{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 12 صوت - 3.58 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #59
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
مع غياب الفكر التنويري المؤسسي يصبح الجميع لقطاء ،و اللقطاء لا يكونوا مخلصين لأصول يجهلونها كلية

نيوترال .2141521
يا صديقي .. قضية الخطاب المضاد للأصولية أكثر تعقيدا ، نحن في مواجهة أعقد المشاكل الثقافية بل و الحضارية التي تواجه البشرية الان .. مواجهة الأصولية الإسلامية و خطابها المتعصب و محاصرة تناقضاتها مع الحضارة المعاصرة ، انشغلت كثيرا بتفكيك هذه القضية و طرحها في موضوعات متعددة ، رغم هذا سأحاول هنا ايجاز فكرتي حولها ، و لكني أقول من البداية أنه من المستحيل تقريبا أن نحدد ماهو الخطاب الإسلامي المعتدل أو المستنير ، بل أشكك في وجود خطاب ديني مستنير كما نفهم ذلك المصطلح في حضارتنا المعاصرة ؟.
في مواجهة هذه المشكلة هناك أطراف متعددة تمتلك رؤى مختلفة ، هناك الأصوليات الإسلامية السنية و الشيعية و الأنظمة و المنظمات التي تدور في إطارها و المتحالفة معها ، وهي جزء من المشكلة و بالتالي لا تراها ولا تعترف بها ، بل تستخدم نفس خطابها الحدي المتشدد ، هناك أيضا اتحاد الثقافات الغربية القائدة ، و يسود وعي بين الغربيين و غيرهم من الثقافات المعاصرة بأن المسلمين هم أسرى الهوية الإسلامية الاحتكارية التي تسيطر على تفكيرهم ، و أن ما يحدث من صراع في عالم مابعد الحرب الباردة ، هو بسبب خصوصية الهوية الإسلامية و طبيعتها العدوانية ، و قد روج بعض المناظرين الغربيين المؤثرين ، من أمثال صمويل هانتجتون و برنارد لويس لهذه النظرية ، وفقا لهذه التصورات يمكن رؤية العالم كفيدرالية من أديان و ثقافات ، مع تخصيص الإسلام كأكثر تلك الهويات انعزالية و عداء للحضارة الغربية في زعمهم ، هذا التصور الأحادي يتطابق – و للغرابة - مع النظرة التقليدية للأصوليين المسلمين تماما ، الذين ينظرون للإسلام كهوية شمولية انفرادية ،و ليس مجرد دين كغيره من الأديان .
إن أخطر ما يواجه الحضارة البشرية ، هي مشكلة الثقافة الإسلامية المتعصبة التي تغذي الإرهاب في كل مكان ، هذه النظرية مقبولة من الجميع تقريبا اليوم ، بما في ذلك شعوب كانت تقليديا حليفة للعرب ، و تشمل تلك القناعة المسلمين أيضا ، بالطبع بعد أن يتم عكس العبارة ليكون الغرب هو المتعصب و العدواني ، و من هذا التصور انطلق الجميع بحثا عن حل ، هذا الحل يدور تلقائيا حول إصلاح الدين الإسلامي ، طالما هو سبب المشكلة ، وهذه العملية هي ما يطلق عليها الغربيون إعادة تعريف الإسلام ، أما الحكام العرب الواقعين بين فكي الثقافات العشوائية المنفلتة من جهة ، و العالم المتحفز من جهة أخرى ، لم يجدوا ما يقدمونه سوى أن يتبنوا و على حياء ما يعرف بترشيد الخطاب الإسلامي ، و في الحالتين فالهدف واحد وهو إصلاح الإسلام ، هذا الإصلاح يتم بالطبع عن طريق الفقهاء المسلمين أنفسهم ، أي إصلاح الإسلام من داخله ، و هكذا دفعت الدوائر الغربية - و يشترك معهم الحكام - إلى الصدارة بدعاة من عينة العالم الإسلامي التركي البارز فتح الله جولان، و الفيلسوف الإيراني عبد الكريم سروش، والداعية المصري الأصل والسويسري الجنسية طارق رمضان ، و الداعية الشهير عمرو خالد ، و الأستاذ جمال البنا ، و الشيخ يوسف القرضاوي ،و حجة الإسلام محمد خاتمي ، و ..... و غيرهم كثيرين ، هؤلاء جميعا يشكلون مدارس و اتجاهات مختلفة ، و لكنهم يشتركون فقط في تبني فكرة أنه لا وجود للمسلمين خارج هويتهم الإسلامية المتفردة ، و بالتالي لا يمكن إصلاح المسلمين سوى بإصلاح الإسلام .
هذا الطرح أراه خاطئا بل و مدمرا ، فالمشكلة التي تواجه العالم اليوم كما نؤكد هنا ، ليست صراع الهويات و الحضارات ، ( و لكن المشكلة في جوهرها هي تصنيف الناس على أساس هوية ثقافية إنفرادية ، و غياب نموذج بديل يرسخ فكرة الهويات المتعددة المتداخلة للجنس البشري) ، لأن ( الهويات الإختزالية و الإقصائية القائمة على أساس العقيدة الدينية ، ستؤدي إلى مزيد من ترسيخ الهوية الدينية الإحتكارية ، و تهميش المجتمع المدني ، و تقزيم المواطنين و تعبئتهم داخل صناديق طائفية منعزلة ، كذلك تؤدي إلى شيوع العنف و التصادم ) ، و لهذا يجب أن نعارض كلية فكرة (أن العالم مجرد فيدرالية للأديان و الطوائف ) ، و في المقابل علينا أن نتبنى فكرة الهويات التعددية ، لأن (التقسيمات المتداخلة و المتشابكة للجنس البشري تجعله أقدر على الفهم و التعايش ) ، هذه الرؤية المركزية تشكل من وجهة نظري مقتربا يجب أن يتبناه كل العرب و المسلمين العقلانيين ، نحن مسلمون نعم و لكننا لسنا فقط مسلمين !، وفقا لهذا المقترب لا يمكن تعبئة المسلمين و اعتبارهم جماعة إنسانية واحدة ، إن علاقات المسلمين و مشاكلهم بين أنفسهم و الآخرين ، هي علاقات و مشاكل ذات طبيعة متعددة ، مثلهم في ذلك مثل غيرهم من الجماعات الإنسانية الأخرى ، هذا الخطاب لا يجب أن يكون موجها إلى المسلمين فقط ،و لكنه يوجه أيضا إلى الغرب بصفته القائد لتحالف الثقافات الأقوى و الأغنى في العالم .
مازلت مقتنعا أن هناك خطأ مبدئي سقط فيه الجميع ، يتمثل في اعتماد تصنيف واحد للشعوب قائم على أساس الهوية الدينية ، و أن الخلط البرئ -أو المتعمد- بين الهوية الدينية للمسلمين و هوياتهم المتعددة الأخرى ، تجاوز أن يكون مجرد خطأ في المفاهيم و التوصيف ،و لكنه يقود إلى تجذير مشكلة الإرهاب ، مهددا السلام العالمي بشكل غير مسبوق ولا مبرر ، هذه المشكلة التي أطرحها هنا أعمق كثيرا من مجرد التصريحات الفجة لمتطرفين ، أمثال أسامة بن لادن في حربه المعلنة ضد اليهود و المسيحيين ، أو الجنرال الأمريكي (وليام بوكين) الذي اشتهر بادعائه أن الرب المسيحي أكبر من الرب الإسلامي ، أو التنبؤات الجزافية لأحمدي نجاد بقرب ظهور المهدي و تدمير أمريكا ، و لكنها تكمن في رؤية خطيرة و غالبا بحسن نية (أشبه بسوء الطوية) ، ينظر بها صناع السياسات الغربية إلى العالم غير المسيحي و المسلمين خاصة ، وفقا لتصنيفات الهوية الدينية حصريا ، و هم يرون أن مقاومة الإرهاب ( الإسلامي ) يكمن في إعادة تعريف الإسلام ، بشكل أشبه بحركة الإصلاح الديني المسيحية ، و من أجل تحقيق هذا الإصلاح ، هناك محاولات محمومة تقودها الولايات المتحدة و بريطانيا ، و تحاول خلالها جذب المؤسسات الدينية الإسلامية إلى مواقف متوافقة مع الأمن و السلام العالميين ، رغم هذه الجهود الحثيثة فالأصولية الإسلامية مزدهرة ، و الأرهابيون يجري تجنيدهم حتى في الغرب ، هذه النتيجة التي أحبطت الجميع و أكدت لدى كثيرين النظرة المتشائمة إلى المسلمين كإرهابيين بالعقيدة الدينية يجب ألا تفاجئنا ، و علينا أن نتذكر أن محاولة تجنيد رجال الدين لدعم قضايا سياسية كانت دائما سياسة خاطئة خاصة فيما يتعلق بالإسلام السني السائد ، وهذا يعود لسببين واضحين يمكن تبينهما منذ البداية ، فالإسلام السني يتميز بعدم المركزية و خلوة من سلطة دينية عليا تتخذ القرارات الدينية الرئيسية الملزمة لعموم المؤمنين ، فالفرد و ليس المؤسسة الدينية هو وحدة بناء الإسلام السني ، و ليس خافيا مقدار الحرية التي يتيحها مثل هذا الإسلام لأتباعه ، و لكن في المقابل سيكون من المستحيل تقريبا توفير إجماع ملزم دينيا لمقاومة الإرهاب أو لأي قضية أخرى ، ثانيا خطورة تكثيف السلطة بيد رجال الدين من أجل القيام بدورهم المأمول ، فهذه السلطة يتم توظيفها لاحقا و ببساطة لدعم الأحزاب و الجماعات و المؤسسات الدينية ، و تمرير أخطر الأفكار الأصولية كصحيح الدين منكره كافر ،و هذا بالضبط ما حدث في مصر و الأردن و باكستان و غيرها من المجتمعات ذات الأغلبية السنية .
بالطبع سوف يكون انجازا رائعا أن يعظ رجال الدين في الفضائيات ضد الإرهاب ، و لا يمكن مقارنة هذا العمل الخير بتجنيد الإرهابيين في المساجد و الزوايا الشعبية ، و لكن هناك حدود لهذا النشاط ولا يمكن اعتماده كسبيل أساسي في مكافحة الإرهاب ، ورغم أن كثيرين من رجال الدين الكبار يؤمنون بأن الإسلام ينهى عن العنف ، فلن تجد بينهم من يكفر الذي يلجأ إلى الإرهاب ، فالتكفير محصور في المرتد و منكر معلوم الدين و تارك الصلاة ، أي في إنكار ما يمس صميم العقيدة و طقوسها ،و لكنه لا يتعدى ذلك إلى المواقف السياسية للمؤمن ، لهذا لم نجد عالم دين واحد يكفر أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري مهما كان إنكار هذا العالم للأعمال الإجرامية لكليهما .
في المقابل فكثير من الغربيين يتوقعون من المؤسسات الإسلامية الكبرى كالأزهر شيئا مثل الحرمان الكنسي في مواجهة الإرهاب و القائمين عليه ، لهذا تأتي صدمة هؤلاء كبيرة عندما يجدون أن الإرهاب - الموجه لغير المسلم غالبا - ليس مدانا وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية ، على الأقل الإدانة التي تصل لحد تكفير مرتكب تلك الجريمة ، و ذلك طالما لم ينكر الإرهابي أحد أسس العقيدة الإسلامية كما يفسرها الفقهاء ، وظل ممارسا للطقوس الدينية ، وليس خافيا أن التاريخ لم يعرف سابقة لتكفير المسلم على أساس من انفتاحه على الآخر أو تعصبه ضده ، فبقي المسلم المتسامح مثل السلطان أكبر و صلاح الدين الأيوبي مسلما ، بينما بقي المسلم المتعصب مثل السلطان أورانجزيب و السلطان الظاهر بيبرس مسلما أيضا ، ولم نسمع بفقيه واحد يكفر قتلة السادات أو أعضاء الجماعة الإسلامية و تنظيم الجهاد في مصر بسبب سجلهما الإجرامي الكبير ، ليس معنى هذا أن الإسلام في جوهره دين إرهابي ،و لكن الأمر أكثر تعقيدا فالتكفير هو إجتهاد له شروط فقهية مرتبطة بجوهر العقيدة و ليس بالموقف السياسي ، و لعل أو ضح مثال لذلك هو ما أسفر عنه لقاء هام لعلماء المسلمين في عمان بالأردن ، و قد حضره 170 من صفوة علماء الدين الإسلامي في 40 بلدا ،و في النهاية صدر البيان الختامي للقاء في 6 يوليو عام 2005 ، و قد سعى البيان للتعريف ( بحقيقة الإسلام و تحديد دوره في المجتمع المعاصر) ، و في البيان يعلنون بالتحديد أنه " لا يجوز تكفير أي فئة من المسلمين تؤمن بالله سبحانه و تعالى وبرسوله صلى الله عليه و سلم و أركان الإيمان ، و تحترم أركان الإسلام ،ولا تنكر معلوما بالدين بالضرورة " ، بالطبع كانت هناك إدانات للإرهاب بأقوى العبارات ، وحفلت المداخلات بالآيات البينات التي تدعوا للسلم ،و لكن لا شيء آخر ، فالدين الإسلامي كأي دين آخر له لغته و مفرداته و مفاهيمه الخاصة ،و لا يمكنه أن يكون بديلا للعمل السياسي و الهويات المدنية ، و هذا يؤكد ما ذهبنا إليه و نكرره دائما ، أن التقسيم الديني للعالم يؤدي إلى تشوهات حادة في فهم الآخر ، و إصدار أحكام خاطئة على القضايا الرئيسية ، فهذا التقسيم يضخم إلى حد العملقة خلافا واحدا بعينه بين المجتمعات البشرية ، و بدرجة تطمس كل رابطة أو هوية أخرى مهما كانت أهميتها.
هذا يقودنا إلى الخطاب العلماني العربي على محدوديته ، هنا يجب أن نلاحظ أنه لا توجد دولة ولا مؤسسة عربية واحدة لها إمكانيات و استقلالية تدعم الفكر العلماني أو التنويري ، بما في مؤسسات وزارات الثقافة العربية في دول مثل مصر أو سوريا و العراق ، فالمجلس الأعلى للثقافة في مصر الذي أنشأ لدعم الخطاب المعادي للأصولية ، اقتصر دوره على صرف المكافآت و دعم الأصولية بمؤامرة صمت داعرة ، أضف لذلك لا توجد قاعدة شعبية للقوى التنويرية في أي بقعة على امتداد العالم العربي ، و الكتابة التنويرية و العقلانية و مهاجمة خطاب الأصولية الإسلامية مهما كانت طارئة و ضعيفة هي نوع من المخاطرة قد تذهب بصاحبها إلى المقبرة أو السجن ، كل دعاوى الحسبة في مصر حكم فيها لصالح الأصوليين ، وكل من كتب ضد الشيوخ شهر به و أوذي نكالا من الله و السلطان ، و النتيجة أوضح من أن توضح ، فكما أن حروبنا لا تشبه الحرب و سلامنا لا يشبه السلام ، فعلمانيتنا لا تشبه العلمانية ، العلماني العربي – ماشاء الله- لا يشعر بأي تناقض عندما يدعم حكومة الملالي في طهران ،ولا عندما يتوله عشقا في حزب الله و حماس ، لأن البديل في ظنه الخضوع لإسرائيل ، و كأنما لابد أن تكون المرأة عشيقة و ليست زوجة !، هذا العلماني الأصولي لا تنتجه سوى الثقافة العربية السائدة الآن ، فمع غياب الفكر التنويري المؤسسي يصبح الجميع لقطاء ،و اللقطاء لا يكونوا مخلصين لأصول يجهلونها كلية ، من السهل للإنسان أن يكون ملحدا و لكن من الصعب أن يكون علمانيا ، فما أكثر الملحدين المتسننين و المتشيعين ! .
لهذا تجدني أدعم بحماس كل الأصوات التي تتبنى الفكر العلماني و التنويري أو حتى شيئا قريبا من ذلك ،أدعم كل الأصوات الهادئ منها و الزاعق ، لأني أعلم جيدا خطورة أن تكون عربيا مستنيرا ، و الأكثر خطورة أن تكون مصريا تنويريا ، .
07-13-2009, 01:16 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية . - بواسطة بهجت - 07-13-2009, 01:16 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  دراسة ( السم بالدسم ) - قراءة فى فكر اللعين جون لافين - الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 602 05-02-2012, 04:18 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  (( السم بالدسم ))- قراءة فى فكر اللعين لافين - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 689 05-02-2012, 07:43 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  انكماش الرأي حسب تغير الدافع.."قراءة في جدلية الإخوان والولايات المتحدة" فارس اللواء 4 1,326 03-11-2012, 03:04 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الثورات تُسقِط أنظمة الأفكار أيضاً! الحوت الأبيض 0 907 06-20-2011, 08:38 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  قراءة بخطاب بشار الأسد: فتنة ـ مؤامرة و إصلاحات مصطفى علي الخوري 1 1,993 04-16-2011, 07:42 AM
آخر رد: أبو إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS