عزيزتي جريئة:

لا أناقض ما تقولين. الإنسان هو الإنسان بدون شك سواء كان رجل أم إمرأة.

المرأة في معظم الأحوال يا "جريئة" لا تريد أن تكون واطية. هي باحثة عن شيء مفقود. هي تبحث عن الحب. عن العش. عن الاكتمال. خذي المومس كمثال. هي تعطي جسمها فقط لأنها في أمس الحاجة للمال ولكن لا تعطي أقدس شيء عندها لأي إنسان إلا لمن تحبه وهو قلبها. الرجل في المقابل لا مانع عنده أن يتزوج من اثنتين ويدعي أنه يعدل بينهما. ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. من حق المرأة أن تعمل "في صمت" إن هي شاءت ذلك وإن شعرت أنها على الهامش و"مادة استهلاكية". لا ألومها وقتئذ.

ليس المقصود من كلامي أن جميع الرجال "واطيين" وإلا فهذا يشملني وأكون أنا الآخر "واطي" أيضا. المقصود أن الرجل عنده غريزة القنص ولا مانع عنده أن يبدل هذه وتلك. لكن هل المرأة تبحث عن التغيير كمن يزهق من صنف آيس كريم ويبحث عن صنف آخر؟ نادر جداً جداً. المرأة بطبعها تبحث عما يمت لكيانها الصميمي وليس لمجرد أنه جاءها الشبق وتريد لها تصريفة بشكل أو بآخر كما هو الحال مع كثير جداً مع الرجال. هناك رجال مثلا يبررون الزنا بحجة أن زوجتهم لا تعطيهم الجنس في حين هو لا يعطيها أي اهتمام وهي تعمل له كالحمارة في الدار دون أي تقدير منه. بأي حق تعطيه الجنس وقتئذ؟! هناك أشياء تنساب من الإنسان بانسيابية وأريحية طبيعية دون أن تكون فرائض أو أحكام وهكذا الحب والجنس واللذان هما وجهان لعملة واحدة متكاملة في اعتقادي.