{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 12 صوت - 3.58 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #54
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
الزملاء الكرام .
أكثر من أسبوع كان الدكتور سيد القمني و جائزته محورا لنشاطنا في النادي ، أعدت طرح شريط الإعتذار ، و شاركت في حوارات متعددة كانت غالبا أشبه بالشجار ، و لم ينته الأسبوع بإتصال لتهنئة الدكتور القمني بجائزة الدولة التقديرية ، و لكنه امتد ليشمل إعادة قراءة لبعض أعماله الهامة ، لهذا من الطبيعي أن تتقافز في ذهني مجموعة من الأفكار التي ربما تكون إعادة قراءة جديدة و لكن في جائزة القمني هذه المرة .
1- من الطبيعي عند المناقشة الموضوعية لأي باحث أو مفكر أن نقرأ أعماله و ندرسها بعناية ، ثم نناقش هذه الأفكار موضحين نقاط القوة و نقاط الضعف ، و نقارنه بغيره من المفكرين الذين تعرضوا لنفس القضايا ،و من ثم نستطيع تقييم انجازاته مركزين على الدروس المستفادة من أعماله ، و ما يجب تصحيحه منها ... الخ ،و لكن ليس هذا ما يحدث في بلادنا العربية و مصر خاصة ، فالموضوعية لدينا كالعنقاء و الخل الوفي أسماء تقال ولا تدرك .
2- أؤكد مرة أخرى ما أعتقده أنه لا توجد دراسة أو حتى رأي في العلوم الإجتماعية تكون خارج نموذج معرفي أو برادايم بذاته ، و بالتالي فالحيادية مستحيلة مهما حسنت النوايا ، لدى الإسلاميين و أيضا المسيحيين الأصوليين نموذجهم الذاتي للتاريخ و حركته ، في هذا النموذج يعمل الكون وفقا لخطة إلهية مسبقة ، و بالتالي فكل رأي خارج هذا النموذج سيكون غير مقبول و صاحبه تافه و متصنع و ( مصلحجي ) باحث عن الثروة و الشهرة و لا يدفعه سوى شهواته ... الخ ، وهذا يفسر موقف بعض الزملاء الرافض بشكل مبدئي لكل أعمال و أفكار سيد القمني و غيره من المفكرين الأحرار ، في المقابل هناك نموذج آخر يرفض الرواية الإلهية للتاريخ ،و يحتفظ بنموذج أو براديم مرن يلعب فيه الإنسان دور البطولة ،وهؤلاء سيجدون في رواية القمني و نظرائه ضالتهم لرؤية جديدة مفارقة لتقاليد السرد الديني .
3- ألاحظ أن كل من ينتقد القمني أو يثني عليه يتحدث عن لقاءات متلفزة ظهر فيها، كما لو كان القمني سياسيا مرشحا للمجلس النيابي و ليس مفكرا لا يقرأ سوى خلال كتاباته و كتبه ، لم أقرأ أحدا ينتقد منهجه أو أفكاره أو أعماله ، بل فقط من يراه عظيما أو تافها في حواره مع هذا و ذاك ، و بالطبع لن أتحدث عن تفاهة الحوارات الفضائية ولا أنها تحتاج مهارات لا علاقة لها بأي براعة أو تميز فكري ، بل على النقيض تماما فتلك الحوارات قائمة على السوقية و تخاطب أرباع المثقفين عادة ، كما أنها مليئة بالمحاذير و القيود و دعاوى الحسبة المترقبة و المتحفزة .
4- أعتقد أن هناك قلة نادرة هي التي تقرأ كتب سيد القمني و غيره من المفكرين ، فالقراءة نادرة جدا في مصر ، و الأكثر ندرة هي قراءة الكتب الجادة .
5- كل من تحدث عن سيد القمني من المصريين تحديدا انصب حديثه عن مدى إيمانه ، وهل هو ملحد أو متدين ، ورغم غرابة هذا الموقف و مفارقته لكل التقاليد الثقافية المتحضرة فلا يبدوا أن هناك من يشعر بتلك الغرابة ، أرى أن كلاهما مخطئ في فهمه لطبيعة و دور المفكر العلماني ، من يرفض القمني بسبب عدم إيمانه كما يعتقد ، أو من يدعم القمني بسبب إلحاده كما يظن ، الإيمان شيء شخصي و ليس مطروحا للحوار العام ، و الجمهور في الحضارة المعاصرة لا ينقبون عن الضمائر ، الأكثر غرابة من ينتقد سيد القمني لأنه ليس شجاعا و لا يرفض الإسلام كله بشكل علني ، معتقدا أن قضية سيد القمني هي الإلحاد !، قضية الإيمان معقدة وشخصية ولا يمكن تداولها كشأن عام ، ليس فقط لخصوصيتها و مخافة الإتجار بها من كل المتنطعين و المتعصبين ، و لكن بالأساس لأن الإيمان ليس صيغة واحدة قياسية صالحة للجميع كما يعتقد البعض ، يبقى أن من يخاطب الجماهير و يهدف للتأثير عليهم عليه ألا يبتعد كثيرا عنهم ، عليه أن يتقدمهم .. نعم ،و لكن ليس إلى المدى الذي يختفي عن ناظريهم فلا يرونه ولا يشعرون به ، لهذا كان فرج فوده و سيد القمني مؤثرين في الناس ، بينما كمال النجار و وفاء سلطان بلا جمهور حقيقي .
6- من أغرب الإنتقادات التي وجهت للقمني و جائزته وجود مفكرين عالميين أو عرب أفضل من القمني كما يدعي البعض ، ووجه الغرابة أن هؤلاء المفكرين ليسوا مصريين و بالتالي لا ينافسون سيد القمني على جائزة الدولة التقديرية ، كما أن نفس هذا الإعتراض يمكن أن يقال حرفيا ضد جميع الحائزين على جوائز مبارك و الدولة هذا العام و غيره من الأعوام .
7- من أكثر الإتهامات غرابة هي أن سيد القمني باحث عن الشهرة و أنه يتكسب من أعماله و كتبه ، إن الكاتب الناجح وحده هو الكاتب الذي لا يحترف سوى الكتابة ، خاصة في بلد عربي مثل مصر ، لم يستطع كاتب بحجم نجيب محفوظ الاستغناء فيه عن عمل حكومي يعول به أسرته ، إن حرص القمني على عدم ضياع حقوقه بين الناشرين لا يعكس سوى أنه يعتمد كلية على عوائد إنتاجه الذهني ، و أعتقد أن تلك الإحترافية هي أهم أسباب تميز سيد القمني . يبقى هناك أقاويل سخيفة لا تستحق التعليق يحترفها بعض المصريين بلا ضرورة ، يمكن أن نطلق عليها بطولات الحياة اليومية الشائعة ، كأن يدعي أحدهم أنه صديق سيد القمني و يعرف عنه أشياء مخلة وهو يمسك لسانه وفاء فقط لعشرة قديمة ، أو أنه جلس كثيرا مع سيد القمني و لم يعجبه أفكاره ولا طريقته ، هذه عبارات تجعلنا صغارا سواء كنا صادقين او كاذبين .
8- نتيجة عدم ثقة المصريين في نزاهة و إنصاف النظام في مصر ، طرح البعض أسبابا متعددة لحصول سيد القمني على جائزة الدولة هذا العام ، منها وعي متأخر من الدولة بخطورة التيار الأصولي ،و منها دعم موقف فاروق حسني في منافسته على رئاسة اليونسكو ، بل ربطها البعض بزيارة باراك أوباما ،ورغبة الدولة في الظهور بموقف العداء للإرهاب! .و لكني شخصيا غير مقتنع بأي من هذه الأسباب ، فالدولة تنأى بنفسها عن الإرتباط بالمثقفين العلمانيين ، فهناك تيار أصولي قوي في النظام ذاته ( إخوان الحكومة ) ،و هناك موقف أمني في (البعد عن وجع الراس) ، و لا أعتقد أن هناك من يظن أن باراك اوباما أو العالم الغربي يهتمون بالليبرالية أو العلمانية في مصر ، فكل إهتمام الغرب محصور في إصلاح الإسلام نفسه و ليس البحث عن بديل علماني متعدد الهوية ، لهذا يهتمون بعمرو خالد و ليس سيد القمني ، فالعلمانية و الليبرالية العربية لا تشكل أي ثقل جماهيري يعتد به ، أما عن فاروق حسني ، فيبدوا ان هذا هو السبب الوحيد الذي يمتلك شيئا من الوجاهة ،و لكن هل يعتقد فاروق حسني حقا أن لديه أمل يستحق المجازفة باغضاب الإسلاميين ؟.
07-09-2009, 08:11 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية . - بواسطة بهجت - 07-09-2009, 08:11 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  دراسة ( السم بالدسم ) - قراءة فى فكر اللعين جون لافين - الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 674 05-02-2012, 04:18 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  (( السم بالدسم ))- قراءة فى فكر اللعين لافين - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 800 05-02-2012, 07:43 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  انكماش الرأي حسب تغير الدافع.."قراءة في جدلية الإخوان والولايات المتحدة" فارس اللواء 4 1,463 03-11-2012, 03:04 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الثورات تُسقِط أنظمة الأفكار أيضاً! الحوت الأبيض 0 983 06-20-2011, 08:38 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  قراءة بخطاب بشار الأسد: فتنة ـ مؤامرة و إصلاحات مصطفى علي الخوري 1 2,123 04-16-2011, 07:42 AM
آخر رد: أبو إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS