(06-15-2009, 11:58 AM)Albert Camus كتب:  أريد إلهاً متفتح الأفق ، وعقله كبير.
يستطيع قبول الناس على اختلافهم.
إلهاً يمكنه أن يتسامح معهم، على الأقل كما أتسامح معهم أنا.

أريد إلهاً ليس بحاجة إلى إرسال أنبياء للتحدث معي.
إلهاً لا يعرف كيف ينزل الوحي، لأنه لا يعرف ما هو الأعلى والأسفل.
بل هو معي وحولي، لا تستعصي على أحد رؤيته ولا التحدث معه.

أريد إلهاً يطعم الناس من لحمه ودمه بيديه، ولا يقبل نيابة كاهن.
إلهاً يعظ الناس كل أحد في مدرسة واحدة، ولا يسمح لأحد أن يشتتهم بين المذاهب والنحل.
إلهاً يؤم الناس في الصلاة بنفسه ، ويخطب فيهم الجمعة.
إلهاً يرتاح ويريح خلقه كل سبت.
إلهاً يبارك أصحاب السبت والأحد إذا خطب يوم الجمعة.
ويبارك أصحاب الجمعة والسبت إذا وعظ يوم الأحد.
ويبارك كل الأيام إذا ما ارتاح يوم السبت.

أريد إلهاً لا ينزل شيئاً من الأعلى ليكمل شيئاً ناقصاً في الأسفل.
ولا يرفع أحداً من أسفل إلى أعلى ليحفظه عن النواقص التي في الأسفل.
بل يصلح ما فاته من نواقص في الأسفل بدلاً من اللف والدوران، ويعترف بالخطأ.
ويصبح إلهاً جديراً باحترامي واحترام الجميع.

أريد إلهاً لا يهوى كتابة الألغاز وحفظها في ألواح، ولا تحويل العصي إلى ثعابين.
ولا يطلب من أحد أن يذبح ابنه.
إلهاً إذا ما وضع رغبة في شيء من خلقه ، أن لا يضعهم في ظروف تحرمهم من إشباعها،
ثم يطلب منهم كبتها، ويجلس ليتفرج.
بل يكون إلهاً عادلاً وحكيماً ، لا مريضاً سادياً.

أريد إلهاً لا يذل أنفاسي بميتة ماتها منذ ألفي سنة ، ويعايرني بأنه فعل ذلك لأنه يحبني، ثم يهددني بالجحيم والذبح إذا لم أتقبل محبته.
إلهاً لديه استعداد أن يموت كل يوم على الصليب دون أن يفتح فمه ليطالبني بشيء، دون أن يهددني بشيء.
بل يعرف أن الحب لا يطلب مقابلاً. وأن التضحية لا تعرف التهديد.
وأنها جاءت لإزالة التهديد ، وليس لاستبدال تهديد بتهديد.

أريد إلهاً يمكنه أن يثبت أنه متحكم في الماضي بأن يصلح كل ما فسد منذ خلق الأرض وطوال فترة نومه حتى هذه اللحظة.
وأن يستمر في إصلاح الماضي حتى يصبح الحاضر أكثر سعادة مما هو عليه.
وأن يعدني بأن يتحمل مسئولية المستقبل.
فلا ينام مرة أخرى.
عندها يمكن أن نغفر له ما حصل نيابة عن آبائنا وأجدادنا.
عندها يمكن أن تسامحه السحالي فيما حصل للديناصورات.
والفيلة فيما آل إليه الماموث.
والإنسان فيما انتهى إليه من وحشة ووحدة.

أريد إلهاً يحب الأرض والطين والنسيم ، كما يحبها الإنسان.
ويكف لسانه عن سبها واحتقارها وانتظار اليوم الذي سوف يستبدلها فيه بغيرها.
بل يصلح مافيها من نواقص حتى يحبها مع الإنسان كل يوم أكثر مما قبله.

أريد إلهاً يمكنه أن يضمن لي إنسانيتي.
وإذا لم يستطع الحفاظ عليها يوماً ، أن يتنحى بشرف.
ويترك لي مهمة خلق نفسي إنساناً.
وتحمل مسئولية البقاء كإنسان.

مداخله رائعه يا البرت

أما أنا فأطلب معجزه واحده حتي أومن

أذهب الي ماكينة الصرف الآلي , لسحب 100 دولار فأجد رصيدي 100 مليون دولار , سأخر ساجدا علي الفور