جنبلاط يفجّر علاقته بـ«14 آذار» ويعود إلى «الثوابت»
النائب وليد جنبلاط خلال مؤتمر الحزب التقدّمي الإشتراكي أمس
فجّر النائب وليد جنبلاط قنبلة أخرى عندما أعلن أن تحالفه مع قوى 14 آذار كان بحكم الضرورة، ويجب ألا يستمر، ما يخلط الأوراق ويعيد تكوين التوزانات والقوى داخل مجلس النواب (تضمّ كتلة اللقاء الديموقراطي 12 نائباً، 6 منهم ينتمون إلى الحزب التقدّمي الإشتراكي). وشدّد على وجوب «إعادة التفكير في تشكيلة جديدة من أجل الخروج من الانحياز، وعدم الانجرار إلى اليمين»
ثائر غندور
أزال وليد جنبلاط، يوم أمس، جميع الشكوك التي أثيرت بشأن مواقفه الأخيرة المتعلّقة بعلاقته مع قوى 14 آذار، معتبراً أن لا جدوى من استمرار هذا التحالف، وداعياً إلى التفكير جدّياً في إحياء ما بقي من اليسار أو بلورة يسار جديد، والعودة إلى القضايا الاجتماعيّة، لأن «الانتصار الوحيد هو إعطاء العمال حقوقهم».
وقد أبلغ جنبلاط «الأخبار» أن حديثه يتجاوز الانسحاب من 14 آذار أو عدم الانسحاب، بل هو عمليّة تذكير بالثوابت التاريخيّة للحزب، وتحديداً المتعلّقة منها بالمسألة الاقتصاديّة ـــــ الاجتماعيّة، وقضيتي العروبة وفلسطين. ولفت إلى أن هناك العديد من الشعارات التي لم تلقَ صدىً بين الحاضرين، وذلك بسبب الفروق الكبيرة بين الكلام المبدئي والواقعي. ورأى أن الرعيل الحزبي الذي خرج خلال الأزمة الأخيرة بعيد كثيراً عن فلسطين والعروبة، على عكس الجيل القديم.
وإذ حدّد الإطار العام لكلمته، وهو نقد ذاتي لمرحلة غابت عنها القضايا الاجتماعية ـــــ والاقتصاديّة، شدّد على إدانة نفسه بسبب الذهاب إلى المحافظين الجُدد، «وقد سرنا بالمعقول واللامعقول». أضاف إن «هناك ورشة كبيرة داخل الحزب التقدمي الاشتراكي تبدأ من الصفر بهدف استعادة ثوابت الحزب»، وسترتكز هذه الورشة «على التثقيف الجماهيري في خطّة تمتد إلى 3 سنوات». وأكد أن العمل جدّي، «بدون أن أكون متفائلاً»، من أجل العودة إلى حزب الطليعة. وفيما رأى أن «الحزب الشيوعي، مثلاً، ربما خسر جزءاً من قاعدته، لكنّه حافظ على ثوابته، ونحن لا نحتاج إلى الكمّ على حساب النوعيّة».
وروى أنه ذهب في العام الماضي إلى احتفال عيد الكتائب، «حيث عرضوا علينا أفلاماً تُدين الرئيس جمال عبد الناصر، وسكتنا. هناك فرق كبير بين أدبيّاتنا وأدبيّات حزبي الكتائب والقوات اللبنانيّة. لقد اجتمعنا في إطار واحد بسبب اغتيال الرئيس رفيق الحريري».
وكان جنبلاط قد رأى، في كلمته أمام الجمعية العمومية التنظيمية الاستثنائية للحزب الاشتراكي تحت عنوان «من أجل التجدد وتطوير التربية الحزبية»، أنه «إذ تحالفنا في مرحلة معينة تحت شعار 14 آذار مع مجموعة من الأحزاب والشخصيات، وبحكم الضرورة الموضوعية التي حكمت البلاد آنذاك، فإن ذلك لا يمكن أن يستمر، إذ علينا إعادة التفكير في تشكيلة جديدة أولاً داخل الحزب، وثانياً على الصعيد الوطني، من أجل الخروج من هذا الانحياز والانجرار إلى اليمين، والعودة إلى أصولنا وثوابتنا اليسارية والعربية والنقابية والفلاحية».
تابع: «انظروا إلى ما حدث في الانتخابات للحزب الشيوعي، وهو من أعرق الأحزاب في العالم العربي وأقدمها ورفيقنا في النضال النقابي والسياسي والعسكري، إن مجمل الأصوات التي نالها على الساحة اللبنانية لم تتجاوز سبعة آلاف صوت». وسأل: «أليس هذا دليلاً؟ في المقابل، لم نخض كحزب وكفريق 14 آذار معركة ذات مضمون سياسي. خضنا معركة رفضنا فيها الآخر، خضنا معركة ذات طابع قبلي رفضنا فيها الآخر. ليس هذا انتصاراً، فنحن ننتصر عندما نعطي للعمال والفلاحين حقوقهم، ننتصر عندما نعود إلى الثوابت العربية والفلسطينية، ننتصر عندما نخرج من اليمين ونعود ونلتصق بما بقي من يسار أو ننشئ يساراً جديداً».
وعرض جنبلاط بعض المحطات التي خاضها الحزب الاشتراكي، من رفض حلف بغداد وثورة 1958، «وأقول ثورة لأنني قرأت مذكّرات أحد الساسة في لبنان يعدّها أحداثاً دامية»، وتأييد وحدة مصر وسوريا ثم رفض الانفصال وإدانته وإدانة إعدام أنطون سعادة، وتغيير عقيدة الجيش من «عقيدة كانت تساوي بين العدو والصديق، إلى أنه في عهد الوجود السوري تغيّرت تلك العقيدة»، العلاقة مع الاتحاد السوفياتي، الذي بانهياره «انهارت منظومة سياسية كبيرة هائلة في مواجهة الرأسمالية والإمبريالية، التي دفعت الاتحاد السوفياتي إلى الدخول في الفوضى العالمية».
وذكّر جنبلاط بالإصرار الدائم من جانب الحزب الاشتراكي على إلغاء الطائفية السياسية، «لأنه لا وطن بوجود صيغة الطائفية السياسية التي تتجذر كل يوم، ورأيناها بالاسم فولكلورياً. كانوا ثلاثة رؤساء وأصبحوا أربعة، وغداً سيصبحون 5 و6 في البزّات البيضاء. وما أجمل تلك البزّات البيضاء التي ورثناها من الانتداب الفرنسي».
وقارن جنبلاط بين زمن مؤسس الحزب الاشتراكي واليوم: «كان كمال جنبلاط يقول إن قلة من المستفيدين، 4 في المئة، يسيطرون على 80 في المئة من الثروة اللبنانية، وأعتقد أننا ما زلنا اليوم في الدوّامة نفسها، وربما 4 في المئة أو أقل يسيطرون على أكثر من 90 في المئة من الثروة اللبنانية. لا يمكننا أن نستمر في هذه الدوّامة التي نصدّر فيها الأدمغة ونستورد فيها ما يسمّى السياح». وخلص في هذا الإطار إلى أنه «لم يتغيّر شيء. لذا، لا مستقبل للبلاد في اقتصاد ريعي دون حماية الزراعة والصناعة».
وذهب في نقد الذات إلى اعتبار أنه مع ثورة الاستقلال وتداعيات اغتيال الرئيس رفيق الحريري وغيره من الشهداء، «دخلنا المعقول واللامعقول. صحيح أن العاطفة في بعض الأوقات غلبت على المنطق، لكن قمنا بواجبنا في ما يتعلق بالمحكمة، وأتتنا المحكمة، ونتمنى أن تأتي المحكمة بالحقيقة، وأن تكون عنواناً للاستقرار. فلا نريد المحكمة عنواناً للفوضى، ولا نريد أن تتحكّم فيها دول أو ربما جهات تأخذها إلى غير محلها. نريد لهذه المحكمة أن توقف الاغتيال السياسي وتعطي كل صاحب حقٍّ حقَّه في ما يتعلق بالجرائم. لكن لا نريد للمحكمة أن تذهب إلى الأقصى، أو ربما إلى تحريف المنهج الأساسي، وهو العدالة».
وإذ دعا إلى التوقّف عن «البكاء على الأطلال، لكون عهد الوصاية قد ولّى، والجيش السوري انسحب»، رأى أن «اللقاء مع المحافظين الجدد في واشنطن كان في غير سياقه التاريخي وفي غير التموضع التاريخي للحزب الاشتراكي... أن نلتقي مع الذين عمّموا الفوضى في منطقة الشرق، الذين دمّروا العراق وفلسطين. لكن آنذاك، ولست هنا لأبرر، كان همُّنا الأساس المحكمة». وفي ما يتعلّق بالداخل الحزبي، أكد أن التوجه هو نحو وضع صيغة تنظيمية «لن تعجب البعض، ولكن يجب إخراج الجميع، من القيادة إلى القاعدة، من الصدأ الفكري والاتكالية وعدم المحاسبة».
■ المستقبل و«التاريخ المعيب»
بعد ساعات من «انفجار قنبلة جنبلاط»، أصدر تيار المستقبل بياناً عالي اللهجة، أبرز اختلافاً آخذاً بالتبلور والعلنية بين المستقبل وجنبلاط الذي يرأس كتلة «اللقاء الديموقراطي» المؤلّفة حتى اللحظة من 12 نائباً (بينهم مروان حمادة). وأكد المستقبل في بيانه أنه «مؤمن بحق أي فريق سياسي في أن يختار الموقع الذي يناسبه، وأن يتبنّى الشعارات التي يريد، إلا أن مصلحة المواطن اللبناني والمواطنة اللبنانية تأتي قبل أي حزب أو تيار تحت سقف الدستور. وإذا أراد البعض أن يذكّر بتاريخه فلا بأس، شرط ألا نعود إلى التاريخ المعيب الذي كان فيه كثيرون شركاء في إعلاء مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن». وتمسّك المستقبل بمبادئ 14 آذار. ورأى أن «هذا اليوم يوم إنصاف رفيق الحريري، الذي كرس حياته لفتح أبواب العروبة الحديثة القائمة على الاعتدال والانفتاح والتطور». ولفت إلى أن شعار «لبنان أولاً سيبقى شعاره». وجاء في البيان أن «قوى 14 آذار لم تكن يوماً رافضة للآخر بل قوى انفتاح تطالب بتطبيق الطائف».
■ سعيد: جمهور جنبلاط لن يُجاريه
انطلق منسّق الأمانة العامّة لقوى 14 آذار فارس سعيد، في تعليقه على كلام جنبلاط، من اعتباره أن هناك قراءة سياسيّة مختلفة بين 14 آذار ووليد جنبلاط، «وهو يطلب من هذه القوى أن تتبنّى موقفه أو يذهب وحده إلى هذا الخيار». وبالرغم من ذلك يرى سعيد أن «القراءة المختلفة لا تعني بالضرورة تبادل الشتائم بين الطرفين. ونرى أن لديه أياديَ بيضاء في ثورة الأرز».
وحدّد سعيد نقاط الاختلاف بين الطرفين بثلاث: «جنبلاط يرى أن السلم الأهلي أهم من العدالة، في ما يتعلّق بموضوع المحكمة. والنقطة الثانية، هي الصراع العربي الإسرائيلي: «فانتصار قوى 14 آذار يُسهّل تحديد موقع لبنان في المبادرة العربيّة، فيما قرّر جنبلاط العودة إلى 1976 ولاءات الخرطوم الثلاث. أما النقطة الثالثة فهي، برأي سعيد، أن قوى 14 آذار تربط بناء الدولة القويّة القادرة على خدمة مواطنيها بعدم وجود سلاح خارج سلاح الشرعيّة، فيما جنبلاط يرى أن حقوق العمّال هي الأولويّة».
وأشار سعيد في اتصال مع «الأخبار» إلى أن جمهور 14 آذار لن ينجرّ وراء جنبلاط «حتى الجمهور الدرزي، وغداً سنرى إذا ما كان سيتفهّم الجمهور هذا الموقف». وأضاف إن جمهور 14 آذار عابر للطوائف «وهو أهم من جميع قادته، وكثيراً ما سبقهم منذ 14 شباط حتى اليوم، رغم فشل قيادته في إدارة العمليّة السياسيّة والانتخابية».
■ القزي: نُفاوض السوريّين
أما المستشار السياسي للرئيس أمين الجميّل، سجعان القزي، فرأى أن مواقف جنبلاط تضرّ بصدقيته تجاه جمهوره، فكيف «تجاه القوى الأخرى، بغض النظر عمّا إذا كان مؤمناً بها». وسأل القزي: «كيف سيأخذ السوريون وحزب الله جنبلاط على محمل الجدّ بعد هذه الانقلابات؟». ورأى أنه كان في إمكان رئيس الاشتراكي أن ينفتح على القوى الأخرى بطريقة مختلفة، وأعطى انفتاح الكتائب على النائب سليمان فرنجيّة مثالاً، «كذلك حوارنا غير المباشر مع السوريين من دون أن نسيء إلى أحد». وسأل القزي جنبلاط إذا كان «يستطيع أن ينظر إلى المرآة؟».
وأشار القزي إلى أنّ على جنبلاط إعلان الانسحاب الرسمي من 14 آذار، إذا أراد ذلك، كما على قادة هذا الفريق في رأيه أن يلتقوا ويأخذوا موقفاً واضحاً، لأن المواقف الأخيرة لجنبلاط تؤثّر في تأليف الحكومة، «فهو محسوب على الأكثريّة النيابيّة»، مشيراً إلى أن هناك نواباً في اللقاء الديموقراطي منزعجون من هذه المواقف، «وقد ينسحبون، وهم كثيراً ما طلبوا منا عدم الردّ عليه عندما كان يتهجّم على الكتائب». ورأى القزي أن على كتلة لبنان أولاً أن تأخذ موقفاً واضحاً، لأن جنبلاط تهجّم على هذا التكتل بشكل رئيسي. وقد كان الموقع الإلكتروني لحزب الكتائب قد كتب على صفحته الرئيسيّة: «جنبلاط يتنكّر لأبطال الاستقلال الذين حافظوا على وجوده في بلد مستقل».
وفي المقابل، رأى الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة أن كلام جنبلاط إيجابي ولمصلحة البلد، وشكره على غيرته تجاه الحزب الشيوعي، معتبراً أن هناك أرضيّة لعلاقة جديدة مع الحزب الاشتراكي، «لكن لا يُمكن أن نحكم اليوم (أمس)». ورأى حدادة أن استذكار جنبلاط للحركة الوطنية وتحالف التقدمي والشيوعي عودة إلى فسحة مشرقة من نضال الشعب اللبناني في سبيل حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والإصلاح السياسي. ولهذه الأسباب تمّت محاربة الحزب (الشيوعي) من جانب حيتان المال والمذاهب.
وإذ كشفت مصادر في المعارضة أنها كانت في جو موقف جنبلاط، منذ أيّام عدّة، اتصل الوزير طلال أرسلان به وهنّأه «على الموقف التاريخي».
وعلمت «الأخبار» أن جنبلاط سيزور مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي في الروشة، منتصف الأسبوع المقبل، ليلتقي رئيس الحزب النائب أسعد حردان.
عدد الاثنين ٣ آب ٢٠٠٩
http://www.al-akhbar.com/ar/node/149980
لبنان: جنبلاط قلب الطاولة والأكثرية تصدعت
ندى عبد الصمد
بي بي سي - بيروت
انسحاب الزعيم الدرزي من الأكثرية طرح الكثير من الأسئلة
قلب اعلان وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي انه لن يستمر ضمن تحالف 14 اذار المشهد السياسي اللبناني.
والقى موقفه الجديد بثقله على الحركة السياسية الداخلية وعلى اتصالات تاليف الحكومة، وأعاد طرح الاسئلة التى بقيت دون جواب حتى الان ومنها:
هل يعني انفكاك جنبلاط عن قوى الاكثرية ان خلطا للاوراق قد حصل في التحالفات الداخلية، خصوصا أن الاكثرية لم تعد نفس الاكثرية نسبة الى عدد نوابها في مجلس النواب ونسبة الى عدد الوزراء في الحكومة؟
كيف سيؤثر هذا الموقف على استشارات التشكيل التى باتت في مرحلة توزيع الحقائب، وذلك بعد بت توزيع المقاعد بعد ان اعطيت المعارضة 10 وزراء، والاكثرية 15 ورئيس الجمهورية خمسة.
وفي اي موقع سيحسب وزراء جنبلاط بعد مواقفه الاخيرة؟
الواضح حتى الان ان ردة فعل الاكثرية ولاسيما النائب سعد الحريري على كلام جنبلاط كانت عنيفة وجاء في بيان تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري"ان لاي فريق سياسي الحق في ان يختار الموقع الذي يناسبه وان يتبنى الشعارات التى يريد وان البعض اذا اراد ان يذكر بتاريخه فلا باس شرط الا نعود الى التاريخ المعيب الذي كان فيه كثيرون شركاء في اعلاء مصالحهم الخاصة".
رد المستقبل على جنبلاط تلاه رد على الرد من النائب جنبلاط الذي طالب بتوضيحات لموقف تيار المستقبل رافضا الدخول في سجال مع سعد الحريري.
القوى الاخرى في 14 من اذار وتحديدا المسيحية منها انتقدت مواقف النائب جنبلاط، لكنها ابدت حذرا بالتعاطي معها وقراءة ابعادها بانتظار معرفة خلفيات تلك المواقف، كما قال بعض هؤلاء بينما تتالت ردود الفعل المرحبة من قوى المعارضة.
سبق للنائب وليد جنبلاط قبل الانتخابات النيابية ان لمح الى انه سيتخذ خطا مستقلا بعد الانتخابات النيابية وجاء قوله ان تحالفه مع قوى 14 من اذار كان تحالف الضرورة ليثير الموجة الاكبر من ردود فعل هذه القوى.
حزب الله وسوريا
يذكر ان جنبلاط كان قد اتخذ قبيل الانتخابات النيابية خطوات عدة باتجاه الانفتاح على حزب الله فاجتمع الى امينه العام ثم وبالتنسيق بين القيادتين زار وفد من مشايخ حزب الله مشايخ الطائفة الدرزية وبعدها سجلت زيارة لمشايخ الطائفة الدرزية الى ضاحية بيروت الجنوبية حيث اجتمعوا الى مشايخ حزب الله.
كما اتخذ جنبلاط مؤخرا جملة مواقف من سوريا بعد سنوات من المواقف الحادة فاعتبر ان لبنان لا يمكن ان يبقى في حالة عداء معها.
كان التغيير الاول لموقف جنبلاط ضد سوريا عام 2000 عندما انسحبت اسرائيل من لبنان فطالب يومها باعادة انتشار الجيش السوري في لبنان ما اثار عاصفة سياسية ضده وادى الى توتر العلاقة بينه وبين سوريا.
ثم بعد ذلك اتخذ جنبلاط خطوات انفتاح عدة باتجاه التيارات المسيحية الداعية الى خروج الجيش السوري من لبنان وعلى راسها البطريرك الماروني نصر الله صفير.
وكان التعبير الاوضح عن اعتراض النائب جنبلاط على دور سوريا في لبنان في رفضه التمديد لرئيس الجمهورية السابق اميل لحود وانضمامه الى لقاءات "البريستول" ضمت القوى المعارضة لوجود سوريا في لبنان.
وقد تحول لقاء البريستول بعد اغتيال رفيق الحريري الى اللقاء الذي دعا الى ما سمي يومها " انتفاضة الاستقلال" او ما وصف بعد ذلك بـ "ثورة الارز" من خلال التظاهرة الكبيرة التى سجلت في بيروت بعد شهر على اغتيال رفيق الحريري للمطالبة بخروج سوريا من لبنان.
وكان جنبلاط طيلة تلك السنوات الاكثر حدة في اتهام سوريا بالوقوف وراء الاغتيالات التى حصلت في لبنان، والاكثر حدة ايضا في التعبير الرافض لسلاح حزب الله واتهام الحزب باقامة دولة ضمن الدولة.
انهى تصريح النائب وليد جنبلاط اذا ترجم عمليا في المرحلة المقبلة الاطار الذي عرف بقوى 14 اذار وسط حديث لمقربين منه انه سيبقى خارج تكتلي المعارضة والاكثرية .