اقتباس:) ملاحظة لك ولابراهيم على السواء بخصوص "إيجاز العربية" مقارنة "بالفرنسية": لنأخذ محض سورة من السور القصيرة في القرآن ولنعد الكلمات العربية فيها ثم نعد كلمات الترجمة الفرنسية لنفس السورة.
لو فعلنا ما تقدم فإننا سوف نرى، مثلاً، أن "سورة العصر" تتألف من 14 كلمة، بينما قد يصل النص الفرنسي إلى 29 كلمة. وأن "سورة الشرح" عبارة عن 27 كلمة (عدا البسملة طبعاً) مقابل ما قد يصل إلى 60 كلمة في الترجمة الفرنسية. بل نستطيع ن نختصر المقارنة من خلال النظر إلى "البسملة" نفسها التي تتألف من 4 كلمات بالعربية و 10 كلمات بالفرنسية.
ما أريد أن أقوله أن "العربية" هي لغة "إيجاز"، وما تستطيع تأديته ببضعة كلمات معدودة يطول ويمتد ويسبطر في اللغة الفرنسية وتربو كلماته على ضعف كلمات العربية كي نعطي المعنى حقه.
مساء الخيرات يا علماني؛
هل الإيجاز في عدد الكلمات الفرنسية يا علماني في هذه السور يعني أن العربية لغتنا أحوى وأوعى؟
صراحة ترددت عند كتابة هذا المشاركة مراعاة للحساسيات.. ولكن "والعصر إن الإنسان لفي خسر ...." سواء قلت عبارة كهذه بالعربية أو الفرنسية أو بالانكليزية فالكلام هو عن إنسان بصدد خسارة ستلحق به. أين الفصاحة يا علماني؟
إن الإنسان لفي خسر....
إم م م م....
هل تعبير كهذا تراه آية من آيات الفصاحة؟ وهل كونه جاء على هذا النحو بالعربية يعني أن العربية أفصح من الفرنسية أو الانكليزية؟
في لغتنا العربية نقيس الفصاحة كثيراً بتعقيد الكلام. كلما صرنا معقدين وصار كلامنا صعب على السامع العادي كلما قلنا عليه بتعجب "يا سلام على الفصاحة". ولكن أحقاً هذه هي الفصاحة؟ وهل كون القرآن قدر أن يقول والعصر إن الإنسان لفي خسر هو الفصاحة يا علماني؟ صراحة كنت أتمنى لو أننا لا نستخدم القرآن كمثال حتى لا أقول كلام جارح بحق مشاعر المسلمين هنا ولكن مادمت أوردته كمثال فسوف أقول لك رأيي بصراحة. القرآن به جمال كما تعرف وكما أعرف ولكنه ليس آية الفصاحة يا علماني. وأنا واثق أنك تعرف هذا جيداً. يكفي أن طه حسين قال عليه إنه ليس بنثر ولا هو بشعر ولكنه ببساطة "قرآن". جنس خاص من الأدب العربي خاص به وتم تطويع اللغة العربية ونحوها وأجروميتها للفهم تبعاً له. عمرها ما حصلت في التاريخ يا أخ العلماني.. تصور مثلا معي العبران أو الآراميين أو الإغريق يطوعوا أجرومية لغاتهم ونحوها وصرفها تبعاً لقواعد نصوصهم المقدسة! هذه ماركة مسجلة إسلامية فقط يا علماني.
وبسملة إيه وبتاع إيه يا علماني! بسم الله الرحمن الرحيم تعتبرها فصاحة؟
بـ إسم الله
الرحمن الرحيم. وما الفارق بين الرحمن والرحيم؟
ومن هو الرحمن؟ إن هو إلا أحد آلهة العرب القدامي بدليل إن العرب استنكرت على محمد طلبه لما دعاهم لعبادة "الرحمن": "وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن".
في سورة الجن هناك آية تقول "تعالى جدُّ ربنا".
في كتابه الأخير عن السيرة النبوية؛ هشام جعيط شرح شرح ممتاز للفظة "الـ جد" واتضح أنها لها أصول غير ما نعرفه نحن من العربية فيمكن كتابتها كـ غين وفوقها ٣ نقط. وعندها تشبه الإله gad أي الـ God.
طبعاً يا علماني لما استعصى على مفسرين الإسلام فهم كلمة "الـ غد" اعتبروها من "الإعجاز" البياني للقرآن.
صارت عادة عربية لدينا أنه كلما استعصى علينا فهم شيء قلنا إنه ضرب من الفصاحة مما لم يعهده القوم من قبل ولا قبل لأقوام آخرين به!
صراحة هذه نرجسية عربية يا علماني.
أعرف أن كلامي هذا يكسبني خصومات من البعض ولكنه رأيي الشخصي كما أراه وكتبته ما أراه أنا بصرف النظر عن صحته أو خطإه.
ودمتم بكل خير.