نسمع عن صراع رجال الدين ورفضهم لنظرية التطور، لتعارضها مع القرآن، بالرغم من ان القرضاوي قال في مقابلة تلفزيونية انه في حال ثبوت النظرية النهائي، فيمكن إعادة تـأويل القرآن. هل يعني ذلك ان ان القرآن على الدوام قادر على اثبات الشئ ونقيضه ، حسب الطلب؟
ومع ذلك لانسمع اي معارضة لنظرية النسبية، هل يعني ذلك ان رجال الدين يوافقون عليها ولايرون فيها تعارضا مع التفسير الساري للقرآن، ام انهم لايفهمون النظرية، ام انهم قاموا بإعادة تأويل القرآن بصمت، ام ان تعارض النظرية مع القرآن صامت لايثير الشارع وبالتالي يمكن التطنيش عنه؟؟
سأستعرض اولا الايات التي اراها تقدم اساسا لتعارض القرآن مع نظرية النسبية::
وَ يَستَعْجِلُونَك بِالْعَذَابِ وَ لَن يخْلِف اللّهُ وَعْدَهُ وَ إِنّ يَوْماً عِندَ رَبِّك كَأَلْفِ سنَةٍ مِّمّا تَعُدّونَ
وتفسيره هنا
ويقول:
{ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين } .
التفسير هنا
ويقول : { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ(9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ(10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12) } فصلت .
واخيرا يقول: يقول القرآن :" { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون } (السجدة). في آية اخرى يقول: عرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة(4) المعارج.
هذا الامر ادى الى ان الدكتور محمد دودح يستنتج ان القرآن يقدم لنا إعجازا سرعة الضوء، وبالتالي فهو سابق لاينشتاين ونظريته.. غير ان الدكتور محمد بن صبيان الجهني لاحظ الورطة التي ستترتب على مثل هذا الاعجاز وسارع لتفصيل المشاكل اللاهوتية التي تترتب إذا صدق الاعجاز ..
للاطلاع على الموضوع اضغط هنا...
ومهما كان الامر، فإن ماجعل الدكتور محمد الدحداح يتوصل الى استنتاجاته لازال موجودا في القرآن ، وهو بالذات اعلان الله عن إمتلاك عالمه لوحدة زمنية (بغض النظر عن قيمتها).
ماذا يترتب على ذكر ان الله خلق الارض بيومين؟ انه يقول لنا انه يملك وحدات مقارنة زمنية (قبل ظهور الارض والقمر والشمس)، وبالتالي قياساته الخاصة.. ولكن الزمن يقاس على الدوام بالمقارنة النسبية، ومن خلال ظاهرة متواترة، وبالتالي فعالم الله عالم مادي..
إضافة الى ان الزمن هو خاصية من خواص المادة
وإذا كان الزمن مخلوق، فلايمكن ان يحتاجه الله للاستخدام او ان يكون في عالمه، يجب ان يكون خارج عالمه.. واعلامنا بأنه خلق الارض في يومين لاقيمة له، لان اليومين ليسوا من ايام الارض، وبالتالي لامعنى لهم عندنا.. وإذا كانوا " عشرة الاقف مما نعد" فذلك يعني ان الزمن الذي يشير اليه سابق على الخلق، وبالتالي زمنه هو، فهل يعيش الله في زمن هو خلقه، ام ان لديه زمن غير مخلوق، وبالتالي يتواجد تواجد مادي في زمكان؟؟؟
ان اشارة الله الى زمن محدد على التعيين لخلقه السموات والارض لاقيمة معلوماتية لها لينقلها الينا الا على سبيل اظهار عظمته إذا كان اليومين من ايام الارض.. مع ان ذلك يعطي قيمة لانتاجية العمل التي تتناقض مع قيمة انتاجه للسموات بالمقارنة مع الارض، عدا عن ان كليهما يتناقضوا مع قدرته على الخلق بمجرد "كن فيكون".
فما هي حقيقة الزمن الالهي، والى اي مدى تتناقض مع المنطق ونظرية النسبية؟ لماذا يحتاج الله الى زمن؟