دقيقة واحدة بس

حكاية أن النادي مجرد قهوة للفرفشة غير صحيح.
نعم النادي منارة حضارية.
وقد كان له أكبر الأثر في حياتي شخصياً، لم أكن لأصبح الشخص الذي يكتب اليوم تحت هذا الإسم لولا هذا النادي.

من الظلم كثيراً أن نتحدث عن النادي بالنظر إلى اليوم فقط، وتجاهل ما كان بالأمس.
بالأمس كانت الإنترنت مظلمة ، ولا يوجد أحد يستطيع أن يتحدث عن الإسلام أو يجرؤ على انتقاده في أي منتدى.

ودارة الحوار في أريبيا ، والتي كانت أول منتدى تقريباً في الإنترنت العربي ، تشهد على ما أقول.
فصاحبكم قديم ، أقدم من ألبير بكثير.
ويعرف ما يتحدث عنه.
إن كلمة مما يكتب في هذا النادي منذ عدة سنوات ، لو مزجت بماء الإنترنت العربي المقدس المتدين ، لمزجته. ولطرد صاحبها ونفي هو والآي بي تبعه ، إلى غرفة الفئران الإنترنتية إلى غير ما رجعة.

لا يا عزيزي ، فكل هذه التعبيرات والإكليشيهات ، ،والمتعة الأدبية، وحتى قلة الأدب والسفالة ، التي نختلسها ، نابعة من الغيرة وإرادة التقدم وتطوير النفس التي أصبنا بها عندما شاهدنا مذهولين لأول مرة ، من يكتبون في هذا النادي. سمهم سيد كاباكا أو محمود النص او كما شئت. ولكن غيرتي من أسلوب كتابتهم ، ومن معرفتهم، وحتى من الأسماء العجيبة التي كانوا ينطقونها ولا علم لي بها على غرار " نيتشه " و حتى "كامو" نفسه ، هي التي دفعتني إلى إعادة النظر في معرفتي وثقافتي كلها ، وتخطيط بنية مكتبتي من جديد ، وبنية عقليتي كلها.

ولا زال الوضع هكذا ، ولكن الرسم البياني في الوقت الحالي منخفض، هذا كل شيء.
سيأتي يوم يعود فيه إلى الإرتفاع مرة أخرى، وسوف يتغير آخرون وينضجون.

وهذا لا يحصل على أي نوع من المقاهي.
ربما فقط ، تلك التي كان يجلس عليها نجيب محفوظ ، ومن سلك دربه.
وليس مقاهي سيد كاباكا ومحمود النص بكل تأكيد.
ليس هناك داع لأن نظلم النادي ونطعنه في حقه لمجرد أننا أخذنا ما نريد وجاء الآن دورنا للعطاء فأنكرناه.
ربما يكون ذلك اليوم الذي يرتفع فيه الرسم البياني للنادي مرة أخرى، هو ذات اليوم الذي تتوقفون فيه عن اعتبار النادي مجرد مقهى للفرفشة وسب الدين لبعض.