تحياتي للزملاء ...

لقد قرأت عددا من أعمال سيد القمني و اخرها كتابه "الحزب الهاشمي و تأسيس الدولة الإسلامية " الذي حاز على الجائزة ....

السيد القمني يستخدم في كتاباته لغة لا يمكن أن يفهم عقل المسلم العادي على أنها صادرة من مسلم اخر .. هو يسميها لغة بحثية موضوعية مجردة و لكن المتلقي المسلم لا يمكن أن يفهمها كذلك ، فالباحث الإسلامي عادة يتعامل مع هذه النصوص بقدسية كبيرة و بعواطف جياشة بعيدة كل البعد عن البحث العلمي الذي لا يعرف العواطف و يحتاج لقلب أقوى من الحجر.

ففي عمله الكبير ( تل العمارنة ) يستخدم عبارة "قال العرب في كتابهم (القران) " في كل لحظة يشير فيها لنصوص قرانية .... طبعا المسلم العادي لا يمكن أن يقبل هذا الكلام فبالنسبة لهم هذا نص مقدس و منزل و لا يتوقعون أن يستخدم أي مسلم معه غير قال تعالى . نصيحتي له أن يكتفي بصيغة ( ذكر في القران ) ، فهنا يجنب نفسه التهم التكفيرية دون ان يخرج عن الموضوعية .

في عمله " الحزب الهاشمي" ... أثار نقطة لا تعجب رجال الدين و مفرطي العواطف من عامة الجمهور المسلم ، فهو يتحدث عن الوضع في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور دعوة محمد ... و يبرز كيف أن الجزيرة العربية كانت مهيئة لظهور هذه الدعوة لعوامل كثيرة و منها الوجود اليهودي و تاثيرهم العقائدي و إرثهم الداوودي و مكانة قريش في مكة وكذك بعض الاخبار المتداولة بين سكان ذلك الاقليم التي ساهمت في نجاح هذه الدعوة .....
هذا كله لا يعجب أصحاب الصورة الرومانسية الذين يعتقدون ان قصة الدعوة المحمدية بدأت فقط من "وحي إلهي" في كهف كان يزوره محمد للتأمل .... !!

ربما مر أو يمر السيد القمني بتغيرات ايديولوجية فتارة يبدو قريبا من الإلحاد و تارة يبدو قريبا للإسلام المعتزلي ، في جميع الاحوال هو إنسان ليبيرالي يعترف بحرية الناس في التعبير عن عقائدهم و ارائهم بحرية و يخاطر بحياته في ذلك امام الفاشيين الإسلاميين الذين يريدون القضاء على كل من يخالفهم... و لهذا السبب تحديدا ارى انه يستحق الدعم و التقدير.