الزميل غالي

اقتباس:أولاً ليس كل شيء في هذا الكون قابل للبرهنة... ولكن الفرق بينك وبين المؤمن التقليدي الذي يعتقد أن الله تعالى جبل الطين على شكل إنسان ونفخ فيه الروح ليصبح آدم بحسب الرواية التوراتية ليس شاسعاً.. بل إن موقفه أفضل من موقفكم بكثير... فهو يؤمن بأن هناك قوة عظمى قادرة على الخلق.. أما أنتم فتعتقدون أن عملية الخلق جاءت مصادفة... وأن سلسلة التطور الممتدة إلى ملايين من السنين كانت نتيجة العشوائية والفوضى.. يعنى أن الأمر شبيه بشخص أعمى وأطرش وغير مدرك يقفز من صخرة إلى صخرة دون أن يسقط في الهاوية... وهذا هو الكلام الذي لا يقبله العقل... يعني حضرتك تؤمن أن التطور كان دائماً يخطو خطواته في الاتجاه الصحيح وعبر الملايين من السنين وبغير عقل ولا بصر ولا سمع والمعجزة أن قفزاته هذه كانت دائماً في الاتجاه الصحيح!!!! إلى أن انتهى المشوار الطويل بخلق الإنسان الهدف الرئيسي من خطة الخلق... فهل هذا منطق يقبله العقل؟؟؟!!!

1- ليس كل شيء في الكون قابل للبرهنة ؟؟ إذا افترضنا أن ما تقوله صحيح فعلى اي اساس تؤمن بهذا الشيء على حساب شيء اخر إذا كنت عاجزا عن تأتي بدليل و برهان ؟؟

2- مع احترامي لك واضح أن اطلاعك على نظرية التطور ضئيل ...

لم يتحدث اي عالم و اتحداك بأن نشوء الحياة على الارض هي عملية عشوائية ... لا يختلف احد أن نشوء الحياة يحتاج لظروف خاصة و نادرة نسبيا ، لكن هناك قانون البقاء للاصلح الذي يفسر بوضوح تطور الحياة من أبسط الاشكال إلى أعقدها ... و السجلات الاحفورية و سيناريوهات التطور أصبحت حقائق مدعومة باطنان من الادلة هذا غير ال DNA الذي تعطي دراساته المزيد و المزيد من الادلة على هذه الحقيقة العلمية رغم أن داروين لم يكن على اطلاع على ال DNA حتى مماته.

قد أفهم طريقة التفكير التي تتحدث عنها في ازمان غابرة حين كان الوعي البشري متخلفا و بعيدا عن المنهج العلمي في تقصي الحقائق و كان الجهل مستشريا ، لكن بعد ان جاء العبقري داروين و فك هذه اللغز المتعلق بالحياة ( كل الاشكال العضوية المنظمة ) .... لا أرى ان قصة ادم و التفاحة و النفخ في الطين و غيرها من الاساطير من الممكن ان يقبلها إنسان يحترم العلم .

3- من قال لك أن عملية التطور غير قاسية ؟؟ كيف تفسر انقراض 99.99 % من اشكال الحياة التي عرفتها الارض ؟؟؟

حتى أشبه لك الامر ..... تخيل الحياة على الارض مثل الشجرة ..... كل كائن حي موجود حاليا هو عبارة عن طرف غصن في هذه الشجرة الضخمة ، كل من الكائنات المنقرضة هي عبارة أن طراف مقطوعة ...
كل من لا ينجح في صراع البقاء لن يستطيع أن يتكاثر و بالتالي مصيره الانقراض ....و دائما هناك منافسة بين أنواع الحياة مع بعضها و مع ظروف الطبيعة ايضا و طبعا لن يستمر في هذا الصراع سوى من يستطيع أن يصلح للعيش في ظله.

4- المنطق الذي يحترم العقل هو منطق دارون و ليس الايمان الاعمى بقصة تفاحة ادم ...

المنطق الذي لا يهمل 4 مليارات سنة من بدء و تطور الحياة على هذه الارض و بروز الكثير من الحقائق العلمية، المنطق الذي لا يناقض نفسه ، المنطق الذي يستند لأدلة و براهين قبل ان يصدر أحكاما .... المنطق الذي لا يخضع للتاثيرات العاطفية كتراث الاجداد الديني أو رغبته في وجود حياة ثانية لخوفه من حقيقة الموت ، أو رغبته في وجود حساب بعد الموت نتيجة لعدم تحمله رؤية الظلم من حوله .....