(07-26-2009, 01:50 PM)jafar_ali60 كتب:  عزيزي العلماني

مثل هذا الأمر الذي نحن فيه مختلفون لا يقبل ولا يمكن ان يقبل "الحقائق القاطعة" ، لأن أمر تجذير العرب سيأخذ مناحي اخرى سأوضحها بعد قليل

قبل يومين تعبت وأنا أكتب حتى صابني الملل ولا أعلم اي زر في هذا اللعين أطار الرد ، فأنا اكتب مباشرة في نافذة الرد ولا أكتب على الورد الذي فيه زر للحفظ مت اردت ، ونافذة الرد هنا للأسف لا اجد فيها زرا للحفظ .

كنت علقت على الأخ بهاء وأخذت عليه ادخال فلسطين بهذا الأمر وقضية اللاجئين والمحبة الخافية لإسرائيل ومع أنه له كامل الحق بأن يقول ويحب ما يشاء ، الا أن هناك وقائع لا يمكننا القفز عنها ، لندع روابط التاريخ واللغة والدين والثقافة والجوار والملوخية وحتى روابط الدم ما إمتزج منها بالمصاهرة او حتى تلك التي امتزجت بذات السكين سواء في بحر البقر ودير ياسين ، لنقفز عن هذا كله ونذهب على الاقل من ناحية انسانية يدركها البعيد والقريب ، أن قضية فلسطين هي عار في وجه الانسانية ، فعندما يهب البعض مستنكرين الحالة العربية لمصر ـ مع أن المصريين يعيشون ضمن دولتهم المصرية الخالصة ـ فالأولى بهم استنكار الحالة الاسرائيلية التي تقوم على مبدأ التشريد والاحلال والطرد والتهويد القسري ، هذه عجالة ربما أتت بغير سياق الموضوع

يا سندي ، هذا الموضوع بالذات والذي هو تجذير أصل العرب سيخرج قطعاً وحكماً عن الدراسة الاكاديمية ، حتى لو كتب مئات المؤخرين في ذلك لأننا حتماً وقطعاً ( كما يقطع شوقي) سنمزج التاريخ بالمثيولوجيا ، بحيث تعدو الهة اليونان اقرب الي الحقيقة ، بل أن "زيوس" و "فينوس" ربما يتناولون الايس كريم الآن في احد شوراع اثينا

سأكمل بعد ساعات ،

عليك "بالوورد" يا "أبو جعفر"، فهو المنقذ من لعنة برامج المنتديات، والحافظ الأمين للكلمات، والملجأ من زلل الكبسات الفالتات التائهات الداشرات ... وبعد (هاهاهاه، لا تخاف، ما رح أنسفك مداخلة متل مداخلات صديقنا "خالد"):

أنا لا أريد أن "أقطع بشيء" يا صديقي !! فالضارب في تاريخ الشرق القديم، يعلم تمام العلم بأن هناك الكثير من "البؤر الغامضة" فيه. مع هذا، فلقد أتاح لنا "علم الآثار" – بما وفره لنا من آليات وشهادات مباشرة وغير مباشرة - الاستدلال على الكثير من تاريخ جدودنا في هذه المنطقة، وأنا بصدق أردت أن "أنبش في هذا" بعض الشيء، لأنه بات من المحزن حقاً أن ترى بعض العراقيين واللبنانيين والمصريين بل والفلسطينيين يحدثونك عن تاريخ بلدانهم وكأنها كانت "جنة الله على الأرض"، والتقدم الذي ما بعده تقدم، حتى جاء "العرب" –الأجانب الغرباء - من الجزيرة إبان خروج الإسلام منها، وقوضّوا هذا البنيان الكبير، والصرح الحضاري العظيم، الذي كان لهم.

لقد أردت أن أقول – بين جملة ما أردته كما بينت في مداخلتين سابقتين - بأن "العرب ليسوا غرباء ولا أجانب ولا معتدين ولا مدمرين ولا مقوّضين في هذا الشرق. ليسوا "غرباء" عن العراق ولا عن سوريا الكبرى ولا عن مصر. فهم موجودون منذ بدء التاريخ في هذه المناطق، وهم أصحاب عدة حضارات سامقة فيها قبل مجيء الإسلام.

أردت أن أذكّر أخوتنا في مصر وفي العراق وفي سوريا (الكبرى) أن المؤرخين وعلوم الآثار يذهبون كثيراً إلى أن "العرب" قد يكونون أجدادهم وأجداد حضاراتهم القديمة جميعاً (في العراق وسوريا) ، وإن لم يكونوا هكذا بالضبط بالنسبة لمصر (مع أن هناك من المؤرخين من يذهب إلى "سامية" الفراعنة – الدكتور أحمد داوود المذكور آنفاً مثلاً -) فإن "الحضارة الفرعونية" ما كانت لتكون بهذه العظمة لو لم تتلاقح مع "الحضارات السامية العربية الأصول" في "العراق وسوريا (الكبرى)"، ناهيك عن أن الملايين من سكان مصر اليوم، بما فيهم الأقباط - هم عرب أقحاح أو مهجنين بالضرورة نتيجة للهجرات العربية بين مصر و"الهلال الخصيب" و"الجزيرة العربية" قبل الإسلام وبعده.

لماذا كل هذا العناء؟ بالنسبة لي، من المهم أن يكون الشرق عربياً اليوم، وأن يبقى عربياً في المستقبل. فالعروبة هي القاعدة الوحيدة لمشروعات نهضوية ممكنة في الشرق، فهي العامل الوحيد الذي يستطيع أن يجمع جميع سكان الشرق، والوطن العربي الكبير، دون تمييز أبنائه حسب دينهم أو عرقهم أو لونهم. من "العروبة" نستطيع أن ننطلق إلى فكرة "المواطنة" دون عناء ودون مشقة، ومنها نستطيع أن نلحق بعالم حديث يجد قدماً ونحن نلهث وراءه بأفكار رجعية بالية ("والردة الحضارية" التي يسمونها "صحوة إسلامية" هي أقرب مثال إلينا عما نعانيه).
أخيراً، عندما أتحدث عن "العروبة" فأنا لا أتحدث عن نظريات "عفلق والبيطار والأرسوزي" ولا عن "التطبيق الناصري" لها. فهذه جميعها كان لها أخطاؤها القاتلة وتجاوزناها اليوم. لذلك فأنا أتحدث عن "العروبة" كأساس في دولة "علمانية ديمقراطية" لا تكلف المواطن شيئاً إلا "وعيه" بأنه ينتمي لأمة عظيمة "صنعت الشرق" وأمجاده. أمة تستطيع أن تنهض إذا من جديد إذا ما عرف كيف يختار طريقه وكيف يجسد رغباته وآماله.

يييه ... ابتعدنا عن الموضوع !!!

واسلم لي
العلماني