المشكلة الأولى :
ببساطة شديدة أعاني من مشكلة متأصلة في الثقافة المكتسبة التي أمتلكها ...
ويهمني هنا أن أفرق بين الثقافة من جهة وبين المعرفة من جهة أخرى ... وبغض النظر عن نوع المعرفة إذا كانت عامة أو تخصصية في موضوع معين فإن المعرفة في شكلها ومضمونها تختلف عن الثقافة ولو كانت إحداهما بوابة عبور في إحدى تشكيلاتها للأُخرى ... فبينما تتأتى المعرفة عن الكمية والنوعية ، تفرز الثقافة الطريقة أو الأسلوب المتبع ...

ورغم أن المعرفة موقف تفاعلي في بعض الأحيان فإن الثقافة لا يمكن أن تكون إلا موقف تفاعلي بشكل أو بآخر ...

طبعاً الحديث يطول عن ميزات المعرفة والثقافة وخصائص كل منهما ولكن أعتقد أن الفرق بين المفهومين واضح للجميع كي لا يتم الخلط بين المفهومين ...

كنت أقول أن الموقف الثقافي الذي يحصل لي غريب وهذا ما سأشرحه لاحقاً رغم سيل المعرفة المتأتية عن كمية ونوعية المعلومات المتوفرة في المجالات التي أعكف على درسها ...

لقد حرصت في الفترة الأخيرة أن أنشط حصيلتي المعرفية في بعض المجالات لإنجاز مشروع خاص بي من خلال زيادة منسوب قراءتي لعدة كتب ومراجع في مجالات عدة ذات الصلة وغير ذات صلة ...
لكن في المقابل لاحظت بزيادة الحصيلة المعرفية اتجهت الحصيلة الثقافية إلى اللاموقف أو عدم التفاعلية .....
ولا أخفيكم أن زيادة الجرعة المعرفية أدى إلى ما يشبه المفعول العكسي فيما يخص بالموقف الثقافي وحيثياته ... وبدا أنني أتجه إلى ما يشبه الحياد في كثير من القضايا ....
ورغم أني أعتبر أن الثقافة بالنهاية تؤدي بك إلى موقف بشكل أو بآخر من قضية أو قضايا معينة .... وجدت نفسي أني رجل اللاموقف في مجموعة القضايا التي تؤرقني ... وربما رجل المواقف المؤجلة إلى أن تكتمل الأدلة والتي من المرجح أنها لن تكتمل ... وبالتالي سوف يطول بي هذا المشهد ...

ببساطة كلما زادت معرفتي ازداد حيادي الثقافي ...!!

وهنا يهمني أن أطرح هذه المشكلة للأعضاء لأرى ما مدى معاناتهم من مشكلة مماثلة أم أن المشكلة لديهم مختلفة أم أنهم لا يعانون من مشكلة أصلاً ... !!

إلى هنا سوف أتوقف حتى لا أدخلكم في متاهات الأفكار والمشاكل المعرفية المركبة التي أعانيها ...

شكراً للجميع ...