بداية أشكرك أن أعدتنا إلى الشريط و إلى الحوارات الجادة مرة أخرى ،وهذا ما أصبحت افتقده بالمعنى الحرفي ، فالموضوع المطروح هو من اهتمامات شريحتين لا يوجد ممثلين لهم من نشطاء النادي حاليا سوى ما ندر ، الشريحتين هما الليبراليون ( الحقيقيون ) و المسيحيون الوطنيون .
أيضا أعترف أنك أثرت نقطة لم أغطها بشكل كاف في الأسباب التي ذكرتها لتفشي الطائفية الدينية في مصر و بعض الدول العربية ، وهي التراكم التاريخي لممارسات التمييز الديني ، وفي هذا المجال أتفق معك كلية أن التمييز كان دائما السمة المميزة للمجتمعات الإسلامية ، هذا التمييز ليس دينيا فقط بل هو عرقي و إجتماعي و جنسي و ...، نتفق أيضا أن المجتمعات العربية -بما في ذلك مصر- تعاني بوضوح من تشوه في مفهوم المواطنة ، هذا التشوه هو نتيجة الفجوات الثقافية الهائلة بين مفاهيم التراث و قيمه و بين نموذج الدولة القومية الحديثة و قيمها ، و النتيجة أن المجتمعات العربية و الإسلامية تعاني من ظاهرة سلبية هي تأسيس المفهوم الإجتماعي للمواطنة متوازيا مع المفهوم الدستوري لها ، فيصبح لدينا مفهومان للمواطنة ، الأول المفهوم الدستوري الذي تقرره مواد الدستور المستمدة من نصوص مفروضة قسريا لتتلائم مع معايير المجتمع الدولي ، هذا المفهوم الدستوري يقوم على المساواة في الحقوق و الواجبات بصرف النظر عن اللون أو الجنس و الدين ، و هذا المفهوم شكلي يستخدم للتدريس في المدارس و الجامعات ،و للتشدق به في المحافل الدولية ،و الآخر هو المفهوم الإجتماعي و هو الفاعل في الحياة اليومية ، هذا المفهوم الإجتماعي يحكمه التمايز الذي يزداد باستمرار ولا يتقلص ، هذا التمايز واضح حتى أنه من غير الضروري إيضاحه أو ضرب أمثلة له ، فمن المضحك أنه بمجرد أن يلغي إنقلاب 1952 الألقاب ، نجدها تنتشر بين الناس جميعا ،و لكن هذه المرة بلا قانون ينظمها ، فضابط الشرطة باشا كمعلوم بالضرورة ، و الموظف الحكومي بك ، و أي شيخ صاحب فضيلة و مولانا ، و أي انسان بسيط هو أيضا صاحب لقب ،و إن كان من درجة ( ابن كلب ) ، هذا التمايز ليس فقط في الألقاب بل في الفرص و الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها ، و لعل أوضح ( و أخطر ) تلك التمايزات هي التمايز على أساس الدين ، فالمسيحيون يعانون من تمييز ضدهم في الفرص الحقيقية و الإمتيازات ، هذه التمايزات تؤدي إلى إهدار لقيمة العمومية و إعلاء لقيم الخصوصية ، التي ما أن تنفتح حتي يستحيل رتقها ، هذه التمايزات تؤدي إلى خلل كبير في قيمة الإنتماء الوطني ، فالذي يجري استبعاده بلا مبرر سوى الأوضاع المحلية التافهة لن ينتمي لوطن لا يقدم له ما يستحق ، أما من يجري تميزه بلا مبرر فلن ينتمي للوطن أيضا ، بل سيكون ولاؤه لمن أعطاه هذه الإمتيازات .
................
أشكرك على وصلة مصريون ضد التمييز وقد سجلت بالفعل في الموقع .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	موضوع : غير المسلم في القرآن + حوار مع الاخت "سوسنة الكنانة" حول الموضوع ..	الــورّاق	0	636	04-18-2013, 10:35 AM آخر رد: الــورّاق
	رومانسية الحوار الإسلامي المسيحي	إبراهيم	27	8,183	11-28-2010, 07:19 AM آخر رد: سعيد النورسي
	لا يجوز للمسلم إظهار رجل الدين المسيحي بشكل إيجابي ...طاش ماطاش يثير زوبعة	بسام الخوري	11	4,149	09-01-2010, 02:12 AM آخر رد: بسام الخوري
	النزوح المسيحي من العراق خصوصا والشرق الأوسط عموما	بسام الخوري	0	925	12-12-2009, 04:41 PM آخر رد: بسام الخوري
	عندما يموت الضمير المسيحي ويقبر الآخر لما يراه من اعتوار فكره. . .	إبراهيم	35	9,562	10-05-2008, 03:43 PM آخر رد: Obama