من قال إن المجتمع يملك حق الوصاية فيأمر بعودتهن للإسلام أو المسيحية؟ هذا امر يخص الشخص الذي يريد التحول العقائدي أو عدمه. من غير المقبول أن تصير قضية تحول إنسان من معتقد لمعتقد ما قضية مجتمع و الاعتقاد في جوهره مسألة ضميرية فردية. من جهة أخرى، قبل أن تطلب مني أن أتعاطف مع هؤلاء المضطهدين لاعتناقهم الإسلام، إن حدث هذا الاضطهاد المزعوم، فعليك أولا أن تسلك بديموقراطية و تتقبل بصدر رحب و بصدق حق الآخر أن يترك الإسلام و يرفضه إن شاء، الأمر الذي لا تفعلونه، يا معشر المسلمين. الطريف أن المسلم يصرخ: إلحقوني، أنا مضطهد و يبدأ في موال "الخضرة الشريفة" حتى ينال مبتغاه و لما يأتي الأمر ليطبق الديموقراطية و يقبل بالتعددية، يصرخ ساخطا غاضبا، أتريدنا أن نتساهل مع ملة الكفر يا زنديق؟ و بهذا يريد المسلم المتدين أن يأكل كعكته و يُبقي عليها في آن واحد حتى تصير خبز الغد. و هذا لا يمكن أن يحدث منطقيا.
أنا متعاطف مع المسلم أن يصير مسيحي و متعاطف مع المسيحي أن يصير مسلم لأني ببساطة أؤمن بأن أي إنسان له أن يختار ماشاء من قناعات دينية/لا دينية و لا سيما أن مسألة الاعتقاد تدخل فيها عناصر سيكولوجية بحتة و تجارب فردية بحتة و لا يجب تحت أي ظرف من الظرف أن يتدخل فيها أي إنسان أو عنصر من عناصر المجتمع بأسلوب الوصاية المعهود في المجتمعات الإسلامية المسكينة.