الزميل المغربي,
تفضلت بطرح السؤال التالي

اقتباس:هذا التساؤل يمكن تلخيصه كما يلي: الأشقاء السوريون أناس يمكن أن نقول أنهم من خيرة الشعوب، لهم تاريخ وحضارة عريقين، فيهم من الأذكياء ما لا يُـحصى ومن المثقفين ما لا حصر له. لكن لماذا لم يؤدي رأس المال السوري هذا لنتيجة تذكر؟ لماذا تجد سوريا رغم هذا العرمرم من المثقفين والأذكياء الذين يعرفون كل شيء أفضل من كل البشر في أسفل سافلين؟ لماذا يستطيعون حلّ كل المشاكل إلا مشاكلهم؟ وكم يذكّرني هذا الوضع بخرافة كانت حكتها لي جدتي عندما كنت صغيرا، كانت خرافة تحكي عن مشعوذ يدعي أنه يعرف حلول مشاكل كل الناس بينما هو نفسه غارق في المشاكل حتى عنقه وقاب قوسين من الإختناق.

لم افهم لماذا وجهت هذا السؤال للسورين بالذات دونا عن سائر دول الشرق المتخلف؟

هل تخلّص العربان من تخلفهم وبقيت سوريا اخر قلاع الرجعية التي ترفض اللحاق بركب الحضارة؟

السوري في اسفل السافلين؟
وماذا عن الاردني والجزائري واليمني والكويتي و و و؟

اقتباس:قد يأتي مثقف سوري ويحكي لنا أن النظام السوري المافياوي الفاسد هو السبب، أو قد يبرّر الفشل والذل والهوان بأخطاء سياسية مثلا، أو بمعطيات تاريخية كانهيار الإتحاد السوفياتي مثلا، أو بتخيلات عجيبة كغول الصهيونية مثلا.

طبعا تستنكر مثل هذه المبررات,وكانك تجهل او تتجاهل ان سوريا مثلها مثل سائر هذا المستنقع اليعربي تعاني من ازمة كسر حلقة التخلف كنتيجة طبيعية لسيادة الامبريالية الامريكية التي ترى في هذه المنطقة بترولا ,ومشروع اسواق,وتعيد انتاج حالة التبعية والتخلف بمساعدة هذه الانظة الفاشستية.

اقتباس:لذلك المثقف السوري سنقول: طيب، إذا كانت هذه هي الأسباب، فلماذا كنت دائما موهوبا في إيجاد حلول لكل مصائبنا وحتى مصائب العالم أجمع؟ لماذا لم تساعد وطنك بدل تضييع الوقت في الإهتمام بمشاكل الآخرين حتى تحول وطنك لكرة قدم؟ لماذا لانجد قبرك في الجولان مثلا فنترحم عليك وعلى عظمة نفسك؟ ألم يكن أجدر بك أن تشتغل كالنملة من أجل النهوض بقريتك؟

وكاني بك تصور المثقف السوري كسوبرمان ,ان تكلم فكلامه لا ينزل الارض ,وان فكر بشيء سارع النظام لترجمته واقعا ملموسا!

هل تطلب من المثقف السوري ان يستشهد او يصمت؟
هذا الطلب سخيف ويدل على عنجهية وعدم ادراك لدور المثقف من قريب او بعيد!

وبعد,
فاذا اردت الاستشهاد سبيلا,كوني اتوقع انك تقيم في بلد عربي متخلف فهو حقك الشخصي الذي لن يمنعك احد من ممارسته.