سلام للجميع..
الزميل ابراهيم..
(07-05-2009, 06:51 PM)إبراهيم كتب: عنوان الموضوع هنا هو سؤال مشروع وأذكر أني فكرت فيه وهمست به لزوجتي ذات ظهيرة وأنا أتحدث عن العلاقة بين الغنوص والمسيحية....
اذا كان سؤالك عن النصرانية(مرة اخرى نفس الكلام نكرر) فلك ان تسأل المسلمين لانهم هم من ابتدعوا هذا المصطلح و لك ان تعرف منهم جواب سؤالك .
أما ان كان كلامك في"المسيحية" فهذا يسير بنا الى ان نسألكم ايضا سؤالا مشروعا عن عنوان الموضوع: من اين استقيت ان الخصاء هو "شرط" القداسة و التطويب فيها؟
هل عندما تكلم السيد المسيح بموعظته الرائعة على الجبل , تكلم عن تطويب الخصيان؟
1وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ.
2فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً:
3«طُوبَى
للخصيان بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
4طُوبَى
للخصيان، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ.
5طُوبَى
للخصيان، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ.
6طُوبَى
للخصيان وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ.
7طُوبَى
للخصيان، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.
8طُوبَى
للخصيان الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.
9طُوبَى
للخصيان السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.
10طُوبَى
للخصيان مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
اهكذا قراتها يا استاذ حتى سألت ما سألت؟
اقتباس:في الإنجيل الشريف يتم تطويب بعض الناس ببساطة لأنهم "خصيان خصوا أنفسهم". المسيح يتحدث عن مسألة الخصيان هذه ويفهم من كلامه أن الخصيان هنا يتمخض عنهم علوّ قومٍ لقومٍ آخرين في درجات القداسة والتطويب؟
انظر الكلام اعلاه مرة اخرى..
اقتباس:متى 19
12 لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم .ويوجد خصيان خصاهم الناس .ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات .من استطاع ان يقبل فليقبل
يفهم من كلام المسيح هنا امتداح لحالة "الخصيان" وكأن الإنسان عضوه الذكري وبال عليه وهم يجب أن يتدبر لأمره خير التدبر؛ وعلاج هذا الهم هو "الخصيان".
أكيد السيد المسيح يا استاذ ابراهيم نسي انه هو الذي قال قبل لحظة فقط : "مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا" اليس كذلك؟ فهو قد صرح ان الزواج مقدس من لحظات:
"فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ" اذا اكيد السيد المسيح كان عنده مشكلة يمكن .... او المشكلة عند سيادتكم( و هو الاحتمال الارجح).
فكيف يكون الله قد قدس الزواج و باركه,( و الزواج كما تعلم يتضمن ان يعرف الرجل امراته جنسيا) و بنفس الوقت يقول لنا اذهبوا و اخصوا حالكم كما فهمتها؟؟
اذا المعضلة متمركزة في فهم النص و ليس في النص نفسه.
اقتباس:لما الخصيان؟وكيف يكون الخصيان؟وما معنى خصيان "خصاهم" الناس؟ وكيف يتم هذا بشكل عمليّ؟ هل ذهابي لواحد كي ما يخصيني يعطيني درجة من القداسة أمتاز بها على غيري؟ وكيف أخصي نفسي لملكوت الله؟
من هنا كان يجب ان يبدا السؤال دون كتابة مقدمات تحتوي, قبل ان يبدا الموضوع, على نتائج مغلوطة.
و للاجابة على هذا السؤال ينبغي علينا "دوما" ان لا نقتطع الايات بل نبدا بها من حيث يبدا موضوعها:
وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ. وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ».
الخلاصة هي أن مبدأ الزواج هو ترتيب الله الأصلي الذي رتبه للإنسان وقت الخليقة. فبحسب مشيئة الله عقد الزواج لا يُحل ولا يُفسَّخ، لأنه يُنظر إلى الذكر والأنثى المقترنين معًا كجسد واحد، فلا يجوز للإنسان أن يفرقهما. وإن زنى واحد منهما فقد أبطل العقد. ويصح هذا على الرجل وعلى المرأة على حد سواء.
و مرة اخرى اقول ان الزواج هو ارتباط روحي و جسدي و هذا الارتباط الروحي و الجسدي يجب ان يكون طاهرا و غير دنس.:
"لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ."
فاذا تدنس "المضجع" من احدهما عندئذ يؤذن بالطلاق:"إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي"
و هنا حتَّم المسيح أن لا طلاق البتَّة إلاَّ لعلَّة الزنا. و لم يترك المسيح اجتهاداً لمجتهد!
و هنا نبدا بالاقتراب لسؤالك يا زميلنا العزيز عندما قال له التلاميذ:
"إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ."
فقول التلاميذ يكشف أنهم استصعبوا شروط الزواج التي وضعها الرب وفضلوا عليها عدم الزواج جملةً.فحتى التلاميذ استصعبوا القانون الإلهي للزواج. وبحسب أفكارهم اليهودية وقتئذ قالوا أن الأوفق للرجل أن لا يتزوج البتة إن كان ملتزمًا بالارتباط مع امرأته التزامًا مُطلقًا غير مُنقطع كل مدة حياتهما الطبيعية.
فرد عليهم السيد المسيح:
فَقَالَ لَهُمْ: لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُمْ». و هنا مربط الفيل يا زميلنا:
. فجوابه لهم ان ليس الجميع يقدرون أن يقبلوا هذا الكلام أي كلامهم في الامتناع عن الزواج لأن الإنسان قد خُلق مُحتاجًا إلى الزواج و هو ما قاله الرب في التكوين: : «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». و بالتالي لا يوجد إلا القليل من الناس يستطيع بدونه (الزواج).
فإن كان انسان ما قد نال في نفسه هذه العطية من الله أن يبقى بلا زواج من أجل الله " الذين أُعطي لهم "فهذا يمكن أن يبقى كما يقول الرسول بولس" كما أنا " كمثال للذي نذر نفسه لخدمة الله.
و لب الموضوع لسؤالك هو الايات التالية:
لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».
فالسيد المسيح يقول ان بعض الذكور قد ولدوا بأجساد معابة أو غير كاملة التركيب. ومن ثم فهم بطبيعتهم غير قابلين للزواج.
والبعض الآخر قد أصبحوا هم أيضًا، بظلم الناس، غير قابلين للزواج بأن أجروا لهم "عملية جراحية". وهذا النوع من الخصيان هو الذي كثر ذكره في الكتاب المقدس .
ولكن يوجد أيضًا فريق ثالث هم الخصيان معنويًا لا حرفيًا وهم الذين يستطيعون الامتناع عن الزواج اختياريًا لأجل خدمة الرب، إذ أنهم بنعمة خاصة من الله يضبطون أنفسهم غير منهمكين بالهموم المقترنة بحالة الزواج.
لذلك نسمع من بولس الرسول، الذي هو نموذج لمن بقي بدون زواج من أجل ملكوت السموات التي دُعي إليها من المسيح، أنه كان يقمع جسده ويستعبده، ويميت بالروح أعمال الجسد، ويميت أعضاءه التي على الأرض، وأن يحسب كل ذلك ربحاً من أجل أن ينال ملكوت السموات ويخدم دعوتها.
فهل فهمت مما قاله الرسول بولس انه خصا نفسه فعليا؟
اقتباس:ما سر كل هذا المديح للخصيان وما يترتب عليه من نظرة دونية للجنس تناقض فطرة الإنسان الطبيعية؟
وهل بعد هذا نلوم القديس أوريجانوس في قيامه بخصيه لنفسه حتى ما يصل لأعلى درجات القداسة؟ الرجل قام بتطبيق المطلوب منه حرفياً والتزم بالطاعة بما أنه كـ اإبن للكنيسة يعرف أن "ابن الطاعة تحلّ عليه البركة".
اترك اجابة السؤالين الاخرين لك يا زميلنا بعد قراءة اعلاه و ارجو ان ارى اجابتهما.
اقتباس:ودمتم بخير.
و دمتم انتم و العائلة الكريمة.