أنا لا أصيغ التاريخ، بل أعري الشرعية يا طارق.
فمن يزعم مشروعية وجوده منفصلا نظرا لاتفاقية دولية ما، لا مانع له من تعميق الانفصال في اطار اتفاقية دولية أخرى.

وأنا أحاول أن أجد حلا لمشكلة لبنانية متأزمة، لا يمكن حلها ولبنان دولة منفصلة عن غيرها.
وأحاول أن أناقش أن الأزمة الطائفية والحرب الأهلية لا بد عائدة إلى لبنان حين تخرج سوريا.

أما عن الأردن وفلسطين، فأنا لا مانع لدي من ضم سوريا إلى الأردن ايضا، أو ضم الأردن إلى سوريا. أو ضم كلاهما إلى فلسطين، أو ضم فلسطين إلى كلاهما. بل لا أفهم لم يجد امرؤ مانعا لذلك؟

هل السبب المانع هو التعصب للقومية الآرية، أم للثقافة الفرنسية، أم لعراقة التقاليد البريطانية، أم لإعلان الدستور الأمريكي؟

يعني أفهم تحمس أهل الدول الأوربية للمحافظة على استقلال بلادهم، أما نحن، فما حقق لنا الاستقلال(الانفصال) إلا الكشل.

الأوروبيون استقلوا لأن نمو المجتمع الطبيعي تطلب ذلك، لكن نحن لأن الاتفاقات الدولية التي كنا فيها موضوعا وليس طرفا تطلبت ذلك. فيحق للأوروبيين أن يفتخروا باستقلالهم ويحافظوا عليه، ويحق لنا أن نطأطئ رؤسنا ذلا وعارا وشنارا حين نذكر أن دولنا فصّلها لنا الغير.