العزيز خالد

حديثك ربما يتجاوز هذا الموضوع ليصبح بحد ذاته موضوعاً.

في البداية فإن الشرعية لا تتعلق فقط بمقررات دولية بل بحيثيات تاريخية وهذا ما ذهب إليه الجمع غرباً وشرقاً.
فالكويت ربما كانت بفترة ما جزءاً من العراق ولكنها اليوم ليست كذلك.
وكذلك فإن الألزاس واللورين كانت لفترة جزءاً من ألمانيا واليوم جزء من فرنسا.
لقد قامت الحروب والظروف التاريخية بتشكيل الأمم الأوروبية وليس فقط برغبة هذه الأمم. وليس الأمر دوماً يدعو للفخر أو أنه نتج عن نضال كما تدعي.
هناك ظروف تاريخية تعمل على نشوء الأمم.
فظروف الفلسطينيين نتج عنها ولادة أمة بفعل تاريخ مشترك حديث.
كما أن التاريخ الاقتصادي له أكبر أهمية، وهو أساساً الذي أفشل وحدة سورية مصرية غير مدروسة.
اليوم الاقتصاد له الأهمية الكبرى وهو الذي ينتج عنه استقرار الدول والشعوب ولا بد لهذا الاستقرار من استقرار سياسي بالطبع. لكن أي اتحاد مفروض سينتج عنه خلل كبير. حتى بين الألمانيتين بعد انتهاء العالم الشيوعي فلقد نتج عنها خلل كبير بألمانيا وما زال هذا الخلل وبعد أكثر من عشرة سنوات حاضراً رغم أن الألمانيتين هما ألمانيا واحدة لغة وديناً وعادات وتقاليد.
فما بالك ببلاد ليست متوحدة لا بطريقة إدارتها ولا اقتصادها ولا بتركيبتها الإثنية ولا بطريقة سياستها ولا بأي شيء منذ أكثر من قرنين.
فلبنان لم ينفصل عن سوريا الأم عام 1860 ولا بعد أحداث الجبل بل قبل ذلك فلقد كان لديه حكم ذاتي لدروز الجبل وفخر الدين. والأمر أبعد من ذلك تاريخياً.
نتمنى كلنا بسوريا على الأقل أن نتحد وأن نشكل فعلاً سوريا الكبرى ولو بقيادة فلسطينية. ولكن ليس بالإجبار والفرض وليس بحكم بعثي ومخابراتي يمكن أن نصل لمثل هكذا وحدة.

(f)