[SIZE=4]بشار الأسد أمام أقسى اختبار منذ توليه الحكم

رويترز GMT 22:00:00 2005 الجمعة 4 مارس


لندن : تواجه سوريا وقد عراها الاحباط وأضحت بلا صديق الانسحاب العسكري من لبنان وتداعي نفوذها بصورة كبيرة هناك وفي الشرق الاوسط بوجه عام. ويقول محللون ان هذه الظروف المعاكسة التي نتجت عن نفور القوى العالمية والكثير من اللبنانيين ثم أخيرا حلفاء عرب رئيسيين وضعت الرئيس بشار الاسد أمام أقسى اختبار يعرض له منذ أن خلف والده عام 2000 وقطع على نفسه وعودا بالاصلاح لم ينجز أكثرها حتى الان.

وربما يشير الاسد الى نواياه في خطاب قرر مؤخرا القاءه في البرلمان يوم السبت. وقال مصدر سياسي لبناني انه سيعلن سحب بعض القوات السورية البالغ عددها 14 ألف جندي واعادة انتشار الباقين.

وما لم ينظر الى هذا الاجراء على أنه مقدمة لحفظ ماء الوجه لانسحاب كامل فانه لن يكون كافيا لارضاء معارضي سوريا في لبنان أو الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين.
وسواء أكان لسوريا يد في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 فبراير شباط الماضي أم لا فان الدعوات التي تطالبها بانهاء تدخلها العسكري والسياسي والاقتصادي المستمر منذ ثلاثة عقود في شؤون جارتها الصغيرة تعالت لتصبح أشبه بصراخ يصم الاذان.
وقال مصدر سعودي بعد زيارة الاسد للرياض يوم الخميس "حري بهم أن ينسحبوا على الفور. هذا ما أبلغناهم به وهذا ما يبلغهم به العالم بأكمله."

وقال محللون ان انسحاب سوريا أصبح الان أمرا لا مفر منه وكل ما هنالك هو أن توقيت ذلك الانسحاب وشروطه لا تزال غير محددة بعد سلسلة من الحسابات الخاطئة التي جعلت دمشق على خلاف مع العالم بأسره.
وقال دانييل نيب وهو محلل متخصص في الشؤون السورية مقره لندن "على مدى ستة أشهر أخطأ السوريون في اعتقادهم أن الولايات المتحدة معزولة في محاولاتها للضغط عليهم."
وظلت سوريا تتحدى القرار الصادر عن الامم المتحدة في العام الماضي باقتراح من واشنطن وباريس والذي يطالب بتحرير لبنان من القوات الاجنبية والميليشيات المسلحة والتدخل السياسي.
وشكت دمشق من أن واشنطن تجاهلت المساعدت التي قدمتها في الحرب على الارهاب منذ هجمات 11 سبتمبر وأنها دأبت على كيل الانتقادات الظالمة لها بدعم المسلحين العراقيين والنشطاء الفلسطينيين ومقاتلي حزب الله اللبناني.
بيد أن تكتيكات سوريا فيما يتعلق بتمديد ولاية الرئيس اللبناني اميل لحود في أكتوبر تشرين الاول الماضي دفعت حلفاء سابقين مثل وليد جنبلاط زعيم الدروز والحريري نفسه نحو الانضمام الى خصوم مسيحيين يعارضون سيطرتها على لبنان.
وكان اغتيال الحريري هو القشة التي قصمت ظهر البعير والتي أطلقت الغضب اللبناني ضد السوريين من عقاله وحدت بالرأي العام العربي الى الانضمام للاصوات الدولية المطالبة بالانسحاب.
[SIZE=5]وقال فولكر بيرثيس وهو باحث ألماني أعد مؤخرا ورقة بحثية عن سوريا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقرا له "الانسحاب سيتم. ربما يستغرق الامر شهرين أو ستة (أشهر) لكنه سيكون كاملا


وأضاف أن السوريين سيتعين عليهم بحث الانسحاب مع مبعوث الامم المتحدة تيري رود لارسن الذي من المقرر أن يصل الى المنطقة قريبا.
وقال بيرثيس ان "السوريين فقدوا الدعم العربي على الرغم من أن المملكة السعودية ومصر قد يجدان طريقة لحفظ ماء وجوههم (السوريين) .. وحري باللبنانيين ألا يجعلوا الامور (تبدو) مهينة أكثر مما ينبغي سواء أكان ذلك من أجل مستقبل العلاقات مع سوريا أو من أجل استقرارهم هم أنفسهم حيث لا يزال لسوريا موالون في لبنان."