ربما كان التميز الدينى قديم قدم الاديان،فالدين بطبيعتة متعالى واستئصالى،والدين لا يقبل بالحلول الوسطية والتوازنات وقد استغرق الامر قرون عديدة حتى استطاعت البشرية تهذيب وانسنة هذه الافكار والتعصبات لتعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
مشكلتنا اننا كنا دائما ولقرون طويلة داخل شرنقة الخلافة خارج حركة هذا العالم لا نعرف سوى
أنفسنا وغيرنا هو الشر والكفر و......
وقد كان الدين الاسلامى ومنذ بدايتة الاولى مهاجما للاديان الاخرى بطريقة مباشرة بل بالدعوة لمحاربة اهلها لحملهم على الاسلام ،واتهامهم بالتحريف والكفر مما رسب فى عقول العامة الكره والبغضاء والتوجس لكل ما هو غير مسلم،فالتعصب هو الابن الشرعى لهذه الافكار والمعتقدات.
ولقد بدء التميز مع الغزو الى تعرضت له البلدان المختلفة ولم يكن دينيا فقط بل كان هناك العرب الغزاه والمولى فى البلاد المفتوحة و أهل الذمة من اليهود والنصارى بل وحتى داخل هؤلاء العرب كان هناك التميز بين قريشى وبين بقية العرب وبين القريشى واهل البيت وبين الصحابة والانصار وبين من حضر بدر ومن لم يحضر وهاكذا كان تاريخنا هو تاريخ التميز بامتباز وربما كانت العهدة العمرية هى الوثيقة الاولى التى عرفها العالم للتميز على أساس الدين وطريقة الخليفة العادل عمر فى توزيع الغنائم والخراج هى بدية التميز بين الناس على اسس عنصرية ودينية.
لقد عشنا دائما تحت سوط هذا التميز ومنذ الغزو وان كانت قسوة هذا السوط تتغير من فترة لأخرى طبقا لظرف أو فكر ولكنها كانت دائما موجوده ولم تخرج مصر منه الا لفترة قصيرة وبصوره نسبية جدا لا أعتقد انها كانت كافية وقاطعة وهى الفترة الليـبرالية التى بدأت بمحمد على وانتهت بالثورة المباركة.

ودمتم بخير