفكرة Jugurtha و لكن ليس بنفي كل الهويات بل بقبولها كلها .
إن التعددية ليست فقط حقا طبيعيا للأفراد و لكنها أيضا ضرورة للشعوب ، وهي الأداة الأساسية في تجنب الصراعات و الحروب المدمرة ، فمع الهويات الأحادية الشمولية لن يكون الإسلام مثلا مجرد دين يدين به البعض ، بل سيكون هوية حصرية للمسلمين تحدد لهم أفكارهم وسلوكهم و مصالحهم ،و لا تزاحمها هوية أخرى ، و يمكننا أن نسترسل فنقول أن التشيع عندئذ لن يقتصر عن كونه مذهبا دينيا ، بل سيصبح هوية شاملة للشيعة ، و يمكننا أن نمد الخط على استقامته ليشمل مختلف الأديان و المذاهب الدينية .
مثل هذا التقسيم و هذه التفرقة هي ما يجب أن ندينه بالأساس ، فهو ضد الفكرة الإنسانية القديمة التي تقول أن الناس أخوة و أنهم متشابهون إلى أبعد حد ، إن النظر إلى العالم بأنه مكون فقط من ديانات أو ثقافات مختلفة ، يتعارض أيضا مع الهويات الأخرى التي يتمايز بها الناس و يقدرونها ، و هي الهويات المتعلقة بالمهنة و الطبقة و اللغة و الجنس و الأخلاق و القوميات و العلوم و السياسات و ....، إن هذه التقسيمات المتداخلة و المتشابكة للجنس البشري تجعله أقدر على الفهم و التعايش ، أما الهويات الإختزالية و الإقصائية القائمة على أساس العقيدة الدينية و التي تعطي لنفسها موضعا محوريا و مهيمنا على حياة الأفراد ، فتساهم مساهمة جوهرية في شيوع العنف و التصادم .
إن أهم مصادر الصراعات الحية و الكامنة في هذا العالم هي بسبب تصنيف الناس على أساس الدين ، فهذا يجعل العالم مرشحا للإشتعال في أي لحظة ، إن الدول الدينية ستكون مقبرة لسكانها يوما ما ، لهذا يشعر جميع الخيرين في هذا العالم أن هناك بالفعل مشكلة ثقافية تعصف بالبشرية ، و لكنها ليست مشكلة صراع الهويات و الحضارات و الأديان أو تحاورها ، فالمشكلة في جوهرها هي غياب نموذج بديل يرسخ فكرة الهويات المتعددة المتداخلة للجنس البشري ، نموذج لعالم غير شمولي تعددي نبشر به و نجسده ، و بالتالي نتوقف عن تصنيف الناس تصنيفا مؤسسا على الدين أو الثقافة ، ثم اعتبار هذا التقسيم ملزما للجميع ، وهذا التصنيف المخرب هو ما يفعله كل من يتحدث عن صراع الهويات و كل من يتفاوض باسمها أيضا .
تتغذى المفاهيم المغلوطة و الملتبسة بعضها من بعض ، ففي الوقت الذي تتزايد فيه التقسيمات الدينية و الثقافية للشعوب ، تتزايد في المقابل المفاهيم الخاطئة لمقاومة تلك التقسيمات ، و بدلا من تنشيط المجتمع المدني و الهويات المتعددة للأفراد و الشعوب كسبيل لمقاومة الهويات الأحادية ، نجد أن الإتجاه السائد – كما في الحالة السنية – هو تشجيع رجال الدين المعتدلين و تمكينهم من الخطاب الرسمي في مواجهة المتعصبين الشعبيين ، وهذا واضح في بلد تقليدي مثل مصر ، فغاية ما توصل إليه رجال الأمن هو ما أطلقوا عليه المراجعات و الحوار مع المتشددين ، عندما يحشد رجال الدين الرسميين لترسيخ مفاهيم دينية أكثر إعتدالا ، أي بحصر الحوار داخل الجماعة الواحدة ( المسلمين في حالتنا ) ، و بالتالي تنعزل كل جماعة عن الجماعات الأخرى ، و حتى في حالة نجاح عملية الإصلاح الديني ، فأقصى ما يمكن تحقيقه هو هدنة تقصر أو تطول مع الآخر المنتسب بالضرورة إلى هوية مخالفة ولا سبيل للإلتقاء الحقيقي معه ، و لكن السبيل الفعال لتجاوز تلك التقسيمات المصمتة كما نراه هو ترسيخ المجتمع المدني و تحفيز تعدد الهويات و تداخلها .
إن أسوأ ما نفعله هو أن نقبل ولو ضمنيا فكرة أن العالم هو مجرد فيدرالية للأديان و الطوائف ، و أن الناس يمكن أن يصنفوا وفقا لنظام فصل ديني أو ثقافي شامل ، و بهذا يكون البشر مجرد أعضاء في إحدى الجماعات الدينية أو الثقافية ، فبهذا المقترب سنغرق جميعا في سوء الفهم بعضنا للآخر ، إننا في حياتنا اليومية نجد أنفسنا أعضاء في أعداد متنوعة من الجماعات ، فالإنسان منا يمكن أن يكون ،وبدون أي قدر من التناقض ،مواطنا مصريا من أصل تركي ، و ينحدر من أسلاف عاشوا في آسيا الوسطى ، و قد يكون مسلما ، و علمانيا ،و ليبراليا ،و رجلا أو إمرأة ،و مهندسا أو طبيبا ، و رياضيا ، و محبا للشعر ، و مناصرا لحقوق المرأة ،و متحمسا لحقوق الأقباط ،و مدمنا للأفلام الأمريكية ، يمكن لأي منا أن يكون كل ذلك و أكثر ، و كل ذلك يعطي الإنسان هوية فريدة خاصة به ، و لكن ليس بينها ما يمكن اعتباره هويته الوحيدة .
أما أخطر ما يحدث بالفعل نتيجة تقسيمات الهوية ، هو أن البشر يجرى تقزيمهم و تعبئتهم داخل صناديق طائفية منعزلة ،فإنه من ضرورات خوض الحياة الإنسانية ، أن نتحمل مسؤوليات الإختيار و التفكير ، كما عبر بعمق المفكر و الإقتصادي الهندي امارتيا صن ، هذه الحرية التي ينادي أمارتيا صن و غيره من أولئك الرجال العظام ، تتناقض مع تعميق الإحساس بحتمية الإنضواء ضمن هوية ما ، يفترض أنها هويتنا الحقيقية ، وتسوق كونها فريدة و متسامية ، إن فرض تلك الهوية (الفريدة )على البشر كقدر لا فكاك منه سوى لخائن ، هو الطريق السريع للفتن و الحروب و الصراعات المدمرة ، إن إنسانيتنا المشتركة تتعرض لهجوم وحشي عندما تتلاشى كل التقسيمات و الهويات و التنوعات و الحريات ،و يتم توحيدها كلها في تصنيف مهيمن يقوم على الدين أو الثقافة وحدها ، فبهذا سيتحول البشر كلهم إلى كائنات ممسوخة ذات البعد الواحد ، بلا عقل ولا تفكير ولا شخصية ولا وجود حقيقي .
هناك بالفعل مخاوف كثيرة في مختلف الثقافات من إنتشار الأفكار الشمولية داخل الثقافة ، فالمفكرون خاصة في العالم الثالث حديث العهد بالحريات العامة ، يخافون من ضياع تلك الحريات و تغليظ الإرتباط بالهويات المحورية ، و من الغريب أن تلك المخاوف واضحة بين المفكرين الهنود ، الذين يبدون مخاوفهم من أن تتحول الهندوسية إلى هوية شمولية كالإسلام مثلا ، بينما ألاحظ ان الهند من أكثر المجتمعات انفتاحا رغم الفقر و الأمية ، فلو عرفنا أن 80 % من الناخبين في أكبر الديمقراطيات في العالم هم من الهندوس ( المتدينيين ) ، سوف ننحي احتراما لهذا الشعب الذي رئيس جمهوريته مسلم ، و رئيس الوزراء من طائفة السيخ ، و رئيس أكبر الأحزاب السياسية سيدة مسيحية إيطالية الأصل !، رغم ذلك يرصد المثقفون الظواهر الأصولية بقلق شديد ، بينما نصر أن المجتمعات العربية المسلمة هي مجتمعات متسامحة لا تعرف التعصب المقيت !.
06-19-2009, 02:04 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - بواسطة بهجت - 06-19-2009, 02:04 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  موضوع : غير المسلم في القرآن + حوار مع الاخت "سوسنة الكنانة" حول الموضوع .. الــورّاق 0 645 04-18-2013, 10:35 AM
آخر رد: الــورّاق
  رومانسية الحوار الإسلامي المسيحي إبراهيم 27 8,202 11-28-2010, 07:19 AM
آخر رد: سعيد النورسي
  لا يجوز للمسلم إظهار رجل الدين المسيحي بشكل إيجابي ...طاش ماطاش يثير زوبعة بسام الخوري 11 4,162 09-01-2010, 02:12 AM
آخر رد: بسام الخوري
  النزوح المسيحي من العراق خصوصا والشرق الأوسط عموما بسام الخوري 0 928 12-12-2009, 04:41 PM
آخر رد: بسام الخوري
  عندما يموت الضمير المسيحي ويقبر الآخر لما يراه من اعتوار فكره. . . إبراهيم 35 9,571 10-05-2008, 03:43 PM
آخر رد: Obama

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS