أذكر قبل عشرة أعوام حين عزم والدي على شراء سيارة ، كان الخبر مفرحا للعائلة كثيرا فطالما حلمنا بأن نذهب في رحلة سوية دونما مزاحمة الأقارب والأصدقاء في سياراتهم..

ذهبنا جميعا إلى سوق السيارات "المستعملة ضمنيا كما هو المعتاد في سوريا"وكأننا ذاهبون إلى احتفال أو عيد .. لكن الكارثة كانت حين تفاجأ والدي بالأسعار ، حيث كان يريد شراء سيارة "غولف" موديل الستينات لكن سعرها كان يفوق ما يقدر عليه والدي العزيز ، فما كان من الرجل بائع السيارات إلا أن أشار بإصبع يده إلى سيارتين الأولى تشبه سيارة مستر بين :25: ولكن بتجميع سوري ، حتى السيارات البخارية الأولى أجمل منها صدقوني!! ، أما الثانية فهي فولكس فاجن خنفساء صغيرة .. حمراء .. موديل الخمسينيات إن لم أكن مخطئا ..

كانت الثانية هي الأقرب إلى مفهوم السيارة الطبيعية التي يستطيع أي شخص تخيلها.

وبعد يومين فرحنا بوالدي يأتي إلى المنزل بسيارة حمراء لامعة كان قد قام "بنفضها" بعد الشراء وطلائها وتحديث مقاعدها القديمة الرثة.. ولا أنسى ذلك اليوم حين قام والدي بتجريب الزمور الموسيقي للسيارة والذي كان يتمتع بنغمات عديدة لازلت أذكرأغلبها .. لكن الفرحة لم تكتمل فبعد أيام قليلة وعندما قام رجل الشرطة على الإشارة بإيقاف والدي .. لم يكن من سيارة المرسيدس السوداء للمسؤول "الفلاني العلتاني" إلا ان ارتطمت بسيارتنا الحبيبة لان السائق كان مسرعا جدا فلم يتمكن من التوقف .. خربوا فرحتنا خرب الله بيوتهم . :mad2:

كانت تلك السيارة تتوقف عند المنعطفات أحيانا وعلى الطرق العامة أحيانا أخرى لترتاح .. فكانت درجة حرارة المحرك ترتفع بسرعة.. كما أن البواجي كانت تغمر بالماء عند أي هطول للأمطار .. أو مرور فوق بركة ماء متجمع على جورة من جور الطريق "المزفت" بكسر الفاء مع التشديد القوي جدا.

تكاد كل هذه الذكريات تروادني عند رؤية الناس في سوريايقنعون أنفسهم بأنهم يركبون سيارة موديل 2005 لكن من ماركة تكاد لا تعرف في أي مكان في العالم غير سوريا وبلد المصنع ..

تحياتي لوطن مسلوب .. وعلى قبال المرسيدس يا عم arfan .

(f)