شكراً أخي حميد الدين على مشاركتك المؤثرة الجميلة وما فيها من أجواء جميلة. كل الناس في اعتقادي يطلبون الله ويسمونه بأسماء عديدة ويصفون الوصول إليه بطرقهم المتنوعة. كل واحد يقدر أن يقول إنه أحق من غيره بالحق. في اعتقادي الشخصي جداً كل إنسان عنده جانب من الحق وبالتالي فهو محق كل الحق. ستظل دوماً لنا اعتراضات هنا نسجلها على هذا الدين أو ذاك. هذا طبيعي من وجهة نظري مادام هناك عقل يناقش وينقد.

الأسماء التي ذكرتها يا أخي الحبيب أغلبها من مصر ومصر الآن صارت في حالة يرثى لها. الجو هناك محتقن بشكل فظيع. لا مال ولا استقرار ولا مستقبل ولا أي شيء. الناس هناك تنفجر وبالتالي فالأكبر والأقوى يقوم بتنفيسه في الأقل منه. عندما يقوم مديرك في العمل بتوبيخك وتعنيفك بشكل صارم ترجع البيت وربما لجأت إلى "فشة الخلق" وتفش خلقك أو تفش غلك كما يقولون باللهجة المصرية. الأغلبية السائدة في مصر مطحونة وبالتالي تلجأ هي لمن هو أدنى منها وهو الأقليات فتصب جام الغضب عليهم.

تحب أن تضحك شوية؟ سأل أحدهم أخي سؤال من أغبى ما سمعت. إن كان أخوك إبراهيم يساهم في العمل الخيري فلما لا يقوم به هنا في القرية لا أن يقدمه للأميركان هناك؟ وكأني أفرق بين الناس يا أخ حميد الدين! لكن الناس تريد أن تستحوز بكل شيء وتتملك كل شيء وتحتكر كل شيء وترى أنها أحق بكل شيء وغيرها ليس عنده شيء ولا يحق له شيء. هذا عطب في القلوب وليس له شأن بأي الفريقين أفضل. ألا إن في الجسد لمضغة إن صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب.


على فكرة: لو تريد أن تقرأ مقالات لنصارى وقلوبهم قلوب مسلمين فعليك بكتابات "جورج خضر" و"كوستي بندلي" وسترى جمال النفوس يفيض ويغمر كل مكان. هؤلاء الشخصين لهما دور كبير في ترقية مفاهيمي في الحياة. وصدقاً أنا أتعامل مع الناس من منطلق آدميتهم لا من منطلق تفاصيل عقائدهم. تفاصيل عقائدهم تخصهم هم وربهم- بينهم وبين بعض- ولا تخصني في شيء.

أيضا وبما أنك مثقف فعندك فرع جميل من الفلسفة ربما راق لك وهو "فلسفة الحكمة الخالدة" Philosophia Perrenis وعندي تخمين أنه سيعجبك كما أعجبني أنا بشدة حيث هو يأخذ من كل الفلسفات والأديان بنصيب ويعمل على التقارب بينها.

شاكراً لك فرصة التفاعل الجميل.