أشعر أن ثمة مبالغة من أهلي السوريين، كما كانت بالأمس مبالغات أخر أشارت إليها الزميلة "جارة الوادي" من قومنا العرب في أقطار أخرى!
ليتكلم من شاء عن سورية والسوريين، ولا تشهروا في وجوه الناس سيف كراهية السامية البغيض! ولا تخرجوا الكلام عن مسربه بعواطفكم وانفعالاتكم!
من يتكلم عن سورية اليوم واحد من أربع: (أول ثلاثة ممن يسواش، أما الرابع فما يسواش)!:lol:

1- من يقصد الحديث عن السلطة السورية، وهو يعلم أن الشعب السوري –وليس وحده بين شعوب المنطقة- لا يملك من أمره شيئا إلا ما يختاره ولي نعمته الملهم الفرد الرمز الأسطورة، الذي لا يري قومه إلا ما يرى ولا يهديهم إلا سبيل الرشاد! ويا فرعون من فرعنك؟!!! فهم يقصدون هذه السلطة ومن استخفت به من شعبها فأطاعها وهم السواد الأعظم إلا من رحم الله وقليل ما هم (فاستخف قومه فأطاعوه).
2- من يقصد الحديث بالخصوص، فحين نتكلم عن حرب اليهود مع العرب لا نقصد تلك الفرق اليهودية المعارضة لفكرة الصهيونية والتي لا تنزال تقيم في دولنا العربية أو في أمريكا أو في بريطانيا ممن يرون أن عصابة بني صهيون يخرجون على تعاليم الرب، ولكن لما كانت الراية التي ترفعها دولة إسرائيل –زورا كانت أو حقيقة- هي الاستجابة لوعد الرب، ورعاية تعاليم الديانة اليهودية كان الحديث عن اليهود من قبيل العام الذي يراد به الخصوص، تماما كقولنا أن قريش حاربت محمدا عشرين عاما قبل فتح مكة، وهل كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا قرشيا، فهل يتصورن عاقل أن مقتضى الحديث أن محمدا حارب محمدا؟!!! وهكذا فالحديث عن سورية أو السوريين في خضم الأزمة الأخيرة واضح مغزاه وهدفه مهما أخذنا الانفعال والعاطفة كل مأخذ!
3- من يقصد الحديث عن الصفة الرسمية حيث أننا جميعا نقول بأن أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وأسبانيا كانت أهم الدول التي بارزت العراق العدوان في الحرب الأخيرة، مع أننا جميعا نعلم بحجم تلك المظاهرات المليونية التي خرجت في شوارع لندن ومدريد وباريس وروما تندد بالحرب وترفض الانجرار إليها، فما من عاقل يكرس مثل عبارتنا أعلاه لتعم كل أطياف تلك الشعوب الغربية بقدر ما نقصد إدانة أو توصيف سلوك تلك الدول والقوميات بتمثيلها الرسمي.


4- هناك شواذ استهدفوا الشعب السورين ، كما كان هناك مثلهم من استهدف الشعب الفلسطيني أو المصري أو الكويتي ممن كنتم بالأمس تصفقون لهم وهم ينالون من المقدسات والرموز والمثل والقيم والملل اوالأعراق الأخرى –وأخص امن ذلك ما استهدف الشعبين الكردي والكويتي من قبل!- كل ذلك أتحتموه لهم هنا بحجة (الحرية المطلقة وحرية الرأي والتعبير وعدم تكميم الأفواه)!! فلا والله ما كانت سورية ولا الشعب السوري في نظر غالبية شعوبنا أعز علينا من الله سبحانه والمقدسات والقيم، فاقبلوا من هؤلاء الصفيقين ما ينالونه من أعراقكم وأعراضكم كما قبلتم لإخوانكم أن ينال منهم هؤلاء بأكثر من ذلك احتراما وأولى تقديسا وحمية.

باختصار:

هناك من يخلط من الطرفين بين الشعب والسلطة والدولة الوطنية، وأنا أقول لكل هؤلاء:
الشعب أي شعب من الشعوب محترم
والدولة أي كيان سياسي نال شرعية دولية وعربية وإسلامية فهو محترم لا يجوز المساس به.
أما السلطة، فلا قداسة ولا حصانة ولا عصمة، بل من حق الجميع أن يعارضها سواء كان ممن يشملهم نفوذها السياسي أو هو خارج عنها...
من أراد أن يمنعني من لعن مبارك على رؤوس الأشهاد لأنني لست مصريا..
أو أراد أن يجعلني أقف احتراما للمجنون القذافي حتى ولو لم أكن تحت سطوة العقيد وعصابته
أو أراد أن يفهمني بأن واجبي تسمية زايد الأمي الجاهل بحكيم العرب تعبيرا عن احترامي لأشقائي الأماراتيين..
أو أراد أن يمنعني من الحديث عن مظالم واختراقات زين العابدين بن علي الإنسانية لمجرد أنني لست تونسي!
لكل أولئك سأقول لهم: طززززززززززززززززز
سأسب هؤلاء إلى يوم الدين، شاء من شاء وأبى من أبى
وسأسب في كل مسبة لواحد منهم بشار الذي أراه ماثلا بين عيني بجنون القذافي وشولية بن علي ووراثة آل الصباح وحماقة صدام وولدنات أسياس أفورقي وفساد جلبي وسرقاته واغتراب عبد الله الهاشمي واستعراضات حمد البحرين بنياشينه ووووو
في كل ملعون من هؤلاء ألعن بشار وحزبه والآل الذين خلفوه لنا حتى أغرقنا في هذا المستنقع الذي يتهدد الوطن كما أغرق صدام العراق، وليته خسر نفسه بما أوكسها فحسب، ولكنه أغرق العراق شعبا ودولة وهذا ما لانرجوه لسورية الحبيبة

بعضنا يخلط بين الشعب والسلطة، أو الدولة الوطنية والنظام الحاكم، فكل سباب للنظام هو سباب للدولة والوطن! أو كل سباب للسلطة هو نيل من الشعب! وشتان شتان

كما بعضنا يعتقد أن الوطنية كل الوطنية أن يسبح بحمد جلاديه ويصفق لهم فيما أسرفوا فيه من فساد واغتصاب وظلم وإذلال وسرقة!

فإن كانت سورية هي بشار أو أو كان السوريون هم حزب البعث، فلا بارك الله بسورية، ولا أعز السوريين بحال!

لولا أن سورية أكبر
والشعب السوري أطهر وأكرم

وهذا لا ينفي أنه: - شئنا أم أبينا- لا يزال في مجمله عبد مغمى عليه تتملكه ثقافة الخوف حتى الثمالة!!!

اسمحوا لي أيها المدافعون عن شعبكم السوري، فلو كان شعبنا كشعب أوكرانيا أوجورجيا أوالتوجو الزنجية التي رفضت الجملوكية بعزم وإصرار، بل لو كان يملك بعض ما لدى الشعب اللبناني الحر لما سمح لأجهزة الأمن أن تغتصب كرامته وتشل إرادته وتسلب موارده وتعطل نماءه!
غير أننا لا نيأس من صحوة تعيد لشعبنا حيويته التي نفتقدها منذ نصف قرن!!
واسلموا لود واحترام(f)