اقتباس:ما هو السبب الذي سيؤدي بك الى حيز اللـه، و غيرك الى خارج ذلك الحيز؟

كوني اخترت الوقوف في حيز الله يجعلني في صفه. هو لا يقتحم حياتي ولكني أختار أن أكون في هذا الحيز. غيري يرفض ويختار أن يكون في حيز آخر. في كلا الحالتين الله لا يتضرر بشيء ولكن الذي يختار أن يكون في حيزه هو الذي يتنعم بالوقوف في حضرته.

---------------------------------------------------------------------------------------

اقتباس:لهذا السبب أرفض أن أحسب على جماعة الطرق الصوفية رفضاً باتاً , فالتنبلة و القعود عن العمل و الكدح في ميادين الحياة , و العيش على الصدقات بحجة التفرغ التام للتقرب من الله..هذا محض هراء..

أخي العزيز:

من أعرفهم في الجماعات الصوفية هم من خيرة المجتمع. البابا كيرلس بطريرك الأقباط السابق مثلا يرسل صديقي الدكتور جورج بباوي إلى الدكتور التفتزاني حتى ما يلقنه مباديء التصوف الإسلامي. الدكتور التفتزاني كان من أفخم الأطباء بمصر ومتقدم في درب الإيمان.

أعتقد أنك بحاجة إلى التعرف بالطرق الصوفية عن قرب لا أن تحكم عليهم عابراً من بعيد. أقترح عليك أن تتعرف بهم وتصاحبهم وستجد أن الواقع مختلف عما أتى إليك من تصورات. اقرا عبد الكريم الجيلي مثلا. أيضا اقرأ "رعاية المحاسبي". أيضا اقرأ إحياء علوم الدين الجزء الثاني الذي يتكلم فيه عن آفات النفس ، والجزء الرابع الذي يتكلم فيه عن الخصال التي يتحلى بها الإنسان. لا تتسرع في الحكم على التصوف الإسلامي مما تسمع وتراه من مرتادي موائد الثريد... وربما لو عبرت بإحدى موائد الثريد لوجدتني مع الفقراء آكل معهم وأنتظر حصتي في اللحم.


مادمت قد اخترت طريق الله فلا تخجل من صور التعبير عن هذا الإيمان وتحاول أن تمزجها بالماركسية بل ليكن إيمانك صافياً في بساطة الأطفال ودون تعقيد وإلا فهو إيمان فلسفي ولا يفيد في شيء سوى التحزلق بالأفكار البراقة.