يا حمزة يا عزيزي..
"إسرائيل" حقيقة واقعة...شاء من شاء و أبى من أبى..
هل يعني ذلك إني أعترف "بحق إسرائيل" في الوجود...لا و ألف لا..
لا أصدق الوعد التوراتي ولو صدقته فإنشاء تلك الدولة على هذه الأرض وطرد سكانها أمر غير مشروع وغير قانوني...

لكن here is the deal..شعب فلسطيني لاجيء موجود ولن يختفي وليس له مكاناً أخر ليذهب إليه وليس هناك حل بدون التعامل مع هذه المشكلة..
والشعب الإسرائيلي أيضاً موجود ولن يختفي وليس له مكاناً أخراً، ليست إسرائيل بإمارة صليبية، ليذهب إليه ومسكون بهواجس أن العالم كله يكرهه، وهو أمر ليس ببعيد عن الواقع...
الحل السياسي معقد جداً لأنه لكي ينجح يجب أن يحقق مصالح الطرفين..وإسرائيل لا تجد في الفلسطينيين عسكرياً أو حضارياً أو تكتيكياً أي تهديد من ند حقيقي يجب أن يتنازل له عن أية حقوق..ولذلك فكلا الخيارين، التفاوض أو المقاومة المسلحة، نتيجتهما صفر والجسد نفسه مريض وميزان القوة مختل..

كل ما سبق لا علاقة له إطلاقاً بالإنسان..أتفهم حماستك وأغبطك عليها ولكن السنين ستعلمك، أنت لا بسام خوري فهو هوبلس كيس ولو كان هيتعلم كان إتعلم، الفارق بين الإيمان بقضية والنضال من أجلها بالطرق المتاحة والمفيدة كلها وبين إلباسها ثوباً عنصرياً يهزمك "حضارياً" على حد قول "أمسير" ...ومن ثم تجد نفسك في دوامات حماس والجهاد وفتح وفتح الإسلام والوطنية والديموقراطية وتزداد القضية ضعفاً واهترائاً..
مع العلم أن من يريد أن يرضي الجميع في نادي الفكر "العربي" تبنى خطابك لا خطاب إبراهيم..

ماذا تحصد من خطابك... يقف العالم ضدك و أنت صاحب قضيةٍ عادله...
مشاعرك و كلامك العاطفي لاوزن له أمام "العقلانية" في دنيا تحكمها حسابات القوة والحكمة والدهاء..والتعلم من العدو الذكي أفضل من لعنه من فوق المنابر..
تحياتي..
t